احتفى المؤتمر السابع عشر للأندية الادبية في مدينة القصيم بالرواية السعودية بصفتها الأقوى حضوراً على المشهد الادبي المحلي. وتوزعت اوراق الباحثين على "تضاريس" الرواية، فاستأثرت ورقة حسن الهويمل رئيس نادي القصيم بردود فعل عنيفة من كتاب الرواية وبعض النقاد المنتمين الى التيار الحداثي حيث تم تمرير خبر صحافي مفاده ان الهويمل يسعى الى سن قوانين اخلاقية لكتاب الرواية لخروجهم عن القيم الأخلاقية للرواية وإلزامهم منهجية كتابية تخضع لقيم المجتمع. واعتبر معجب الزهراني أن سن قواعد اخلاقية للرواية يعد نكتة طريفة ومضحكة، مشيراً الى ان كثيراً من الروايات التي ظهرت أخيراً استطاعت ان تؤسس مناخاً ابداعياً من دون ان تحمل على عاتقها تلك الوصايا التي يريد البعض جعلها طريقاً للمبدعين. ونفى عالي القرشي ان تكون هناك قيود مسبقة على الروائي تطالبه باستيفاء شروط خارج السياق الفني، وحذر من الدعوة الى ان الاسلام عائق امام الابداع. واعتبر تركي الحمد ان مثل هذا الفعل غير مستساغ ولا هو منطقي، لأن الطرح القائم على تصور اننا نملك الحقيقة ولنا الوصاية على هذا او ذاك طرح غير مقبول ولا مكان له، لأن الحقيقة المطلقة لايعلمها ولا يملكها إلا الله. وتحدثت ورقة الهويمل عن مفهوم الحق في السرديات بين الإفراط والتفريط، إذ ألمح في مقدمتها إلى أن هناك سرديات إبداعية من حق وحرية وإفراط وتفريط وحضارة ينتمي اليها الاديب في ابداعه وأن مفهوم الحق والحرية للمبدع السردي وحقه في السياق كجزء من عناصر الرواية حق مقيد وليس حقاً منفلتاً ولا بد للروائي من الانقياد الى الحرية الابداعية المنضبطة في تكوين فكر يقدم للأمة وعدم الحياد عن جادة الصواب باسم التجديد أو باسم الحق والحرية وضرورة الالتزام بالوسطية التي تجنب المحظور. وفي هذا السياق أراد محمد مريسي الحارثي محاكمة رواية "وليمة لأعشاب البحر" للروائي حيدر حيدر تحت عنوان اهتزاز القيم في الخطاب الروائي العربي، إذ اشار الى انه لاحظ في السرديات العربية انحرافاً أو اهتزازاً يفقد الخطاب الروائي العربي صدقيته ويؤدي الى التردد في قبوله ممثلاً بثلاثة انواع من الخطابات، منها الخطاب الديني بشقيه الوظيفي والاحتسابي، والخطاب الاعلامي بشقيه القومي والديموقراطي، مؤكداً أهمية تصدي علماء الامة للخطابات وايضاحها للناس، وتناول الخطاب الادبي كنوع ثالث مشدداً على ان هذا النوع يجب ان يكون الرهان على صدقية الاديب وكذلك نهي المنحرفين للعدول عن افكارهم. وقدم صالح بن زياد الغامدي ورقة بحثية تحدث فيها عن الرواية وسؤال الحضور الاقوى في العصر الحديث وترتيباتها الجديدة واستمداد قانونيتها وتداخل الانواع الادبية، وخلص الى ان حضور الرواية يفسر بمركزية القراءة في حقبة زمنية محددة واكثرها القراءة النقدية. وأجاب بحث مصطفى بكري السيد عن عدد من التساؤلات المتعلقة بالرواية السعودية، مؤكداً ان لها حضورها في المبنى الحكائي المتعلق بالقصة نفسها غير المقيد بأصل احداث القصة، ملمحاً الى المنافسة التي تعيشها الساحة الادبية بين الشعر والرواية. وقدم عبدالعزيز السبيل بحثاً عن الرواية من الناحية التاريخية وبداية الرواية السعودية ونشأتها في شكل عام. وربط محمد الشنطي بين نشأة الرواية ووضعها المعاصر مستعرضاً ما تكتظ به الساحة الادبية من دراسات عن الرواية بأشكالها المختلفة واتجاهاتها المتباينة. واشتمل المؤتمر على الكثير من البحوث التي تقدم بها عدد من النقاد أمثال: سلطان القحطاني، حسن النعمي، محمد حسن زيني، عبدالله الحيدري، صالح بن معيض، عالي القرشي، جريدي المنصوري، محمد الدبيسي، حسن حجاب الحازمي، وعبدالحفيظ الشمري. إضافة الى قراءة لتجارب روائية قدمها ابراهيم الناصر وخليل القزيع.