نزل آلاف المتظاهرين المناهضين للحرب الى شوارع مدن في مختلف أنحاء العالم أمس لليوم الرابع على التوالي مع اتساع دائرة الغضب للحرب التي تشنها الولاياتالمتحدة على العراق. وبعد يوم على تظاهر اكثر من مليون شخص في اوروبا واميركا الشمالية، جرت تظاهرات جديدة في استرالياواندونيسياوافغانستان وبنغلادش وباكستان وهونغ كونغ وبلغاريا وايطاليا واسبانيا. ذكرت الشرطة الاسترالية ان اكثر من 40 ألف شخص شاركوا في تظاهرات في سيدني واديليد والعاصمة كانبيرا للتنديد بقرار رئيس الوزراء جون هوارد ارسال الفي جندي للمشاركة في التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة. وعلى رغم ان عدد هؤلاء المتظاهرين اقل بأكثر من نصف المليون شخص الذين شاركوا قبل خمسة اسابيع في اكبر تظاهرة مناهضة للحرب منذ حرب فيتنام، إلا أن الاستنكار والغضب في استراليا لم يتراجع. وفي العاصمة الاندونيسية جاكارتا، كانت السفارة الاميركية مرة اخرى مسرحاً لصب جام الغضب حيث شارك نحو الف متظاهر في مسيرة لنحو ثلاث ساعات واحرقوا دمية تمثل الرئيس جورج بوش امام السفارة التي كان يحرسها نحو 400 شرطي وتحيط بها الاسلاك الشائكة والكتل الخرسانية. وأتت التظاهرة بعد ساعات من قول وزارة الخارجية الاميركية ان الحرب زادت احتمالات ممارسة العنف ضد الاميركيين في اندونيسيا. وحثت الخارجية الاميركية "كل المواطنين الاميركيين في اندونيسيا على التفكير في مغادرة البلد". وفي بيكالوغان، بوسط جاوة، شارك نحو الفين من طلاب مدارس مسلمين في مسيرة في الساحة الرئيسية للبلدة، للدعاء من اجل شعب العراق وللسلام. ونظم نحو 150 شخصاً تظاهرة امام القنصلية الاميركية في جزيرة بالي. وذكرت التقارير الواردة من افغانستان ان اول تظاهرة ضد الحرب في العراق جرت في اقليم لاغمان شرق البلاد، حيث هتف المتظاهرون "الموت لاميركا"، "الموت لبريطانيا" و"الله اكبر". ونقلت وكالة الانباء الافغانية الاسلامية، من مقرها في باكستان، قول مسؤولين حكوميين ان عدة آلاف من الاشخاص شاركوا في مسيرة في ميهتارلام، عاصمة الاقليم. ونظمت مجموعة "اتحاد مجلس الامل"، اكبر مجموعة اسلامية في باكستان، مسيرة احتجاج ضد الحرب في مدينة لاهور شرق البلاد شارك فيها نحو 150 الف شخص، في اليوم الرابع على التوالي من التظاهرات المناوئة للولايات المتحدة. وردد آلاف المتظاهرين هتافات ضد الحرب على العراق واحرقوا اعلاماً اميركية في شرق افغانستان في احتجاج نادر في بلد منعت فيه التظاهرات منذ زمن طويل. وقال القائد العسكري المحلي حاجي عصمت الله ان المتظاهرين دانوا الحكومة الافغانية لدعمها الولاياتالمتحدة. وتلك هي اول تظاهرة في افغانستان منذ بدء الحرب ويخطط المحتجون لتجمع آخر اليوم. وفي دكا عاصمة بنغلادش دعت "الجماعة إسلامية" المتشددة الى تظاهرة امام مسجد بيت المكرم الوطني، حيث تشهد المنطقة المحيطة بالمسجد تظاهرات شبه يومية ضد الحرب. وفي ايطاليا، تظاهر آلاف الاشخاص أمس امام قاعدة سيونيلا العسكرية الاميركية في جنوب غربي صقلية احتجاجا على الحرب على العراق. وسار أكثر من 600 شخص في هونغ كونغ باتجاه القنصلية الاميركية ونددوا بالسياسات الاميركية. وتظاهر مئات في العاصمة البلغارية صوفيا حيث حملوا اعلاماً سوداء تمثل الحداد والحزن على ما يجري في العراق. وكانت معظم التظاهرات سلمية باستثناء ليلة اول من امس عندما اصطدم بعض المتظاهرين في مدريد مع الشرطة الاسبانية، حيث جرح ما لا يقل عن 100 شخص من بينهم 18 شرطياً بعد تفريق التظاهرة ضد الحرب في العراق التي جمعت نحو 250 ألف شخص. وبدأت المواجهات بعد ساعة من تفريق التظاهرة عندما قام 400 شاب، بحسب الشرطة، برشق الشرطة بزجاجات وحجارة واشعلوا النار في صناديق القمامة، فرد رجال الشرطة بالرصاص المطاطي وانهالوا بالضرب على كل من كان هناك من دون تمييز. وشهدت نيويورك حالة مماثلة أول من أمس، إذ أوقفت الشرطة عشرات الاشخاص في ختام تظاهرة شارك فيها عشرات آلاف الاشخاص. وبعد وصول الموكب الى مكان انتهاء المسيرة في "واشنطن سكوير" تواجهت مجموعات صغيرة من المتظاهرين الذين رفضوا المغادرة مع قوات الشرطة. وخرج عشرات الالاف من المتظاهرين الى الشوارع في مدن عدة في مختلف انحاء الولاياتالمتحدة اول امس لينددوا بسياسة ادارة الرئيس بوش. وفي جوهانسبيرغ احتشد مئات المتظاهرين امام استاد "وندرّز" الذي تقام فيه نهائيات كأس العالم للعبة الكريكيت، وناشدوا العالم لعب الكريكيت بدلاً من الخوض في حروب. ومنعت الشرطة النيجيرية التظاهرات بجميع انواعها. واعلن المفتش العام للشرطة النيجيرية: "لسنا اميركيين ولا عراقيين وبالتالي لا يحق لأحد القيام بأي شكل من اشكال التظاهر على الحرب بين البلدين". وفي المانيا، ناشد رئيس الجالية المسلمة نديم الياس مسلمي البلاد بالمشاركة في التظاهرات ضد الحرب على العراق، ولكنه اصر على ان ذلك يجب ان يكون في اطار سلمي وان لا يعرضوا انفسهم وغيرهم لأي خطر. وقال ان على المسلمين ان "يوضحوا انهم يريدون السلام ولكنهم لا يؤيدون الديكتاتورية".