أعلن عازف العود العراقي نصير شمة ان لديه مشروعاً طموحاً لإعادة هيكلة الموسيقى في بلاده، ولكن بعد إنهاء احتلال قوات التحالف. وأضاف شمة الذي يقيم حالياً في القاهرة، ان مشروعه "جاهز ومكتوب منذ 4 أعوام، وهو يشمل تدريس الموسيقى للأطفال منذ سن الرابعة، وفي الجامعات، وخارج المدارس والمعاهد المتخصصة أيضاً". وأشار شمة في مؤتمر صحافي في دبي حيث يحيي حفلة موسيقية اليوم بدعوة من "مؤسسة سلطان العويس الثقافية" الإماراتية: "أريد ان أعيد هيكلة الموسيقى، ولدي مشروع خاص بذلك ولكن لم يحن الأوان بعد. يجب ان يتوافر الأمن والأمان وسبيل العيش المحترم بالتوازي مع المشروع الثقافي. لا يمكن ان نقيم أي مشروع ثقافي أو موسيقى في ظل احتلال بلادي". وكشف شمة الذي يعزف العود منذ نحو 29 عاماً والذي اشتهر بموسيقاه التعبيرية غير التقليدية والتي تشابه أنواع الموسيقى الغربية مثل الكونشيرتو والسوناتا والسيمفونية وغيرها، أنه ألف العديد من المقطوعات عن العراق خلال العام الحالي وسيعزفها في حفلة دبي، وهي الأولى له في الإمارة بعد الحفلات التي أحياها في أبو ظبي والشارقة. وقال: "أصابعي خرست لفترة لكن سرعان ما لممت أشلائي وألفت مقطوعات مثل بغداد كما أراها وكما عشقتها وعايشتها في دراستي واحتضان الناس لي... بغداد الحلم، ليست اليوم كما كانت في السابق". وأضاف ان برنامج الحفلة يتضمن مقطوعات تعزف لأول مرة كتب معظمها عام 2003، "وفيها ما هو متعلق بالإنسان والوطن والخالق والحب والأمل بالمستقبل والألم في الحاضر". وتابع قائلاً: "في السنوات الأخيرة، تعمقت علاقتي بالموسيقى كونها أداة ليست للاستعراض بل لإيجاد مواضع جديدة في الروح، نستطيع ان نرسم بها خريطة لما يحصل لنا، لهواجسنا، وكيف يمكن للموسيقى ان تصبح مرآة حقيقية تعكس كل ما يحصل من أحداث متسارعة حولنا". وقال: "أنا أتعامل مع الموسيقى بمسؤولية كبيرة... ان أكون رسولاً موسيقياً قادراً على ان أخاطب الإنسان بذاته بشكل مطلق بعيداً من جنسه وعرقه لذلك أنا أتحرك في معظم بلدان العالم". وأعرب شمة عن اعتقاده بأن العود والآلات الشرقية الأخرى تعيش حالياً "فترة ذهبية"، على رغم أنها بدأت تفقد مكانها شيئاً فشيئا في فرق الموسيقى العربية لتحل مكانها الآلات الكهربائية الغربية، مشيراً إلى إنشاء بيت العود الذي أسسه منذ سنوات في القاهرة والذي يستقبل طلاباً من كل الدول العربية.