يعتبر مرشح حركة "فتح" حكم بلعاوي صاحب باع طويل في الديبلوماسية والادارة، فضلاً عن تجربته في مجال الأمن. ويصفه مقربون بأنه إداري ناجح ومثابر لا يتوقف قبل تنفيذ المهمات الموكلة اليه، وانه سعى منذ عودته الى مناطق السلطة الفلسطينية لتولي مثل هذا المنصب. ويذكر بلعاوي 64 عاماً المقرب من عرفات والمتحدر من قرية بلعا المجاورة لمدينة طولكرم شمال غرب الضفة الغربية، خصوصا لدوره البارز في ضبط الوجود الفلسطيني في تونس وادارته بين اعوام 1982 و1994 حتى اقامة الحكم الذاتي في الاراضي الفلسطينية. عندما انتقلت قيادة منظمة التحرير الى تونس بعد خروجها من لبنان، كان بلعاوي أنهى خدمته في ليبيا نائباً لممثل منظمة التحرير فيها وانتقل الى العاصمة التونسية ليكون ممثلاً للمنظمة هناك. وعمل بلعاوي المجاز في الادارة والتربية، من دون كلل خلال سنوات الوجود الفلسطيني في تونس لمنع أي احتكاك مع السلطات التونسية متجنبا تجربتي لبنان والأردن الدمويتين. وفي عام 1989 انتخب بلعاوي عضواً في اللجنة المركزية لحركة "فتح" بعد ثلاث سنوات من ضمه الى مجلسها الثوري وبعد ان شغل فيه صفة مراقب ثلاث سنوات اخرى. كان بلعاوي واحداً من بين ثلاثة مسؤولين فلسطينيين رئيسيين تولوا مهمة الامن الفلسطيني في الخارج، إذ عمل الى جانب صلاح خلف ابو اياد وهايل عبدالحميد اللذين اغتيلا عام 1991 في تونس. وبعد عودته الى الاراضي الفلسطينية عام 1994، انضم بلعاوي الى عضوية امانة مجلس الامن القومي برئاسة عرفات، اضافة الى عضوية لجنة الطوارئ. وتولت لجنة الطوارئ خصوصاً الاشراف على اول انتخابات محلية لحركة "فتح" في الاراضي الفلسطيني. ومن خلال عمله في لجنة الطوارئ ولاحقاً مسؤولاً عن جهاز التعبئة والتنظيم في اللجنة المركزية لحركة "فتح"، تمكن بلعاوي من الاطلاع عن كثب على تنظيم "فتح" في الاراضي الفلسطينية والعمل معه. واختار محمود عباس ابو مازن اول رئيس وزراء فلسطيني، بلعاوي ليكون امين سر مجلس وزراء حكومته واحتفظ بالمنصب نفسه في حكومة الطوارئ الأخيرة برئاسة احمد قريع ابو علاء. ورغب قريع في تولي اللواء نصر يوسف منصب وزير الداخلية، لكنه تراجع عن مطلبه بعد رفض عرفات المتكرر لذلك. وحال الخلاف على منصب وزير الداخلية دون الاعلان عن تشكيل الحكومة الموسعة الثلثاء الماضي. وكثفت القيادة الفلسطينية، خصوصا حركة "فتح" اتصالاتها لحل الخلاف، حتى تراجع قريع ورشحت اللجنة المركزية بلعاوي لتولي المنصب. وأكد قريع في تصريحات له امس عقب لقائه الرئيس عرفات، ان الاجهزة الامنية ستخضع لسلطة مجلس الامن القومي برئاسه عرفات وان وزير الداخلية سيكلف الاشراف على الشق المدني من العملية. وبلعاوي، أب لأربعة ابناء وكاتب قصة قصيرة، وهو اذا ما تم اختياره سيكون ثالث وزير داخلية فلسطيني منذ استحداث المنصب.