استمرت أمس، ردود الفعل العربية على اعتقال الرئيس العراقي السابق صدام حسين واعتبر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية أن العراق تخلص من عبء ثقيل، فيما بعث أمير الكويت الشيخ جابر الاحمد الصباح ببرقية تهنئة الى الرئيس الاميركي جورج بوش لمناسبة اعتقال صدام حسين. وتجنب رئيس الوزراء الفلسطيني الملف معتبرا انه مسألة عراقية. وانقسمت مواقف المعلقين العرب غداة اعلان اعتقال صدام حسين بين مشاعر بالارتياح والقلق مما يحمله الغد والمرارة للاسلوب الذي سلم فيه مسؤول عربي نفسه من دون مقاومة للقوات الاميركية. ورأى خبراء عرب ان اعتقال صدام حسين بشكل مذل على أيدي القوات الاميركية يكشف عن طبيعة "جبانة" للرجل الذي حكم بالحديد والنار وأحب الحياة أكثر من أي شيء آخر. أعرب رئيس دولة الامارات الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان عن أمله في أن يشهد العراق مرحلة جديدة من الاستقرار والامن وبما يحفظ وحدته الوطنية والاقليمية. واوضح فى تصريح أدلى به لوكالة الانباء الاماراتية عقب اعتقال الرئيس العراقي السابق أن العراق تخلص من عبء كبير وثقيل لينطلق الى حقبة جديدة لا مكان فيها للاستبداد والظلم والرعب والممارسات التى دمرت العراق على مدى العقود الماضية والتي ألحقت أضراراً فادحة بالأمتين العربية والاسلامية. وأعرب ايضا عن أمله في أن تساهم التطورات الاخيرة في عودة الاستقرار والسلام الى العراق وأن تكون منطلقا لابناء الشعب العراقي لرص الصفوف وتمتين الوفاق الوطني وتغليب كل ما من شأنه تعزيز وحدة العراق أرضا وشعبا. وبعث أمير الكويت الشيخ جابر الاحمد الصباح ببرقية الى الرئيس الاميركي جورج بوش هنأه فيها باعتقال الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وقال الشيخ جابر الذي غزا صدام بلاده عندما كان رئيسا للعراق عام 1990 ان اعتقال صدام يمثل "نهاية لفصل من فصول الشر وخنق الحريات"، وانه يأمل ان يكون هذا "بدء عهد جديد للشعب العراقي وفي المنطقة كلها". وهذه اول برقية من نوعها يرسلها رئيس عربي الى بوش اثر اعلان إلقاء القبض على صدام مساء السبت قرب مسقط رأسه في تكريت. وصرح مصدر مسؤول لوكالة الانباء السعودية بأنه في اطار متابعة المملكة للتطورات والاحداث الاخيرة في العراق وبعد اعتقال الرئيس السابق صدام حسين فإنها تأمل أن يتوجه العراق بأبنائه نحو مستقبل مشرق يحقق طموحات الشعب العراقي الشقيق في استتباب الامن واستقرار الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في ظل عراق يتمتع بالسيادة والوحدة والازدهار ويحظى بعلاقات يسودها الوئام والود مع جيرانه وأعضاء الاسرة الدولية. و لم يخف جيران العراق العرب في الخليج ارتياحهم لاعتقال صدام حسين الذي مثل ازعاجا وخطرا عليهم غير انهم عبروا عن خشيتهم من ان يؤدي تواصل الاحتلال الاميركي للعراق الى بقاء حالة عدم الاستقرار في المنطقة. وقال الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية لوكالة فرانس برس ان "اعتقال صدام حسين يعد انجازا وخطوة نحو عودة الاستقرار للعراق وتكريسا للوحدة الوطنية وإزالة الكثير من المشاكل، خصوصاً وان نظام الرئيس السابق كان عاملا من عوامل عدم الاستقرار في المنطقة ومبعث تهديد لامن العراق والدول المجاورة". قريع: مسألة عراقية وتجنب رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع أمس، التعليق على اعتقال الرئيس العراقي السابق صدام حسين، معتبرا انها مسألة عراقية. وقال ردا على اسئلة الصحافيين "كل هذا مسألة عراقية، ويعود للشعب العراقي ان يقوم بخياراته". وامتنع القادة الفلسطينيون الذي دعموا صدام حسين خلال حرب الخليج عام 1991، وبينهم الرئيس ياسر عرفات، حتى الان عن اي تعليق على اعتقاله. وكان صدام حسين يحظى بشعبية كبيرة في الاراضي الفلسطينية، حيث ظل حتى اطاحته يقدم مساعدة مالية لعائلات الضحايا والاستشهاديين الفلسطينيين. وجاء رد فعل الفلسطينيين غاضبا ليس بسبب عملية الاعتقال في حد ذاتها لانهم كما يرون كانت مجرد مسألة وقت ولكن بسبب الطريقة التي اعتقل بها صدام. وقال عضو البرلمان الفلسطيني حاتم عبدالقادر إن الفلسطينيين كانوا يظنون أنه سيلقى حتفه وهو يقاوم بدلا من أن يستسلم بهذه الطريقة المهينة. وأضاف عبدالقادر أنه حتى ديكتاتور مثل هتلر فضل الموت بطريقة مشرفة ولكن صدام فضل هذه النهاية المخزية. وفي بيروت قال وزير الاعلام ميشال سماحة: "ان لبنان يتمنى ان يعود العراق موحداً وسيداً في اقرب وقت ويخرج الاحتلال". وقال إن "النظام العراقي سقط في النسيان ولا يهمنا الاشخاص من يذهب ومن يأتي"، وأمل في ان "تعود العلاقات جيدة بين العراق والدول العربية". واعتبر وزير الخارجية جان عبيد ان صدام حسين "كان متساهلاً مع القوى التي يخاصمها بينما كان قاسياً بقوة مع أهله والجوار. نحن في منطقة سقط فيها نظام صدام بغياب وجود اسلحة دمار، وهذا يجب ان يكون مدخلاً لتقصير أمد الاحتلال وإقامة سلطة شرعية في العراق مع دستور ونظام وعدم اقامة شتاء وصيف على سطح واحد". تونس تأمل فى عراق مستقر وموحد وأعربت وزارة الخارجية التونسية فى بيان عن أملها في أن ينعم شعب العراق باستعادة الامن والاستقرار حتى يتمكن من ادارة شؤون بلاده واعادة بناء وطنه. وأضاف البيان ان "تونس تأمل مثل الشعب العراقي أن يتمكن من استعادة سيادته ويمسك بمقاليد أموره فى أقرب وقت ممكن لكي ينعم بحياة كريمة مع محافظته على وحدة أراضيه".