بعد 12 سنة على حرب الخليج بات الخمسون الف فلسطيني الذين ما زالوا في الكويت، مقتنعين بأن الحرب المحتملة على العراق لن تكون لها تداعيات عليهم كما في عام 1991. ومن اصل 400 الف فلسطيني او اردني من اصل فلسطيني كانوا في الكويت قبل الحرب عام 1991، لم يبق سوى 50 الفاً، بينما سكن آلاف من الهنود والمصريين والسوريين في الاحياء التي كانت حكراً على الفلسطينيين. ويتهم الكويتيون الفلسطينيين من سكان الكويت بأنهم رحبوا بالجيش العراقي خلال الغزو عام 1990، ويعتبرون ان القيادة الفلسطينية اتخذت مواقف مؤيدة لبغداد. يقول اسلام الشرعة 40 سنة الاردني من اصل فلسطيني والذي لم يغادر الكويت خلال حرب الخليج: "الحياة لا تتوقف، ولاحظ الكويتيون اننا كنا مع الكويت لا مع العراق، كنا ضحايا صدام حسين". واضاف متحدثاً عن الفلسطينيين: "لا اعتقد ان اي شيء سيحدث في هذه المرحلة". وبعد تحرير الكويت من الاحتلال العراقي عام 1991 فر عدد كبير من فلسطينيي الكويت ال400 الف او طردوا، بعد اتهامهم بالتعاون مع الاحتلال. وانخفض عدد الفلسطينيين الى 150 الفاً ثم الى 20 الفاً مع ان بعضهم ولد في الكويت، وهم يتحدرون من فلسطينيين لجأوا الى هذا البلد بعد قيام دولة اسرائيل عام 1948. وعاد قسم منهم لاحقاً بعد ترتيب اوضاعهم ليرتفع العدد الى خمسين الفاً. وتفيد مصادر غير أكيدة ان حوالى ثلاثين فلسطينياً قتلوا بأيدي كويتيين غاضبين، بعد التحرير مباشرة. وقال الشرعة: "كان الامر اشبه بالجنون. كانوا يوقفون الفلسطينيين على الحواجز، واجبرنا على البقاء في منازلنا نحو اسبوعين خوفاً من ردود الفعل الكويتية الغاضبة". وتابع : "ان الكويتيين الذين كانوا في الخارج خلال الحرب اتهمونا بالتعاون، لكن الذين كانوا هنا خلال الاحتلال يعرفون تماماً ما فعله الفلسطينيون". وذكّر بأن العديد من مواطنيه ساعدوا الكويتيين وقدموا لهم المواد الغذائية خلال الاحتلال العراقي الذي دام سبعة شهور. واعتبر الشرعة ان الوضع تحسن كثيراً الآن، لكن ردود الفعل العدائية ازاء الفلسطينيين تواصلت سنتين تقريباً بعد الحرب، راوياً كيف تعرض للشتم، بينما كان في طابور في احدى الوزارات لاجراء معاملة ادارية. وتذكّر ايام الاستقرار ما قبل الحرب حين كان يعمل مخرجاً فنياً في جريدة كويتية، ويعيش مع العديد من اقاربه. على الصعيد الرسمي تمكن الفلسطينيون والكويتيون من تجاوز مرحلة العداء الى حد ما. ومع ان علاقة الكويت مع الرئيس ياسر عرفات ليست في افضل حال أرسلت مساعدات الى الفلسطينيين منذ بدء الانتفاضة في ايلول سبتمبر 2000 واستقبلت في مستشفياتها جرحى من الاراضي الفلسطينية، وساهمت الكويت بنحو 150 مليون دولار في صندوقي مساعدة للفلسطينيين. وقال الكويتي من اصل فلسطيني استاذ العلوم السياسية شفيق غبره: "تم تجاوز الوجوه السلبية لمرحلة 1990-1991. وعندما لاحظ الكويتيون عذابات الفلسطينيين ابدوا تعاطفاً معهم". واستبعد انعكاس الحرب المرتقبة على الفلسطينيين في الكويت، فيما اعتبر الاردني من اصل فلسطيني يوسف علاونه ان الخلاف بين الكويتيين والفلسطينيين مستحيل. وقال: "انتهى الامر ودخل التاريخ".