تعاني "الهيئة العامة للسياحة" في العراق أوضاعاً صعبة يفاقمها وضع قوات الإحتلال يدها على أهم المرافق السياحية التابعة لها وعدم وجود ضوابط تحول دون دخول السياح بصورة غير شرعية الى العراق. ويعتبر قطاع السياحة الأهم بعد النفط على صعيد الدخل الذي يحققه للاقتصاد العراقي. وعلى رغم تردي الحالة الامنية فإن آلاف الزوار الإيرانيين يفدون الى العراق وبشكل يومي عن طريق شركات إيرانية تتجنب التعاون مع الشركات العراقية. قال قحطان العزاوي، رئيس "إتحاد شركات السفر والسياحة" في العراق ل"الحياة" إن العامل الأمني يشكل العامل الأبرز لضمان تنشيط الحركة السياحية الوافدة، وهو ما يستحيل توافره في الظروف الحالية ويعيق تنشيط السياحة التاريخية والثقافية ويقتصر الأمر على الساحة الدينية الوافدة من إيران فقط والتي لا تحدها الظروف الأمنية. وانتقد العزاوي الإنفلات الأمني وعدم سيطرة قوات الإحتلال على المنافذ الحدودية، وقال: "نشاهد يومياً آلاف الزوار الذين يفدون عبر منفذ بدره مهران وكذلك الشلامجة والمنذرية من دون حسيب ولا رقيب". واعتبر ان من شأن هذا الإنفلات إحداث إرباك في وضع الأمن السياحي وتهديد السياحة الوافدة الى العراق، محذراً من أن نتائجه ستكون وخيمة على مستقبل البلد. وقال ان النظام السابق كان سمح لشركة "نسيم الصبح" بالاشراف على دخول الزوار الايرانيين، ووضع ممثلين لها في مدينتي كربلاء والنجف وعند المنافذ الحدودية. وكانت الحكومة السابقة سمحت بفتح بوابة السياحة الدينية منتصف التسعينات وسهلت قدوم الزوار من الدول الاسلامية الى المزارات العراقية، وأنشأت لهذا الغرض دائرة خاصة تابعة لمديرية الاستخبارات العامة باسم "شركة الهدى" لتتولى الإشراف على نقل الزوار وإسكانهم وإطعامهم. وشدّد العزاوي على أهمية قيام "إتحاد السياحة" بإعداد برامج للزوار الإيرانيين في صورة مركزية ومنظمة تخضع للضوابط. وقال إن الاتفاق مع إيران على أسعار الرحلات وضبط نوعية الخدمات المقدمة للسائح سيصبان في صالح الزوار ويخدمان الجهتين معاً، الموردة والمستقبلة للسياح. وأوضح ان الوضع يسير حالياً لصالح الشركات الايرانية دون غيرها في حين ليست هناك أي حماية تحظى بها الشركات العراقية من قبل مجلس الحكم أو الوزارات المعنية. وقال إن الشركات السياحية الإيرانية أصبحت تصول وتجول بحرية في قطاع السياحة من دون وازع ولا رقيب. ودعا الى الإعتماد على العقول العراقية المهاجرة التي عادت الى البلاد للاستفادة من خبراتها. وشدّد على أهمية الاعتماد على الأساليب والتقنيات المعمول بها في الدول السياحية المتطورة وتخطي مفاهيم الدول النامية المطبّقة حتى الآن. وقال: "عراقنا الجديد يملك الكثير من مقومات السياحة الطبيعية والثقافية والدينية. وعلينا، لتعظيم الفائدة المجباة من الموارد المتاحة لنا، الاستفادة من تجربة الماضي واخطائه والحرص على تعيين الرجل المناسب في المكان المناسب". وأشار الى بعض التصريحات التي يطلقها عدد من المسؤولين ويشيرون فيها الى إيرادات سنوية تقدر بخمسة بلايين دولار يستطيع العراق تحقيقها من قطاع السياحة، وقال إن السياحة لا تقاس بمردوداتها المادية فقط وإنما بمردوداتها الأخرى أيضاً، إذ أن دخول السياح من شأنه أن يخلق فرص عمل لمئات الآلاف من العراقيين. وتوقع أن يشهد العراق نهوضاً متميزاً في ميدان السياحة مع تصاعد وتيرة الإهتمام بهذا القطاع والسعي الواضح الى توفير الفرص لنمو القطاع الخاص. وقال ان السياح الإيرانيين الوافدين الى العراق يدخلون بأعداد كبيرة وبشكل غير مبرمج، الأمر الذي يحرم الشركات العراقية من فرص الإستفادة من حصتها من العملة الصعبة.