أعلنت الحكومة السعودية عزمها الانتهاء قريباً من تطبيق قراراتها السابقة في شأن "سعودة الباعة" في محلات الذهب والمجوهرات في كل المدن، ليصل التنفيذ في مطلع العام الهجري الجديد، الذي يبدأ بعد غد الثلثاء، الى نسبة 100 في المئة. يدخل قرار التوطين في إطار الجهود التدريجية التي يبذلها "مجلس القوى العاملة السعودي" من أجل "سعودة" الوظائف في محلات الذهب والمجوهرات، وإحلال العمالة الوطنية بدلاً من الأجنبية في هذه المهنة التي تلقى رواجاً كبيراً. وكانت الحكومة دعت اللجان المختصة ب"السعودة" في كل الغرف التجارية السعودية الى تطبيق ما تم الاتفاق عليه منذ أعوام عدة من دون تأخير. لكن مع اقتراب الموعد المحدد لتطبيق نظام "السعودة"، بدأت تظهر شكاوى من عدد من تجار الذهب والمجوهرات من ان تجاراً يعمدون الى "خطف الشبان المتميزين" والأيدي المدرّبة العاملة في الصنعة، وإغرائهم للانتقال عن طريق منحهم رواتب عالية ومزايا جيدة. ولفت المراقبون الى ان ذلك زاد قلق التجار من عدم القدرة على تطبيق القرار قبل انتهاء المهلة المحددة، بسبب عدم وجود الأيدي العاملة السعودية المدرّبة، واحتدام المنافسة بينهم على استقطاب المدرّبين القادرين على التجاوب مع أساسيات المهنة. وتشير الاحصاءات الرسمية الى ان حجم المبيعات السنوية في هذه السوق يقدر بنحو 8 بلايين ريال 2.1 بليون دولار، وان هناك نحو 6 الآف محل يعمل فيها 20 الف عامل تراوح أجورهم الشهرية بين 3 آلاف و8 آلاف ريال وفقاً للخبرة والكفاءة. كما ان هناك نحو 350 مصنعاً نظامياً و2000 ورشة عمل ومشغل للذهب من الحجم الصغير يعمل فيها 25 الف شخص. وتتنوع المهن في المحلات والورش والمصانع ليصل عددها الى 20 مهنة تبدأ من التصنيع والنقش الى البيع. وتحتل مدينة جدة المرتبة الاولى في عدد محلات الذهب والمجوهرات بين مدن الشرق الأوسط، مع نحو 1100 محل. وكانت نسبة العاملين من السعوديين في قطاع الذهب والمجوهرات قبل الشروع في تطبيق نظام السعودة لا تتجاوز 11 في المئة. ويؤكد الأمين العام لمجلس القوى العاملة السعودي، الدكتور عبدالواحد الحميد، ان قرار "سعودة الباعة" في سوق الذهب والمجوهرات قرار "صائب"، مشيراً الى ان العمل في هذا النشاط يتطلب مهارات "يمكن اكتسابها بسرعة وببساطة"، من خلال دورات تدريبية قصيرة، وتعزيزها من خلال الممارسة العملية. وأكد أهمية توظيف الشباب السعودي في مختلف الأنشطة والقطاعات الاقتصادية. في غضون ذلك، بدأت لجان "السعودة" في كل المدن عقد اجتماعات مكثفة من أجل بدء التنفيذ الفعلي لقرار "السعودة" وتطبيق الأنظمة على المحلات المخالفة التي تتلكأ في توظيف الشباب السعودي. ونفى المشرف على "البرنامج الوطني للتدريب والتوظيف" في إمارة منطقة مكةالمكرمة، الدكتور عبدالعزيز الهزاع، في تصريح إلى "الحياة"، وجود أي نية لتمديد المهلة الزمنية الفاصلة ل"السعودة". وأشار إلى أن أي تمديد سيكون محصوراً في تطبيق آليات القرار الوزاري، بما يتوافق مع خصوصية كل منطقة، لافتاً الى عدم وجود لائحة عقوبات متكاملة. ولمح الى ان بعض محلات الذهب يجهل بعض أنظمة العمل والعمال، مما يثير أزمات إدارية مع الشبان السعوديين المنضمين للعمل فيها حديثاً.