أعلنت النروج أمس انها قررت طرد مؤسس جماعة "أنصار الإسلام" الكردية الملا كريكار 47 سنة الذي تتهمه واشنطن بأنه صلة وصل بين العراق وتنظيم "القاعدة". ونقلت وكالة "ان تي بي" عن وزيرة الحكومة المحلية ايرنا سولبيرغ قولها في مؤتمر صحافي انه سيُطرد "إذ ان وجود كريكار في النروج يمكن ان يُهدد الأمن القومي". وأقام كريكار مع عائلته في النروج منذ 1991 حيث حصل على حق اللجوء السياسي. وبعدما أنهت أجهزة الأمن النروجية التحقيق مع كريكار المقيم في النروج مع عائلته، في شأن الشبهات الأميركية بعلاقته مع النظام في بغداد وتنظيم "القاعدة"، ارسل ملف التحقيقات إلى دائرة الهجرة لتدرسه، وتقرر السماح له بالإقامة في النروج، أو إبعاده. لكن دائرة الهجرة تجنبت الخوض في قضيته التي شغلت الأوساط السياسية القانونية في النروج، وأحالت قبل يومين ملفه على وزيرة شؤون البلديات ارنا سولبرغ لتأخذ قراراً. واعتبر محامي كريكار أن هذه الخطوة إشارة إلى محاولة السلطات النروجية التخلص منه، وإبعاده إلى الخارج، لكن كريكار استبعد مثل هذا القرار، وقال ل"الحياة" عن احالة ملفه على سولبرغ التي اطلقت أثناء سجنه في هولندا تصريحات تطالب بتجريده من حق اللجوء في النروج وابعاده: "الموضوع يجري في شكل سلس وسولبرغ خففت حدة لهجتها عندما عدت إلى النروج، أكدت في تصريحاتها انني حر، يمكنني التنقل اينما اشاء، لذلك استبعد ابعادي من النروج". واضاف انه في حال اتخذ قرار بإبعاده، ستواجه السلطات النروجية "مشاكل كبيرة"، إذ "لا توجد أي دولة يمكنني الانتقال إليها، أنا ملاحق من النظام العراقي، ولا يمكنني الوصول إلى شمال العراق". وزاد ان وضعه كلاجئ سياسي في النروج لم يتغير، مؤكداً أنه حصل على حق اللجوء السياسي "عملاً بقوانين الأممالمتحدة ولا يمكن أحداً أن يجردني من ذلك سوى المنظمة الدولية". ويزور النروج اليوم عدد من القانونيين والسياسيين الهولنديين الذين دافعوا عن كريكار أثناء سجنه في بلادهم، من أجل متابعة المسألة، وقال زعيم "أنصار الإسلام": "حصلت من قانونيين هولنديين على ضمانات بمساعدتي لتقديم طلب لجوء في هولندا في حال طردت من النروج، واستبعد هذا الاحتمال". ومعروف أن كريكار اوقف في هولندا العام الماضي، عملاً بمذكرة توقيف أردنية تتهمه بالاتجار بالمخدرات، ولم تتمكن عمّان من اثبات التهمة فأطلق بعد نحو ثلاثة أشهر، واعيد إلى النروج. وأكد كريكار ل"الحياة" أن التحقيقات التي أجرتها معه الاستخبارات النروجية أخيراً تضمنت أسئلة لا علاقة لها بنشاطاته الشخصية ولا الاتهامات الموجهة إليه، وقال: "تمحورت الأسئلة حول تفاصيل الحراسة في المناطق التي يسيطر عليها أنصار الإسلام في شمال العراق، وعدد الأفراد في كل مجموعة وساعات الحراسة والمناوبة، وتفاصيل صغيرة لا تتطرق إليها الاستخبارات إلا في حال ترقب هجوم عسكري قريب. قلت لهم انني لن أتعاون معهم لاحقاً، واوقفت كل لقاءاتي مع الاستخبارات النروجية وأكدت أنهم تلقوا الأسئلة بالفاكس من الاستخبارات الأميركية". وكرر أنه لا يستبعد وجود ضغوط أميركية شديدة على النروج لإبعاده خارج البلاد. وروى أنه أثناء فترة استجوابه لدى الاستخبارات النروجية قبل عشرة أيام "استجوب أهلي وأقاربي في مدينة السليمانية لدى أجهزة أمن جماعة جلال طالباني زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني، بحضور أفراد من الاستخبارات الأميركية". وقال إن كل التحقيقات التي يجريها حزب طالباني مع أنصار جماعة "أنصار الإسلام" أو اعضائها "تتم بحضور أميركي". وزاد ان الجماعة لم تؤذ الأميركيين، لكن "الإدارة الأميركية تريد تجنب ما حصل في أفغانستان، وتخشى أن تلجأ الينا خبرات وأدمغة عراقية غير مرحب بها في دول أخرى عربية". وحذر من أن غزواً أميركياً للعراق سيمهد "لفوضى عارمة ويصبح البلد مثل لبنان 1975 أو أفغانستان الآن".