يتوقع ان تكون دورة الخليج السادسة عشرة لكرة القدم التي أفتتحت امس بأوبريت الامل على استاد نادي الكويت، مسرحاً لرحلة دفاع المنتخب السعودي عن اللقب الذي أحرزه في اختتام النسخة السابقة التي اقيمت على أرضه. ويدخل "الاخضر" المنافسة وسط تغيرات جديدة بعد غربلة شاملة لصفوفه اثر اخفاقه في نهائيات كأس العالم الاخيرة في كوريا الجنوبية واليابان، الامر الذي دفع اصحاب القرار في اتحاد الكرة الى الاستغناء عن عناصر الخبرة والاعتماد على الوجوه الشابة في اطار البناء المبكر والاعداد الهادئ على طريق المونديال المقبل المقرر عام 2006 في ألمانيا. وفي ضوء ذلك، تم الاستغناء عن عدد من النجوم في مقدمهم الحارس محمد الدعيع والقائد سامي الجابر والمدافع عبدالله سليمان والمهاجمان عبيد الدوسري وحمزة ادريس والحسن اليامي وحسين عبدالغني ومحمد شلية واحمد خليل، ونواف التمياط بسبب عدم إكتمال شفائه من الاصابة وعبدالله الجمعان لسوء سلوكه وايقافه من قبل الاتحاد العربي. وجاء ذلك اثر اقالة الجهاز الفني بقيادة ناصر الجوهر والاداري الذي يرأسه فيصل العبد الهادي والتعاقد مع جهاز فني هولندي بقيادة المدرب الهولندي جيرارد فان درليم، واسندت المهام الادارية الى المهندس عبدالله الجربوع. وبتوصية من اتحاد الكرة حرص فان درليم على اختيار تشكيلة ل"الاخضر" معظم وجوهها من العناصر الشابة الجديدة و"طعمت" ببعض لاعبي الخبرة الذين لا يزالون قادرين على العطاء. وكان تحقيق المنتخب لقب كأس العرب الأخيرة التي اقيمت العام الماضي في الكويت بمثابة مفتاح التفاؤل للمناصرين الذين وجدوا ان اللاعبين الجدد على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقهم. وهم أكدوا جدارتهم بتصدرهم مجموعتهم في تصفيات كأس آسيا المقررة الصيف المقبل في الصين، اذ تجاوزوا بسهولة اندونيسيا واليمن ونيبال محققين امامها نتائج كبيرة. واستعداداً ل"خليجي 16"، اختار الجهاز الفني30 لاعباً للانخراط في معسكر في الدمام وهم: مبروك زايد، رضا تكر، خميس العويران، محمد نور، صالح الصقري، مناف بو شقير، حمد المنتشري، اسامة المولد، سعيد الودعاني، سعد كريري، عبدالله الواكد، محمد الشلهوب، احمد الحربي، عبدالعزيز الخثران، احمد الدوخي، عمر الغامدي، بندر تميم، عبدالعزيز الجنوبي، ناصر الحلوي، محمد شريفي، سعود الخيبري، نايف القاضي، طلال المشعل، ابراهيم السويد، عبداللطيف الغنام، سعيد الحربي، صالح بشير، يسري الباشا، زكريا الهداف وسعيد القحطاني. ولم يخف البعض قلقه من "مداهمة" الاصابات لبعض اللاعبين، فلم تشهد الحصص التدريبية الاولى مشاركة الواكد والصقري بعد خضوعهما لبرنامج علاجي وتأهيلي وكذلك الامر بالنسبة للحربي، في حين عانى البعض من اصابات طفيفة امثال نور وتميم. وأخضع فان درليم اللاعبين لحصتين تدريبيتين يومياً بهدف رفع المعدل اللياقي والوقوف على مستوى الجميع قبل اعلان التشكيلة النهائية المقرر ان تخوض المباريات في الكويت. وكان وجه انتقاداً الى مدربي الفرق المحلية لعدم تعويدهم اللاعبين على اجراء التدريبات مرتين يومياً. وأدت هذه المستجدات الى التأخير في ابلاغ اللجنة المنظمة ل"خليجي 16" التشكيلة الرئيسية المؤلفة من 22 لاعباً، ففرضت غرامة على الاتحاد السعودي مقدارها ثلاثة آلاف دولار بناء على انظمة البطولة ولوائحها. واكتفى المنتخب بخوض مباراتين تجريبيتين مع آستونيا واذربيجان، فلم يقدم العرض المطمئن لجمهوره، فتعادل 1-1 في المباراة الاولى وأحرز هدفه الظهير تكر، وفاز في الثانية بهدف سجله المهاجم المشعل. اطمئنان من جهته، أكد فان درليم استفادته من المباراتين الوديتين وقال: "حققنا من خلالهما الاهداف المطلوبة والتي ستعود علينا بالفائدة خلال مشاركتنا في البطولة، كان المعسكر ناجحاً بكل المقاييس باعتبار ان المناخ قريب جداً من اجواء الكويت، وأود ان اشيد بالجهود التي بذلت لانجاحه". واشاد فان درليم بقدرات لاعبيه "مستوياتهم جيدة ومتقاربة ما سيضعنا في حيرة لاختيار التشكيلة". وتطرق الى الانتقادات التي وجهت لعناصره اثر المباراة امام آستونيا، ولم يخف بأنها كانت سيئة "لم نقدم المستوى المأمول على رغم افضليتنا وتفوقنا الميداني، وسنحت لنا فرصاً عدة للتسجيل، ولاحظت ان لاعبينا يودون ان يدخلوا بالكرة داخل الشباك بدلاً من التسديد المباشر من خارج حدود منطقة الجزاء او من الامكنة الاخرى المناسبة وعلى رغم ذلك استوعبوا عدداً من الخطط الميدانية ولا سيما التنوع التكتيكي وسيكون مفيداً من دون شك". وكان فان درليم رفع راية التحدي واعلن انه سيقود "الاخضر" للمحافظة على لقبه الا ان ذلك لم يمنعه من القول انه يحترم المنتخبات المشاركة "وان حظوظها لا تقل عن حظوظنا في المنافسة وان الفوز بالكأس حق مشروع لكل من المشاركين". واذا ما نجح المنتخب في ما يصبو اليه، سيصيب اكثر من عصفور بحجر واحد، اذ سيحافظ على اللقب ويكسب الرهان في الاعتماد على الوجوه الشابة.