أعلن النائب محمد حرمل 72 عاماً عزمه على التخلي عن زعامة "حركة التجديد" في المؤتمر العام المقرر العام المقبل. وأسس الحركة قياديو وكوادر الحزب الشيوعي السابق العام 1993 مع يساريين مستقلين بينهم استاذ الفلسفة محمد علي حلواني الذي اختير رئيساً للحركة. وحل حرمل الذي انتخب أميناً عاماً للحزب الشيوعي في مؤتمر سري عقد العام 1980 محل محمد النافع الذي قاد الحزب منذ العام 1948 واستمر عضواً في قيادته حتى حله في مطلع التسعينات. ويرفض حرمل اعتبار "التجديد" امتداداً ل"الشيوعي" أقدم الأحزاب الشيوعية في المغرب العربي الذي تم حظر نشاطه من 1963 الى 1981، ويشدد على انه حزب جديد على رغم كون غالبية قيادييه هم من الوجوه الشيوعية المعروفة. وجدد المؤتمر الأول ل"التجديد" العام 2001 لحرمل أميناً عاماًَ ولحلواني رئيساً للهيئة السياسية، فيما اختار الجامعيين أحمد ابراهيم ورشيد مشارك أمينين مساعدين. ولوحظ ان الحركة الممثلة بخمسة مقاعد في مجلس النواب، ابتعدت عن خط "المساندة النقدية" للحكم التي اعتمدتها منذ مطلع التسعينات، والتي أتاحت إدخال أربعة من أعضائها الى مجلس النواب في الانتخابات العامة التي اجريت العام 1994، للمرة الأولى في تاريخ الحركة الشيوعية. ومثلما قاد حرمل الحركة في مرحلة الوفاق مع الحكم يقودها منذ المؤتمر الأخير في الخط النقدي الذي تعكسه مجلتها الشهرية "الطريق الجديد" التي صودر أحد أعدادها الأخيرة. وكان لافتاً ان "التجديد" كان الحزب البرلماني الوحيد الذي لم يدع للتصويت بنعم في الاستفتاء الذي أجري في الربيع الماضي للإفساح في المجال أمام الرئيس بن علي للترشيح لولايتين اضافيتين. ولم يكن لإعلان حرمل اعتزامه اعتزال العمل السياسي وقع الهزة في صفوف الحركة كونه سبق ان أكد انه لا يرغب في الترشيح للانتخابات الرئاسية المقررة للعام المقبل حتى لو كان القانون يجيز له ذلك. وبموجب قانون صادق عليه مجلس النواب في قراءة أولى الشهر الماضي يمكن للاحزاب الخمسة الممثلة في البرلمان ترشيح أحد قيادييها للرئاسة من دون الخضوع للشروط المنصوص عليها في الدستور والتي تستوجب الحصول على ثلاثين ترشيحاً كتابياً من اعضاء مجلس النواب أو رؤساء البلديات. إلا ان القانون أقر سقف السن 75 عاما وو ضع حرمل خارج السباق الرئاسي مما اضطر اعضاء "التجديد" للبدء بالبحث عن مرشح منذ اعتماد الدستور المعدل. وأسرّ حرمل لمقربين منه انه يعتزم التفرغ لكتابة مذكراته بعد انسحابه من زعامة الحركة، لكن لم يتبلور حتى الآن اسم المرشح لخلافته.