أوكتافيا نصر وهالة غوراني وزينب بدوي، ثلاث مذيعات عربيات فقط نجحن في اختراق شباك محطتي "سي ان ان" و"بي بي سي"، يوفّرن مع مراسلي المحطتين العرب أبرزهم جين عراف وريم إبراهيمي ورولا الأمين في الأولى، وراجح عمر وكيم غطاس في الثانية، توازناً إيجابياً وعامل جذب لجمهور محطتين، شعار الأولى "كن أول من يعلم" والثانية "فكر بطريقة مختلفة"، تحاولان تقديم نموذج للتعاطي الليبرالي. من لندن الى أتلنتا، تنوّع في الخبرات والثقافات والإثنيات، عشرات اللغات "الغريبة" تحكى في مطبخي تحرير مؤسستين اعلاميتين عالميتين تشددان على ابتعادهما عن الاستعراض والتركيز على الحداثة والتفرّد، أمام اعتبار البعض الأميركية منحازة الى الدولة العبرية، واتهام اسرائيل البريطانية بعدم الموازنة بينها وبين العرب. 25 لغة من 50 دولة أكدت الناطقة باسم "سي ان ان" سيما أليبهاي ل"الحياة" ان المؤسسة "لا تلتفت الى الخلفيات العرقية أو الدينية أو حتى السياسية لموظفيها، بقدر ما تبحث عن تنوع سليم لقوى عاملة تعكس مكانة المحطة كوسيلة إعلام عالمية رائدة". وتؤكد مديرة العلاقات العامة الآسيوية الأصل ان تركيبة "سي ان ان" من مطبخها الى وجوهها تنم عن تنوع ثقافي وانفتاح على العالم، إذ تقول: "لدينا مزيج من الجنسيات في صفوف المذيعين والمراسلين وحتى في الإدارة. فالتعيينات تجرى وفقاً للمؤهلات والجدارة، ويأتي التنوع الثقافي إضافة ايجابية لوسيلة إعلام عالمية، وان لم يكن مبدأ بحد ذاته". وتضيف: "نطمح الى التنوع يومياً، في غرفة الأخبار وحدها تسمع 25 لغة، يستخدمها فريق عمل استُقطب من 50 دولة حول العالم". وبما أنها مؤسسة تبث الأخبار والمعلومات الى العالم، "ندرك ان علينا أن نمتلك قوة عاملة متنوعة للحفاظ على صحة الخبر ودقته والموضوعية في التغطية، وهو ما جعلنا منذ أكثر من عقد من الزمن نوزّع ميدانياً فريقاً من المراسلين على 39 مكتباً، يعرفون البلاد والمناطق حيث يوجدون والمواضيع التي يقومون بتغطيتها". وتضيف: "إن كان عدد المذيعين لا يسمح بالتنوع المطلوب، يأتي المراسلون لتأمين التوازن المطلوب. فغالبية مراسلينا هم من المواطنين الأصليين أو من المتخصصين في شأن المنطقة حيث يعيّنون، وعند جمعهم مع فريق مذيعين من 15 جنسية، يتجلّى عمق التجربة والمعرفة". وتختتم بالقول: "انه التنوع في الثقافات واللغات والخبرات ما سمح لنا بالتوسع وما جعل "سي ان ان" تنجح لأكثر من 23 عاماً". مثالية وتوازن ويؤكد مدير تحرير "بي بي سي العالمية" الإخبارية ستيف وليامس من ناحيته أن المحطة لا تعمد الى اختيار مذيعيها لانتماءاتهم العرقية والدينية، مع الأخذ في الاعتبار الدول التي يتحدرون منها وأثر ذلك في استقطاب جمهور أوسع. يقول مدير المحطة التي دخلت اكثر من 267 مليون منزل في العالم: "6 مذيعات من أصل 15 مذيع أخبار رئيساً في هيئة الإذاعة البريطانية يتحدرون من أصول آسيوية وافريقية". وفي غياب حضور شرق أوسطي في وجوه المحطة، تسيطر البشرة السمراء وأبرزها المذيعة الباكستانية الأصل ميشال حسين والسودانية زينب بدوي، المذيعتان المسلمتان اللتان تؤمنان التوازن الى جانب المذيعين الآسيويين - الهندوس في الغالب - نيشا بيلاي وغيتا غورو - مورثي ومارتين دينيس وكيشيني نافاراتنام. ويلفت مدير التحرير الى أن "اختيار المذيعين لا يكون لانتماءاتهم العرقية والدينية، وإنما لخبراتهم في المجال الصحافي"، مشيراً الى ان "معظمهم سبق أن عملوا مراسلين أو لديهم خبرة في ميدان إعلامي معين". المذيع الذي تأتمنه المحطة والمشاهد لإقرار قيم ال"بي بي سي" المتعلقة بالدقة والنزاهة والتوازن والعدل في ما يقدمون، لا يعتبر الشكل عاملاً رئيساً عند اختياره، بقدر طلاقته وقدرته على التعامل مع الأحداث المستجدة، إذ يقول وليامز: "لا نوظفهم لمجرد الشكل، مع مراعاة ضرورة أن يكون شكلهم لائقاً ويتمتعون بأسلوب ترحيبي وبالقدرة على وضع الأحداث في السياق المطلوب بسرعة. على المذيع أن يكون صحافياً جيداً واسع الاطلاع ولديه شهية وحماسة للأخبار الدولية". وتبقى المثالية وتأمين التوازن من أبرز مساعي المحطة، إذ يقول وليامز: "السعي الى المثالية يجعلنا نبحث عن مذيعين ذوي خبرة، أما تأمين التوازن فيدفعنا الى البحث عن أشخاص من دول العالم المختلفة" مقراً بأنه "من حيث التطبيق، يستحيل التوصل الى التوازن المطلوب في شكل كامل، مع أن 6 من أصل 15 مذيعاً هو رقم جيد، و4 من مذيعينا فقط هم من البريطانيين". وعن وجوه عُرفت عبر هيئة الإذاعة البريطانية وانتقلت الى "سي ان ان" يقول: "لا يمكنني حالياً سوى التفكير باثنين منهم: ريتشارد كويست وفيرونيكا بيدروسا"، معتبراً ان "هذه أمور تحصل في الإعلام ولا تقلقنا، إذ يعمل ضمن فريقنا مقدم ومنتج برامج سبق أن عملا في سي ان ان". أبرز الوجوه العربية لدى "سي أن أن" هالة غوراني: مذيعة أخبار اقتصادية، مقدمة برامج ومراسلة لدى "سي ان ان" - مكتب لندن. غطت الكثير من الأخبار الاقتصادية والتحقيقات المتنوعة للمحطة، وهي بدأت مسيرتها الإعلامية صحافية في جريدة "صوت الشمال" ووكالة الصحافة الفرنسية. عرفها العالم الأوروبي مذيعة في المحطة الفرنسية الثالثة، ثم مندوبة لشبكة "بروميير" الباريسية. انتقلت الى لندن مذيعة في شبكة "بلومبرغ" قبل أن تنضم الى فريق عمل "سي ان ان" عام 1998. وغوراني حائزة إجازة في العلوم والسياسية من جامعة جورج مانسون قرب واشنطن وخريجة معهد الدراسات السياسية في باريس. أوكتافيا نصر: مذيعة ومقدمة كرمتها "سي ان ان" قبل مدة وجيزة. أوكتافيا اللبنانية هي مقدمة "سي ان ان وورلد ريبورت" الذي يشارك فيه 150 مذيعاً ومراسلاً حول العالم. إعلامية متخصصة في شؤون الشرق الأوسط تعمل في المقر الرئيس للمحطة في أتلنتا. شاركت في تغطية حرب العراق الأخيرة راصدة ومحللة أخبار وسائل الإعلام العربية، وتولّت ادارة القسم العربي المؤف من 15 فرداً والتنسيق مع الترجمات العربية للمحطة. كما عملت منتجة ومقدمة برنامج "أصوات عربية" خلال الغزو الأميركي للعراق. كما تولت التنسيق والاتفاق مع المحطات العربية في مسألة التعاون بين المحطات. برزت نصر بفضل لغاتها وخبرتها في إعلام الشرق الأوسط عند تغطية هجمات 11 أيلول سبتمبر 2001، ومن خلال التعليق وتحليل شرائط أسامة بن لادن المسجلة. انضمت الى "سي ان ان" عام 1990 بعدما جذبت انتباه المحطة خلال تغطيتها حرب الخليج الثانية لمصلحة المؤسسة اللبنانية للإرسال "أل بي سي". وكانت نصر، الحائزة اجازة في الفنون من الجامعة اللبنانية الأميركية، درّست الإعلام لطلاب جامعة اللويزة قبل انتقالها الى الولاياتالمتحدة. جين عرّاف: تشغل منصب مديرة مكتب "سي ان ان" في بغداد منذ 2002، بدأت مع المحطة منذ عام 1998 ثم انتقلت الى اسطنبول عام 2001 مديرة للمكتب هناك. منذ انضمامها الى المؤسسة، غطّت جين حرب كوسوفو والبوسنة وهايتي وهجمات أيلول وأزمة بغداد من الصراع مع الأممالمتحدة حتى سقوط نظام صدام حسين. الجدير ذكره ان جين عملت قبل ذلك في تلفزيون وكالة "رويترز" من مونتريالوواشنطنوالأردن وغطت حرب الخليج ومسار عملية السلام. ولدى "بي بي سي" المذيعة السودانية زينب بدوي هي العربية الوحيدة في هيئة الإذاعة البريطانية. سبق أن عملت مندوبة للشؤون المحلية في "شبكة الأخبار المستقلة" ITN. كيم غطاس: مراسلة انضمت الى هيئة الاذاعة البريطانية عام 2000 لتغطية أحداث الشرق الأوسط في العراق وسورية من الأردن. خريجة الجامعة الأميركية في بيروت عام 1999 في العلوم السياسية، بدأت كيم عملها في المجال مستكتبة في صحيفة "دايلي ستار" اللبنانية، وفي وكالة "أي بي أس"، وصحف "لوس انجليس تايمز" و"فيلادلفيا أنكوايرر" و"بوسطن غلوب" ومجلة "تايم" وتلفزيون "أم أس أن بي سي". والى عملها في "بي بي سي"، تساهم كيم في صحيفتي "فايننشل تايمز" و"فولسكرانت" الهولندية. راجح حمر: مراسل حائز جائزة التنوع الثقافي والإثني 2003 كأفضل مراسل. عمل راجح عمر قبل العراق مراسلاً للمحطة في جوهانسبورغ، مغطياً الأحداث من أثيوبيا الى الموزمبيق. ابن مقاديشو المولود في بريطانيا وخريج جامعة أكسفورد. بدأ العمل في صحيفة "ذا فويس" في بريكستون ثم في مجلة "سيتي ليميتز" عام 1990. انتقل الى أثيوبيا عام 1991 وعمل مراسلاً ل"بي بي سي" حتى عام 1992، تاريخ عودته الى لندن للعمل في انتاج برنامج عن أفريقيا. سافر الى الأردن عام 1994 لدراسة اللغة العربية عيّن مراسلاً ل"بي بي سي" من العاصمة الأردنية عام 1997.