تظاهرت عشرات من الأسر العراقية الفقيرة والمشردة أمس في بغداد احتجاجاً على قرار وزارة الداخلية طردهم من احد المباني الحكومية التي يشغلونها منذ سقوط النظام في 9 نيسان ابريل الماضي. والمبنى الذي يشغله هؤلاء المتظاهرون الذين يتراوح عددهم بين 150 ومئتي شخص يقع بين وزارتي الداخلية والنفط وسط وكان تابعا لوزارة الداخلية لكنه تعرض لعملية نهب وسلب وحرق بعد سقوط النظام. ورفع المتظاهرون الذين تجمعوا قرب مقر الادارة المدنية الاميركية في العراق التي تشغل القصر الجمهوري قرب جسر الجمهورية وسط بغداد لافتات كتب عليها "حق السكن ليس في أيديكم بل بأيدينا نحن". كما كتب على اللافتات "يا بريطانيا واميركا أين حقوق الانسان؟" و"أين الحرية يا بول بريمر ونوري البدران وزير الداخلية العراقي في ان يطرد سكان المجمعات السكنية في الشوارع؟". وقال احد المتظاهرين علي كاظم دراج 31 عاما وهو عاطل عن العمل اننا "اسر فقيرة معدمة ولا نملك محلاً نسكن فيه ... وعند سقوط النظام نزلنا في هذه المباني التي ظلت مهجورة ومتروكة واعطيناها اسماء مثل مجمع الهدى الذي نسكنه". واضاف ان "وزارة الداخلية والقوات الاميركية تطالبنا الآن باخلاء هذه المباني والرحيل لتستخدمه قوات الشرطة". وتابع: "نحن لا نملك محل سكن ولا المال لنستأجر"، مطالباً "بابقائنا في هذه المباني الحكومية المهجورة رأفة بحالنا". من جهته، اكد علي خلف غافل 40 عاما ان "سكان هذه المباني تكيفوا مع العيش فيها على رغم سوء حالتها وانعدام الخدمات الضرورية". واضاف: "اذا كان لا بد من خروجنا من هذه المباني فعليهم توفير اماكن سكن لائقة لنا ولأطفالنا". واكد جاسب طابور لازم 52 عاما وهو موظف متقاعد ان "وزارة الداخلية عرضت علينا بعض المال من أجل الخروج لكننا اخبرناهم ان هذا المال غير كاف في ظل أزمة السكن المتفاقمة التي يعاني منها السكان". واضاف ان "كل مانطلبه منهم اليوم هو القبول بأن نشغل هذه المباني حتى تحل الأزمة ونجد مكاناً لائقاً لنا ولأسرنا لنرحل اما الآن فهذا أمر مستحيل". وتابع: "عليهم ان يدركوا ان لا أحد يرضى بأن يسكن في مثل هذه الاماكن الحقيرة لو لم تكن أوضاعه المالية والحياتية ضعيفة ومعدمة لذا عليهم التوقف عن ترديد الاسطوانة المشروخة والمطالبة بالرحيل لأن هذا مستحيل". واكد انه "اذا كان لا بد من ذلك فعليهم ان يرمونا نحن واطفالنا في الشارع". يذكر ان المئات من الدوائر والمؤسسات الحكومية التي تعرضت لعمليات سلب ونهب وحرق أصبحت فارغة بعد سقوط النظام العراقي ما سهل لهذه الاسر الفقيرة والمشردة بالسكن فيها واعادة تأهيلها بصورة متواضعة. ومن هذه الدوائر المؤسسات التابعة لوزارة الداخلية العراقية ومعسكر الرشيد الذي يعد من أقدم وأكبر معسكرات الجيش العراقيجنوب شرقي بغداد وتسكنه حالياً مئات من الاسر العراقية المشردة.