في إطار الحشد العسكري الأميركي تحضيراً للحرب المحتملة على العراق، ارسلت واشنطن 14 قاذفة ثقيلة من طراز "بي 52" إلى قاعدة فيرفورد غرب بريطانيا، فيما أعلنت بغداد مقتل 6 عراقيين في قصف أميركي - بريطاني استهدف منطقة البصرة، ودمرت مزيداً من صواريخ "الصمود 2". في غضون ذلك، قال الناطق باسم البيت الأبيض آري فلايشر ان "أحداً لا يتصور" إمكان بقاء الرئيس صدام حسين في السلطة، إذا استخدمت واشنطن القوة، مشدداً على استبعاد "منح صدام فرصة لإعادة التسلح". في المقابل استبعدت بريطانيا استخدام أسلحة نووية ضد العراق، ولو استخدم أسلحة كيماوية. وانعكس القلق في تركيا من رفض البرلمان السماح بنشر 62 ألف جندي أميركي في أراضي هذا البلد على اقتصاده الذي تلقى ضربة طاولت العملة التركية، في وقت نفى نائب رئيس الوزراء الكويتي وزير الدفاع الشيخ جابر المبارك الصباح موافقته على نشر أولئك الجنود في الكويت. وحذرت الخارجية الأميركية أنقرة من أن المساعدة الاقتصادية التي كانت الولاياتالمتحدة تنوي تقديمها لها، ستتأثر برفض البرلمان نشر القوات. راجع ص2 و3 و4 وإذ أبدى العراق مزيداً من المرونة مع المفتشين وأعلن أنه سيسلم الأممالمتحدة قبل العاشر من الشهر الجاري تقريراً عن كميات من "الانثراكس" وغاز "في اكس" يؤكد أنه دمرها، أكدت مصادر عربية رفيعة المستوى أن وفداً من اللجنة التي شكلتها القمة العربية في شرم الشيخ، وانضمت إليها أمس مصر وسورية، سيصل إلى نيويورك بعد غد الخميس، للقاء الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ورئيس مجلس الأمن وأعضائه. وقال مندوب مصر لدى المنظمة الدولية السفير أحمد أبو الغيط ل"الحياة" إن وزير الخارجية المصري أحمد ماهر سيكون ضمن الوفد الذي يضم الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ووزراء الخارجية البحريني الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة والسوري فاروق الشرع واللبناني محمود حمود والتونسي الحبيب بن يحيى. وتابعت المصادر ان الوفد سيحضر الجلسة العلنية لمجلس الأمن التي سيقدم فيها رئيسا هيئتي التفتيش هانس بليكس ومحمد البرادعي تقريرهما الجمعة المقبل. وما زال المجلس منقسماً على الخطوة التالية المتوقعة من العراق، فيما تتواصل الضغوط على الدول الست المترددة نحو مشروع القرار الأميركي - البريطاني - الاسباني الذي يغلق النافذة الديبلوماسية في الأزمة العراقية ويفعل الخيار العسكري، وهي باكستان وتشيلي والمكسيك وأنغولا والكاميرون وغينيا. وتحاول باكستان وتشيلي والمكسيك ايجاد أفكار تمكّن الدول الست من دعم مشروع القرار من خلال اظهار فشل العراق في تلبية كل مطالب التفتيش. وقالت مصادر مطلعة إن تلك الأفكار تشمل البحث في اعطاء انذار أخير يقتصر على 48 ساعة في مشروع القرار، ليكون بمثابة النافذة الأخيرة قبل تفعيل الخيار العسكري. وأمس عرضت روسيا ارسال ضباط إلى العراق للمساهمة في رقابة دائمة على التسلح، وسط توقعات بأن تزور موسكو مستشارة الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي كوندوليزا رايس، للتأثير في موقفها من مشروع القرار. ورحبت موسكو ب"حزم" الدول العربية ضد الحرب، خلال قمة شرم الشيخ، مجددة دعوتها إلى حل سلمي. وجدد مجلس الوزراء السعودي، الذي عقد جلسة برئاسة ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، تأييد ما تضمنه بيان القمة الذي "جاء ليعزز الرغبة العربية في حل الأزمة العراقية بالطرق السلمية، والتوصل إلى حل يجنب العراق وشعبه والمنطقة بأسرها خطر الحرب". وفي تصريح إلى "الحياة" نفى وزير الدفاع الكويتي أن تكون بلاده تلقت طلباً من واشنطن بنشر 62 ألف جندي أميركي اضافي، رفض البرلمان التركي المصادقة على نشرهم في الأراضي التركية. وأعلن في وقت سابق أن كل حقول نفط المنطقة الشمالية وكذلك الغربية في الكويت ستغلق في حال بدء الحرب على العراق. وبدأ فريق كويتي مختص باطفاء الحرائق النفطية تدريباته واستعداداته لمواجهة احتمال اندلاع حرائق في الآبار. راجع ص11