يعرض قانون حمورابي مؤسس امبراطورية بابل واول مشرع عرفه التاريخ، مجدداً اليوم في متحف اللوفر الباريسي في قاعة اعيد تأهيلها. وتعتبر هذه القطعة من اهم آثار الامبراطورية التي امتدت الى بلاد الفرس ايران واتخذت بابل في العراق الحالي عاصمة لها، وهي مسلة ضخمة منحوتة الرأس من حجر البازلت الاسود تتخللها عروق بيض، حفرت عليها بالكتابة المسمارية 282 مادة تألف منها قانون حمورابي. وبعد عملية ترميم ضخمة، عادت هذه المسلة الى مجموعة آثار الى بلاد ما بين النهرين في حقبة الالفية الثانية قبل الميلاد. وتضم هذه المجموعة نحو 500 قطعة بين منحوتة وتماثيل برونزية وجداريات وفخاريات وألواح تحمل كتابات مسمارية واختام اسطوانية الشكل، موزعة على مساحة 500 متر مربع ترتفع وسطها مسلة الملك حمورابي 1792-1750 قبل الميلاد. ولابراز هذه الرائعة التاريخية على افضل وجه، اختار المهندس جان ميشال ويلموت احاطتها باطار ترابي اللون يقسم فضاء القاعة ويخفي الاعمدة ويسمح بتثبيت اضاءة يمكن توجيهها لتسليطها بالشكل الانسب على المسلة. وتضم المجموعة ايضاً تحفاً اثرية مهمة مثل جداريات قصر ماري تل الحريري، ووصفت في المساحات الجانبية آثار بلاد ما بين النهرين بحسب التسلسل الزمني. وتوازن مسلة حمورابي لوحة فخاريات حفرت عليها بالكتابة المسمارية القوانين الاشورية التي نظمت وضع المرأة، واستقدمت من متحف فورديراسياتيشيس في برلين. وكان وفد من علماء الآثار اكتشف مسلة حمورابي في ايران في سوسة في كانون الاول ديسمبر 1901 اثناء قيامه بأعمال تنقيب عند اعلى الاكروبول. ونقلت الى باريس في نيسان ابريل 1902 وهي تتضمن نصاً من حوالى 3500 سطر موزعاً إلى مربعات في 51 عموداً ويقرأ من اليمين الى اليسار.