يتناول الكاتب والأكاديمي العراقي فريد أيار في كتابه الصادر حديثاً عن "وكالة الأنباء الكويتية" تحت عنوان: "سماسرة الأخبار: دراسة حول وكالات الأنباء الدولية ومناطق النفوذ" ثلاث مؤسسات دولية تمتلك روح الوجود في موقع الحدث وتعمل كالمؤرخ الذي يعتمد عليه في تسجيل أحداث العالم ويؤثر بالتالي في الرأي العام في أية بقعة من بقاع المعمورة، كما ورد في تعريف الناشر. أما الوكالات فهي: "الصحافة الفرنسية" و"رويترز" و"الاسوشييتد بريس". انها الوكالات التي تحتل الصفحات الأولى في العالم، والتي تملك قدرة على الوصول الى مصادر الأنباء. وعلى مدى 175 عاماً لعبت هذه المؤسسات الجبارة أدواراً مختلفة، فكانت تارة تساند دولاً معينة، وكانت تارة أخرى تعلن الموضوعية والحياد من خلال الاصرار على تكييف عملها وفقاً للأوقات المتغيرة. ولكن مع ذلك كان ولا يزال تأثيرها في الجماهير ودولها واسعاً وكبيراً. وفي أوقات الأزمات الكبرى والصراعات بين الدول كانت تتنازل مؤسسات عدة في تلك الدول عن حقوقها طواعية لمصلحة وكالات الأنباء. فالقادة وأصحاب القرار كانوا يهتمون بتقارير وأخبار وتحليلات صادرة عن وكالات الأنباء الدولية، لأن هذه المؤسسات موجودة في كل وقت وكل مكان. يعالج الكتاب تاريخ هذه المؤسسات وصراعاتها ونجاحاتها وعلاقاتها بالدول وتأثيرها في الرأي العام... وهو تاريخ حافل بالأحداث. ويتميّز الكتاب بمنهجه العلمي وشموليته وعمقه، ويعتبر مرجعاً رئيساً في ميدانه، ميدان الصحافة والوكالات الصحافية. ولعلّه، كما قال محمد أحمد العجيري المدير العام للوكالة الكويتية، في "التقديم"، "اضافة حقيقية الى المكتبة الإعلامية العربية لما يحتوي من مادة غزيرة وشاملة عن نشأة أو تطور أو أنشطة أهم وكالات الأنباء العالمية ومناطق النفوذ التي تنفرد بها في ميدانها. وهي اضافة تغني الباحثين في الحقل الإعلامي عن عناء البحث وراء المعلومات التي تعنيهم في عشرات إن لم يكن مئات المراجع التي تناولت هذه القضية". ويضيف: "إن وجهة النظر التي تناول بها فريد أيار مادته العلمية وقدمها لنا في كتاب ثري، بكل ما تعنيه الكلمة، هي وجهة نظر العاملين في وكالات الأنباء في دول العالم الثالث ومنها الدول العربية...".