بدأت موجة "تلفزيون الواقع" مع محّطة LBC خلال انتخاب ملكة جمال لبنان قبل أشهر، وعادت فتأكّدت مع "ستار أكاديمي". ثم ظهرت قناة مشفّرة تخصصت في عرض برنامج "عالهوا سوا". والآن جاء دور الMBC لدخول ميدان "تلفزيون الواقع". وإذا كانت LBC اختارت الجمال والنجوم ذريعة للهروب من أعراف وضغوط وتقاليد تفرض نفسها على المجتمعات العربية، فعملت "عالهوا سوا" على وضع ست فتيات في بيت منعزل تجنباً للاختلاط، قررت ألMBC خوض التجربة حتى نهايتها، فدخلت الموجة من بابها العريض... واختارت من برامج "تلفزيون الواقع" أصعبها. وإذا كانت بيروت العاصمة العربية المتحررة نسبياً، هي التي احتضنت تجارب LBC و"عالهوا سوا"، فإن "أم بي سي" اصطفت البحرين مقراً لبرنامجها، متجاهلة غضب المتشددين الذين لم يهدأوا بعد من ثورتهم ضد نانسي عجرم. "بيغ برائر"، أو "الأخ الأكبر"، المتحدر من عائلة "لوفت ستوري" LOFT STORY الهولندية المنشأ، اختار أن يظهر في حلّة عربيّة فأصبح اسمه "الرئيس"، بعد ان عرف في بريطانيا وفرنسا رواجاً، وحقق نجاحات لافتة. وهذا البرنامج الجديد تسعى من خلاله محطة "أم بي سي 2" ان تفرض وجودها مجدداً على الساحة، لتنال رضا المشاهد وتحاكي الموجة التلفزيونية التي تضرب السوق. إذا كنت تحلم بالشهرة "إذا كنت تحلم بالشهرة والنجومية، إذا كنت تريد أن تخوض تجربة فريدة وأن تربح الملايين، ما عليك سوى الاتصال...". هكذا بدأت اللعبة. تلقت MBC آلاف الاتصالات واختارت من بينها من رأته مناسباً: ست صبايا وستة شبان يعيشون في منزل معزول عن العالم الخارجي. حياتهم وتفاصيلها مكشوفة أمام مجهر الكاميرات على مدار الساعة، على امتداد 84 يوماً. لا يعرف المشتركون كيف ومتى سيصورون والمشاهد التي ستبث من حياتهم اليومية الحميمة... وهم لا يملكون أي وسيلة توصلهم بالعالم الخارجي، وليس بتصرّفهم مجرّد هاتف أو جهاز تلفزيون. تبدأ اللعبة عندما يطلب من المشتركين اختيار اسمين من زملائهم لطردهم خارج المنزل. وبعد إعلان اسم "المرشحين للطرد"، يتدخّل الجمهور لإنقاذ واحد وطرد الآخر عبر التصويت. وفي نهاية البرنامج، بعد سلسلة التصفيات، يبقى فائزة واحدة يحصل على الجائزة وقدرها مئة ألف دولار. لكنّ الجمهور ليس العامل الوحيد الذي يسهم في إخراج المشتركين من المسابقة. هناك أيضاً الضغوط الناجمة عن البقاء في منزل معزول أمام أعين الكاميرا، في ظروف قاسية أو لنقل بدائية، فضلاً عن عدم القدرة على الاتصال بالأسرة أو الأقارب أو الأصدقاء... وخوض التحديات على مدار الساعة... وكلّها من العوامل التي تضع المشترك تحت الضغط، فيفقد صبره ويصل الى حدّ المطالبة بمغادرة بيت "الرئيس" من دون عودة. كيف اختير المرشّحون؟ اختارت قناة "أم بي سي" مشتركيها من الدول العربية كافة. اقتصرت المرحلة الأولى على اختيار مئة مشترك من المتصلين. بعدها، طلبت اللجنة المشرفة من المشتركين إرسال فيلم قصير يعرفون فيه عن أنفسهم، وعن مميزات شخصياتهم، والبيئة التي ينتمون إليها. في المرحلة الثالثة، اختير 50 مشتركاً، طلب منهم التوجه إلى بيروت على حساب المؤسسة الإعلامية، لإجراء لقاء مع لجنة التحكيم المكونة من تلفزيون MBC وشركة الإنتاج، فضلاً عن مقابلة طبيبة نفسية. وتعلن النتائج نهاية الشهر الحالي، اذ تنتقي اللجنة 12 مشتركاً يتميزون بشخصية جذابة تسهم في شدّ المتفرّجين، ويتحلون بإدارة صلبة وقدرة على تحمل ضغوط العيش في المنزل. البرنامج الجديد الذي يبدأ عرضه أوائل شباط فبراير ويستمر حتى أواخر نيسان أبريل 2004، تحدٍ صعب اختارته "أم بي سي 2". فهل تنجح في تخطي الخطوط الحمر في مجتمعنا؟ علماً ان للمشتركات غرف نوم خاصة يمنع على المشتركين دخولها، والعكس بالعكس. ولا بد من الاشارة في هذا السياق الى أن البرنامج الذي عرض أخيراً في القارة السمراء، أثار جدلاً كبيراً، إذ اعتبره بعضهم انتهاكاً للحياة الخاصة، و"عامل تأثير سلبي في الشباب الافريقي وثقافته وقيمه الاجتماعية"، بعد ان دخلت الكاميرا غرف الاستحمام. فيما اعتبر آخرون أن هذا المشروع وسيلة تساهم في تحسين صورة الأفارقة في الخارج.