"لم أحلم أن انتقل إلى الاتحاد بهذه السرعة، وكم انا سعيد بذلك لأن هذا الانتقال يمثل منعطفاً مهماً في حياتي الكروية"... بهذه الكلمات التي قالها وهو يغادر بوابة ناديه السابق القادسية، أعرب النجم الدولي السعودي سعيد الودعاني متوجهاً الى مدينة جدة والى ناديه الجديد الاتحاد عن سعادته البالغة بهذا الانتقال... مؤكداً أنه لن ينسى ابداً ذكرياته الجميلة مع القادسية. والمسيرة الرياضية لهذا اللاعب المكافح بدأت في عام 1993 لاعباً لرياضة الجمباز في نادي النهضة، قبل ان ينتقل الى رياضة كرة القدم التي تطعم خبزاً أفضل من الجمباز... فالتحق بالقادسية. وبعد اربع سنوات من العذاب اليومي الذي كان يتعرض له من خلال انتقاله من الدمام إلى الخبر بواسطة النقل الجماعي، احتج عليه النهضة وهو تعرض الى الكثير من المشكلات الادارية قبل ان يصبح لاعباً مرموقاً. "الحياة" التقت الودعاني الذي فتح قلبه لها وتحدث عن الكثير من الأمور التي تهم عشاق الاتحاد خصوصاً وكرة القدم السعودية عموماً. حدثنا عن المفاوضات مع الاتحاد؟ - الحقيقة بدأت المفاوضات قبل فترة طويلة حين اتصل أحد الاتحاديين بي مبدياً الرغبة في انتقالي الى ناديه فأبديت موافقتي المبدئية، وبعدها تحولت المفاوضات رسمية حين اتصل بي رئيس النادي منصور البلوي مؤكداً رغبته الفعلية بانتقالي إلى صفوف "العميد" والمشاركة معه في الكأس السوبر السعودية - المصرية بنظام الإعارة أو شراء البطاقة وبعدها تمت المفاوضات رسمياً مع إدارة النادي. هل توقعت الانتقال... وهل خشيت من مطالب مالية كبيرة تعوق الانتقال؟ - بصراحة كنت متخوفاً في البداية من أن تكون هناك عراقيل، لكن بعد لقائي مع رئيس نادي القادسية جاسم الياقوت تفاءلت كثيراً لأن الصورة اتضحت لي... وساعتها أيقنت أن الصفقة ستتم، وأن رجال القادسية لن يقفوا في طريقي. والمهم انهم تركوا لي ولزميلي سعود كريري حرية الاختيار. وهل كانت هناك مفاوضات لضمك الى الهلال أو الأهلي فعلاً؟ - نعم، كانت هناك مفاوضات من شخصيات محبة للناديين من خلال الهاتف، لكن لم تكن رسمية بالنسبة الي، على عكس كريري الذي تلقى عروضاً رسمية. أطلعتنا إدارة القادسية على العرضين الهلالي والاتحادي، وتركت لنا حرية الاختيار. ولأننا رأينا ان الاتحاد كان أكثر جدية حتى آخر لحظة، انتقلنا اليه لأننا وجدنا في ذلك مصلحة حقيقية لكل الاطراف المعنية، خصوصاً ان عرض الاتحاد كان مغرياً. يقال إن المفاوضات بدأت معكما خلال وجودكما مع المنتخب في جدة؟ - غير صحيح، فقد أشيع أن لاعبين من الاتحاد والهلال كانوا وسطاء في المفاوضات، لكن هذا لم يحدث اطلاقاً لأن تركيزنا كان مسلطاً على خدمة منتخبنا وتأهله إلى نهائيات أمم آسيا... ولم يفكر أي لاعب في غير ذلك. وبالمناسبة، أود أن أوضح انه حين اقام نادي الاتحاد حفلة عشاء لأفراد المنتخب، لم نذهب انا وكريري اليها خوفاً من القيل والقال وقررنا البقاء في المعسكر. وما صحة وجودكم أكثر من مرة في منزل البلوي؟ - لم يحصل لنا الشرف بزيارة منزله، ولم نلتق به أبداً ولكنها اشاعات ترددت كثيراً وسمعناها أكثر من مرة. كيف تقوم علاقتك مع القادسية الآن؟ - القادسية بيتي، وهو الذي قدمني الى عالم الشهرة. ذكرياتي معه لا تنسى، وانتقالي إلى الاتحاد لن يؤثر في حبي له مدى الحياة. الى أي درجة ينسجم العرض الاتحادي مع إمكاناتك الفنية؟ - وجدت العرض رائعاً، وهو الأنسب، خصوصاً أنه جاء من فريق عريق وله تاريخه الكبير ويكفي أن ألعب أمام جماهيره العريضة التي أكن لها كل احترام وتقدير. كيف وجدت "العميد" بعد توقيعك معه... وحدثنا عن الطائرة الخاصة؟ - في وقت كنا نستعد للسفر الى جدة بعد يومين لإنهاء الاجراءات تبلغنا ان طائرة خاصة ستحضر لتقلنا الى جدة صباح اليوم التالي مباشرة وذلك لإتمام العقد خلال الحفلة المقامة في مناسبة اصدار الاتحاد بطاقته الالكترونية الجديدة. كانت رحلة موفقة و"خيالية"، واستقبلنا استقبالاً حافلاً من الأشقاء في الاتحاد من المطار وحتى وصولنا إلى مقر النادي. أما مراحل التوقيع فكانت مفاجأة لي ولكريري لجهة الاستقبال الجماهيري الكبير وحضور مسؤولين مهمين، وشعرت برهبة وقتها وكأنني أخوض مباراة نهائية مهمة... ولم يخفف من هول المفاجأة سوى الزامل والياقوت حيث كانا بجانبي. يتردد أنك ستكون حبيس مقاعد البدلاء بسبب وفرة النجوم؟ - فعلاً يوجد في الاتحاد نجوم لهم ثقلهم، لكن ثقتي بنفسي كبيرة جداً وأعرف إمكاناتي وسأتحدى محترفي العميد. لن أكون حبيس مقاعد البدلاء، لأن التنافس حق مشروع للجميع، وسأفرض نفسي حتى أنال شرف اللعب أساسياً. ما سر النجاح في علاقتك بكريري؟ - كريري شقيقي الذي لم تلده أمي. ترعرعت معه من الأشبال وانتقلنا معاً إلى فئة الشباب ثم الفريق الأول ثم إلى المنتخب، وشاءت الأقدار أن ننتقل سوياً إلى الاتحاد. نحن متفقون في كل شيء، ونفهم بعضنا داخل الملعب بمجرد الاشارة.