«فار مكسور»    نفاذ تذاكر "كلاسيكو" الاتحاد والنصر    طبيب يواجه السجن 582 عاماً    مطربة «مغمورة» تستعين بعصابة لخطف زوجها!    بسبب المخدرات .. نجوم خلف قضبان السجن!    مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة يوقع عددًا من مذكرات التفاهم    التشكيلي الخزمري: وصلت لما أصبو إليه وأتعمد الرمزية لتعميق الفكرة    الملحم يعيد المعارك الأدبية بمهاجمة «حياة القصيبي في الإدارة»    تقدمهم عدد من الأمراء ونوابهم.. المصلون يؤدون صلاة الاستسقاء بالمناطق كافة    «كورونا» يُحارب السرطان.. أبحاث تكشف علاجاً واعداً    ساعتك البيولوجية.. كيف يتأقلم جسمك مع تغير الوقت؟    هيئة الترفيه وأحداثها الرياضية.. والقوة الناعمة    الرياض يتغلّب على الفتح بثنائية في دوري روشن للمحترفين    «مبادرات التحول الاقتصادي».. تثري سوق العمل    في عهد الرؤية.. المرأة السعودية تأخذ نصيبها من التنمية    «قمة الكويت».. الوحدة والنهضة    مملكة العطاء تكافح الفقر عالمياً    مرآة السماء    ذوو الاحتياجات الخاصة    هل يمكن للبشر ترجمة لغة غريبة؟ فهم الذكاء الاصطناعي هو المفتاح    اكتشافات النفط والغاز عززت موثوقية إمدادات المملكة لاستقرار الاقتصاد العالمي    انطباع نقدي لقصيدة «بعد حيِّي» للشاعرة منى البدراني    عبدالرحمن الربيعي.. الإتقان والأمانة    رواد التلفزيون السعودي.. ذكرى خالدة    روضة الآمال    الاتحاد السعودي للملاحة الشراعية يستضيف سباق تحدي اليخوت العالمي    قيمة الهلال السوقية ضعف قيمة الأندية العربية المشاركة في المونديال    المغرد الهلالي محمد العبدالله: لا مكان لنيمار والمترو الأفضل وحلمي رئاسة «الزعيم»    فصل التوائم.. البداية والمسيرة    «متلازمة الغروب» لدى كبار السن    نائب وزير الموارد البشرية يزور فرع الوزارة والغرفة التجارية بالمدينه المنورة    «COP16».. رؤية عالمية لمكافحة التصحر وتدهور الأراضي    الاستدامة المالية    رسائل «أوريشنيك» الفرط صوتية    "راديو مدل بيست" توسع نطاق بثها وتصل إلى أبها    وكالة الطاقة الذرية: إيران تخطط لتوسيع تخصيب اليورانيوم بمنشأتي نطنز وفوردو    بالله نحسدك على ايش؟!    إنصاف الهيئات الدولية للمسلمين وقاية من الإرهاب    عريس الجخّ    كابوس نيشيمورا !    لولو تعزز حضورها في السعودية وتفتتح هايبرماركت جديداً في الفاخرية بالدمام    حملة توعوية بجدة عن التهاب المفاصل الفقارية المحوري    مفتي عام المملكة ونائبه يستقبلان مدير فرع الرئاسة بمنطقة جازان    أمير تبوك يستقبل المواطن مطير الضيوفي الذي تنازل عن قاتل ابنه    برنامج مفتوح لضيوف خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة "بتلفريك الهدا"    محافظ الطوال يؤدي صلاة الاستسقاء بجامع الوزارة بالمحافظة    رئيس مجلس أمناء مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة يعقد اللقاء السابع عشر    وزير الخارجية يصل الكويت للمشاركة في الدورة ال 162 للمجلس الوزاري التحضيري للمجلس الأعلى الخليجي    بالتضرع والإيمان: المسلمون يؤدون صلاة الاستسقاء طلبًا للغيث والرحمة بالمسجد النبوي    الدكتور عبدالله الوصالي يكشف سر فوزه ب قرص الدواء    إنسانية عبدالعزيز بن سلمان    أمير حائل يعقد لقاءً مع قافلة شباب الغد    أكدت رفضها القاطع للإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين.. السعودية تدعو لحظر جميع أسلحة الدمار الشامل    محمد بن عبدالرحمن يشرّف حفل سفارة عُمان    رئيس مجلس الشيوخ في باكستان يصل المدينة المنورة    أمير تبوك يقف على المراحل النهائية لمشروع مبنى مجلس المنطقة    هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية ترصد ممارسات صيد جائر بالمحمية    هنآ رئيس الأوروغواي الشرقية.. خادم الحرمين الشريفين وولي العهد يعزيان القيادة الكويتية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وثائق بريطانية تكشف أسراراً من الستينات : الشيخ عبدالله السالم الصباح رغب في إعلان نفسه ملكا عام 1960 والانضمام لمنظمة الكومنولث حاكم الكويت نبه حاكم قطر إلى وجوب عدم البذخ ومعتمدون بريطانيون وصفوا القطريين ب"الأفظاظ"
نشر في الحياة يوم 09 - 10 - 2003

كشفت وثائق سرية أجازت وزارة الخارجية البريطانية للجمهور الاطلاع عليها أخيراً، أن أمير الكويت الأسبق الشيخ عبدالله السالم الصباح كان يرغب في إعلان نفسه ملكاً، وتحديداً خلال احتفالات العام 1960 بالذكرى العاشرة لتسلمه الحكم.
كما كشفت وثائق الخارجية البريطانية أن الكويت التي كانت تسعى إلى الحصول على استقلالها التام من السيطرة البريطانية أبدت عام 1960 اهتماماً بالانضمام إلى منظمة دول الكومنولث بقيادة بريطانيا، في حين بدت الأخيرة مترددة وفقاً للوثائق في قبول هذه الخطوة وظلت حتى أواخر أيام الحماية التي فرضتها على الكويت متمسكة بسيطرتها على هذا البلد.
يذكر أن بريطانيا أبرمت مع الكويت عام 1899 معاهدة فرض حماية دامت حتى 19 حزيران يونيو 1961 وهو تاريخ نيل الكويت استقلالها وأصبحت ذات سيادة وعضواً كامل العضوية في جامعة الدول العربية وباقي المنظمات الدولية.
ففي عام 1960 كتب المندوب السامي البريطاني في الهند سي إم أندرسون إلى وزارة الخارجية البريطانية في لندن يبلغها أن "حاكم الكويت" وهو اللقب المستعمل في الوثائق بدلاً من أمير الكويت الشيخ عبدالله السالم الصباح الذي امتد حكمه من عام 1950 حتى عام 1965 أبدى اهتماماً غير عادي خلال لقاء جمعه مع نائب المندوب إي جي نوريس في بومباي بتركيبة منظمة دول الكمونولث وهيكلها التنظيمي.
ويكشف الملف انشغال المسؤولين البريطانيين في محاولة تفسير مغزى اهتمام أمير الكويت بانضمام بلاده إلى منظمة دول الكومنولث ومدى جديته في الحديث عن هذه الخطوة.
وفي 16 شباط فبراير 1960 كتب جيه ريتشموند، المعتمد البريطاني في الكويت، رسالة إلى وزارة الخارجية في لندن يعرب فيها عن سعادته للحصول على تفسير للغموض الذي لف سبب استفسار أمير الكويت عن الانضمام إلى الكومنولث. ويقول أنه تبلغ بعد ظهر ذلك اليوم من دائرة العلاقات الديبلوماسية في وكالة أنباء رويتر رويترز لاحقاً أن الشيخ عبدالله السالم الصباح يستعد لإعلان نفسه ملكاً في 25 شباط الجاري أي في الذكرى العاشرة لاستلامه الحكم، وبناء عليه فهو يستعد لتسمية سفراء له إلى الدول الأجنبية. وأشارت الوثيقة إلى أن هذا الخبر يعطي التفسير الواضح عن سبب اهتمام الشيخ عبدالله السالم أثناء لقائه مع نوريس في الهند ما إذا كانت منظمة دول الكومنولث تقبل في عضويتها دولاً لديها زعماء متوّجون.
وهذه الرسائل جاءت ضمن مجموعة وثائق تضمنها ملف سري لوزارة الخارجية البريطانية عن فترة الستينات من القرن الماضي عن الكويت وأتيحت الفرصة للجمهور أخيراً للاطلاع عليه في أرشيف الوزارة الكائن في حي كيو جنوب غربي لندن.
وفتحت وزارة الخارجية البريطانية الملف ضمن تقليد معروف لديها بفتح ملفاتها للجمهور بعد مرور فترة زمنية أدناها 30 عاماً، وصنّفت الوزارة الملف الذي يحتوي على عدد كبير من الوثائق على أنه سري بعدما كان مفروضاً أن يسلم عام 1990 إلى أرشيف الوزارة والسماح للراغبين بالاطلاع عليه، لكنه لسبب ما ظل طي الكتمان مدة تزيد على 13 عاماً إضافية.
وتضمن الملف وثائق أخرى عدة تكشف جوانب غامضة من علاقة زعماء الكويت في تلك الفترة مع القادة العرب، منها وثيقة تحدثت عن "توبيخ أمير الكويت لأمير قطر على البذخ الذي عاش فيه، وحضه على البدء بالتفكير في المستقبل". فيما تحدثت الوثائق عن أن عدم حسم مسألة الخلافة في الحكم في قطر تلك الأيام أدى إلى شلل في الحياة السياسية للبلد.
كما كشفت وثيقة أخرى، العلاقة الحساسة بين الكويت والأردن وكيف كان العاهل الأردني الملك حسين يكره أمير الكويت وسعى لبناء علاقة مع ولي عهده الشيخ عبدالله المبارك الذي يرد ذكره في الوثائق البريطانية على أنه "نائب حاكم الكويت".
كما يكشف بعض الوثائق في الملف الطريقة التي كان ينظر بها موظفو وزارة الخارجية البريطانية ومعتمدوها لدى الدول العربية إلى المسؤولين والمواطنين في هذه الدول، ووصفهم القطريين مثلاً ب"الفظاظة". بالإضافة إلى معلومات أخرى عدة تنفع الدارسين والباحثين في التاريخ الحديث لدولة الكويت وعلاقاتها العربية والدولية.
ولأهمية المعلومات التي تضمنها الملف تقدم "الحياة" عرضاً موجزاً للوثائق الذي تضمنها، وهي كالآتي:
- في 21 كانون الثاني يناير 1960 كتب أندرسون إلى وزارة الخارجية في لندن يبلغها أن حاكم الكويت في طريقه بحراً من بومباي عائداً إلى بلاده. وقال نقلاً عن نائبه نوريس الذي قام بزيارة مجاملة إلى الشيخ عبدالله السالم الصباح أثناء توقفه في بومباي أن حاكم الكويت أبدى اهتماماً غير عادي بتركيبة منظمة دول الكومنولث وهيكلها التنظيمي. وقال أن الشيخ عبدالله السالم رغب في معرفة السبب في احتفاظ الخارجية البريطانية بمندوبين سامين لها ونواب لهم في الخارج بدلاً من سفراء. كذلك اهتم بمعرفة كيفية قبول دولة ذات نظام جمهوري في عضوية الكومنولث، مستفسراً عن المكانة التي تتمتع بها ملكة بريطانيا لدى قيامها بزيارة إلى الهند. ومضى السالم مستفسراً هل يمكن لدولة لديها زعيم متوج أن تصبح عضواً في الكومنولث. وأبدى دهشته عندما قيل له ان بلاد الملايا عضو في المنظمة وأن لديها زعيماً متوجاً. ثم عاد واستفسر أكثر عن مكانة الملكة كرئيس لمنظمة دول الكومنولث، مبدياً اهتماماً فائقاً بالموضوع. وأضاف أن مجلس الشيخ عبدالله السالم ضم ستة من حاشيته أصغى جميعهم باهتمام إلى الحديث. وأثنى نوريس على المترجم، خصوصاً أن الأسئلة التي وجهها إليه حاكم الكويت بيّنت أنه استوعب جيداً الشرح الذي قدم له رداً على استفساراته.
- في 25 كانون الثاني 1960 بعث جي سي موبرلي المعتمد البريطاني في الدوحة، رسالة إلى وزارة الخارجية ونسخاً منها إلى عدد من الدوائر البريطانية الأخرى يبلغهم فيها بوصول حاكم الكويت عبدالله السالم إلى قطر عن طريق البحر قادماً من الهند، وصعد لاستقباله على ظهر الباخرة التابعة للحكومة البريطانية في الهند كل من الشيخ أحمد والشيخ خليفة بن حمد آل ثاني ورافقاه في "لنش" صغير إلى أم سعيد، حيث جرت له مراسم استقبال خاصة بحضور حاكم قطر الشيخ علي الذي اصطحبه إلى قصر له في أم سعيد لتناول القهوة والمرطبات. وفي هذه المناسبة قال المعتمد إن حاكم الكويت انتقد الشيخ علي على بذخه الواسع واحتفاظه ببيت في جنيف في سويسرا، وقال له إن لا حاجة لمثل هذا البيت ومن الأفضل له أن يقضي عطلاته في المنزل الذي يملكه السالم في لبنان بين أهله وشعبه.
كما سجل المعتمد أن حاكم الكويت الذي اختلى جانباً بجودفري، المدير العام لشركة "شل" للنفط، قائلاً إنه إذا كانت "شل" معنية بالحصول على امتياز للتنقيب عن النفط في المياه الاقليمية للكويت فعليها أن تجعل عرضها أفضل من العرض الذي تقدمت به اليابان للتنقيب عن النفط في مياه المنطقة المنزوعة السلاح.
ويقول المعتمد إنه اختلى شخصياً مع حاكم الكويت في مكان إقامته في الريان لمدة عشرين دقيقة وبحث معه في الشأن الداخلي في قطر، فهاجم عبدالله السالم القطريين بشدة واتهمهم بالسخف نظراً إلى بذخهم بلا حساب لمستقبلهم. ودار الحديث حول موضوع الخلافة في قطر وأيهما أفضل للحكم، الشيخ أحمد أم الشيخ خليفة آل ثاني، رفض المعتمد الإفصاح عن رأيه لحاكم الكويت، لكنه قال إن عدم وضوح مسألة الخلافة أثر في الوضع في قطر وحال دون تمكن القطريين من رسم صورة واضحة لمستقبلهم، وقال ينبغي إقناع أمير قطر بحسم هذه المسألة بين أبنائه، فوافق حاكم الكويت على كلامه وردد مثلاً عربياً يقول إن أي سفينة بنوخذتين النوخذة هو قبطان السفينة مصيرها أن تصطدم بالصخور. وسأل عبدالله السالم ما إذا كانت الحكومة البريطانية تقدم المشورة للقطريين في هذا الخصوص، فأكد له المعتمد أنه فعل ذلك، وأضاف أن الأصدقاء العرب قد يكون لهم تأثير كبير في القطريين.
وروى المعتمد أن المحادثة مع حاكم الكويت تطرقت إلى نزاعي قطر الحدوديين مع البحرين وأبوظبي. وقال المعتمد إن عبدالله السالم يشكل برأيه وسيطاً جيداً لحل هذين النزاعين نظراً إلى علاقاته الطيبة مع جميع الأطراف.
وأنهى المعتمد رسالته بالثناء على دماثة خلق الشيخ عبدالله السالم وعذوبة الكلام معه مسجلاً "فظاظة القطريين" الذين "يلزمون الصمت أثناء اللقاءات معهم ثم ينفجرون بكلام غاضب بشكل مفاجئ"، على حد تعبير المعتمد.
- تضمن الملف وثيقة خطية تحمل تاريخ 25 كانون الثاني 1960 دونها أحد الموظفين في وزارة الخارجية بناء على اتصالات له مع المعتمدين البريطانيين في قطر والبحرين، مفادها أن الحكومة البريطانية تأمل في أن يتوسط حاكم الكويت الشيخ عبدالله السالم في النزاع الحدودي بين قطر والبحرين من جهة وبين قطر وأبو ظبي من جهة أخرى. ولم تبد الوثيقة حماساً بريطانياً خاصاً للفكرة لعدم معرفة مدى استعداد حاكم الكويت للقيام بالوساطة، لكنها أشارت إلى أن الشيخ عبدالله السالم كان أعلن عام 1953 استعداده للتوسط بين قطر والبحرين في نزاعهما بشأن الزبارة.
- في 25 كانون الثاني 1960 بعث السير جورج ميدلتون، المعتمد البريطاني في منطقة الخليج الذي يتخذ من البحرين مقراً له رسالة إلى المعتمد البريطاني في الكويت تحدث فيها عن وصول حاكم الكويت في زيارة إلى البحرين استهلها بالتعبير عن استيائه من عدم التزام البحرينيين بالأصول المتبعة لدى استقبال كبار الضيوف، إذ لم يصعدوا إلى السفينة التي كانت تقل الشيخ عبدالله السالم والتقوا به فقط في "اللنش" الذي نقله إلى اليابسة. وفي الرسالة يقول ميدلتون إنه لم يتمكن من الاختلاء بحاكم الكويت سوى خمس دقائق تخللتها مقاطعات من المستقبلين الذين حضروا للسلام على الضيف الكويتي، لكنه اتفق مع الشيخ عبدالله السالم على زيارة الكويت قبل موعد الاحتفال بالذكرى العاشرة لتسلمه الحكم في 25 شباط المقبل.
في هذه الرسالة استفسر المعتمد في البحرين عما إذا كان بالإمكان ترتيب دعوة إلى حاكمي قطر وأبو ظبي لحضور مناسبة احتفالات الذكرى العاشرة في الكويت، وأشار أنه لصعوبة وضع حاكم قطر وتعذر حضوره شخصياً يمكن أن ينوب عنه أحد أبنائه.
- في 3 شباط 1960 بعث ميدلتون برسالة إلى وزارة الخارجية البريطانية تعليقاً على رسالة نوريس عن لقائه مع حاكم الكويت، قال فيها إنه فكر جيداً في مسألة انضمام الكويت كدولة مستقلة إلى الكومنولث، وأفاد أنه التقى شخصياً مع نائب الحاكم الشيخ عبدالله المبارك خلال زيارة له أخيراً إلى بيروت، وجرت محادثة بينهما عن تمثيل ممثلي بريطانيا في الخارج لدول أخرى في الكومنولث والعمل نيابة عنها، وأبدى المسؤول الكويتي إعجابه في كون ممثل بريطانيا في البحرين قادراً على تمثيل أستراليا أيضاً وتقديم تقارير مباشرة لوزارة الخارجية الأسترالية. ونصح ميدلتون وزارة الخارجية في لندن أن تولي عناية خاصة باهتمام الكويت بهذا الجانب، طالباً إبلاغه بأي توجيهات جديدة نظراً إلى أن الكويت ستحصل نهائيا على ما يبدو على استقلالها، وفق قوله.
- في 8 شباط 1960 كتب جيه ريتشموند المعتمد البريطاني في الكويت رسالة إلى المعتمد في البحرين ونسخة منها إلى وزارة الخارجية البريطانية في لندن، قال فيها إن حاكم الكويت سيقوم بزيارة خاصة قصيرة إلى بيروت في 12 شباط وانه سيكون موجوداً في الكويت لدى وصول ميدلتون إليها في 22 شباط.
- 10 شباط 1960 بعث جيه ريتشموند برسالة إلى وزارة الخارجية في لندن ونسخاً منها إلى عدد من الدوائر الأخرى أكد فيها أن اهتمام حاكم الكويت بالانضمام إلى منظمة الكومنولث جدي وليس مجرد كلام. وقال إنه لا ينسى عندما كان يرافق حاكم الكويت عام 1953 في زيارته إلى لندن للمشاركة في احتفال تتويج الملكة اليزابيث الثانية كيف أعرب الشيخ عبدالله عن دهشته من العواطف التي أظهرها المواطنون البريطانيون تجاه الملكة الجديدة عندما كان موكبها يشق الطريق في ويستمنستر في لندن، وعبّر عن ذلك عندما صافح الملكة مهنئاً بقوله "أهنئك على محبة شعبك لك"، معتبراً أن هذا هو سر الاستقرار الذي يتمتع به التاج البريطاني. وأضاف المعتمد انه لا يعتقد بأن حاكم الكويت مقتنع بأن انضمام بلاده إلى منظمة دول الكومنولث سيؤدي حتماً إلى استقلال الكويت، لأن للعرب طبيعة وتقاليد أخرى علاوة على المشاعر القومية التي تغذوا بها في السنين الأخيرة، مما يجعل مهمته لتوحيد الشعب في الكويت تحت نظام حكم واحد أمراً صعباً. وأشار إلى رسالة تلقاها من وزارة الخارجية سابقاً تطلب الانتباه إلى تقرير نوريس، قائلاً إنه يؤيد استغلال إعجاب حاكم الكويت بالمنظمات والأنظمة البريطانية وتشجيعه على أن يحذو حذوها شرط أن يفهم هذا التشجيع على أنه دعوة للانضمام إليها.
- في 12 شباط 1960 بعثت وزارة الخارجية في لندن رسالة مؤشر عليها بأنها "سرية للغاية" إلى مدير مكتب العلاقات الدولية في منظمة الكومنولث إف هاريسون أبدت فيها اهتمامها باقتراح المعتمد في الخليج بشأن موضوع انضمام الكويت إلى الكومنولث جاء فيها أن الوزارة لا تفكر حالياً في الموضوع. وهذه الوثيقة متوفرة في الملف بمسودتها الأصلية المكتوبة بخط اليد في 11 شباط وبالنسخة المطبوعة، وهناك فوارق بسيطة بين النصين على رغم أنها موقعة من شخص واحد هو المسؤول الكبير في القسم العربي في الخارجية البريطانية في لندن آر إيه بومونت.
وقالت الوزارة إن الانضمام إلى الكومنولث ليس خطوة محسوبة جيداً من جانب الكويت نظراً إلى العلاقة بين الحاكم والمواطنين الكويتيين، وأشارت إلى أحداث وقعت في الكويت في 1 شباط 1960 للمطالبة بالإصلاحات الإدارية. وأبدت استغرابها كيف يمكن لحاكم الكويت أن يخطو مثل هذه الخطوة في حين كان يقوم باسترضاء القوميين الكويتيين. وأضافت أن مثل هذا الاقتراح ينبغي ألا تقدمه بريطانيا للكويتيين والأفضل أن يفعلوا هم ذلك من تلقاء أنفسهم.
واقترحت في حال فكر أمير الكويت في دفع المسألة إلى أمام أن يتم تعميم نسخة مطبوعة من رسالة أندرسون على كل الممثليات والدوائر البريطانية وإحاطتها علماً بالأمر. واقترحت أن يجري تعميمها على شكل وثيقة سرية صادرة إما عن وزارة الخارجية أو مكتب رئيس الوزراء في وايت هول بلندن. واختتمت مستفسرة عما إذا كان مكتب العلاقات الدولية في الكومنولث قادراً على إبداء رأيه في مسألة انضمام الكويت إلى المنظمة.
ونبهت الرسالة إلى حقيقة أنه على رغم البيانات البريطانية العديدة التي تتحدث عن الكويت كدولة مستقلة، فإن ذلك لا ينفي أنها خاضعة للحماية البريطانية، وقالت إن بريطانيا تعترف بالكويت كدولة مستقلة منذ عام 1914، لكن الحكومة البريطانية مرغمة على توفير الحماية لها.
وقالت إن اقتراح انضمام الكويت إلى الكومونولث من شأنه أن يثير تساؤلات عما إذا كانت كياناً مستقلاً، وأكدت أن الوزارة تدرس هذا الموضوع وأبعاده وستعطي رأيها فيه لاحقاً.
- في 16 شباط 1960 بعث السفير البريطاني في عمان السير سي جونستون برسالة إلى وزارة الخارجية البريطانية في لندن يبلغها أن الشيخ عبدالله المبارك الصباح سيصل في الغد 17 شباط 1960 إلى الأردن في زيارة رسمية تستغرق يومين يلتقي خلالها الملك حسين ورئيس الوزراء هزاع المجالي.
- في 16 شباط 1960 كتب ريتشموند من الكويت إلى وزارة الخارجية في لندن يعرب فيها عن سعادته للحصول على تفسير للغموض الذي لف سبب استفسار أمير الكويت عن الانضمام إلى الكومنولث. وقال إنه تبلغ بعد ظهر ذلك اليوم من دائرة العلاقات الديبلوماسية في وكالة أنباء رويتر رويترز لاحقاً أن أمير الكويت الشيخ عبدالله المبارك السالم يستعد لإعلان نفسه ملكاً في 25 شباط الجاري أي في الذكرى العاشرة لاستلامه الحكم، وبناء عليه فهو يستعد لتسمية سفراء له إلى الدول الأجنبية.
وأشارت الوثيقة إلى أن هذا الخبر يعطي التفسير الواضح لدوافع اهتمام الشيخ عبدالله أثناء لقائه مع نوريس في الهند بما إذا كانت منظمة دول الكومنولث تقبل في عضويتها دولاً لديها زعماء متوّجون. وتضمنت الوثيقة ملاحظة أخرى بخط اليد لموظف في وزارة الخارجية قال فيها إنه يوافق على رأي ريتشموند.
- في 19 شباط 1960 كتب السفير البريطاني في عمان إلى وزارة الخارجية في لندن يبلغها أن الملك حسين استقبل الشيخ عبدالله المبارك وأن مأدبتين تكريميتين أقيمتا للضيف الكويتي في الأردن، الأولى من جانب رئيس الوزراء المجالي والثانية أقامها له رئيس بلدية القدس لم يُذكر اسمه، وأن نائب حاكم الكويت كما ورد في الأصل تبرع بخمسين ألف دينار أردني للاجئين الفلسطينيين ومبلغ مماثل للقوات المسلحة في الأردن.
- في 23 شباط 1960 كتب السفير البريطاني في عمان إلى وزارة الخارجية يشرح أسباب زيارة الشيخ عبدالله المبارك إلى الأردن، وقال إنها في رأيه جاءت بهدف توسيع قاعدة العلاقات الخارجية للكويت مع الدول العربية وعدم حصرها فقط بحكام مثل الرئيس العراقي عبدالكريم قاسم والرئيس المصري جمال عبدالناصر، لافتاً إلى رسالة سابقة له بهذا الخصوص بتاريخ 12 شباط 1960. لم يعثر على أثر لهذه الرسالة في الملف الماثل بين أيدينا والذي أفرجت عنه وزارة الخارجية البريطانية، وربما يعني ذلك أن الوزارة لا تزال تحتفظ بوثائق أخرى سرية من تلك الفترة. وقال السفير البريطاني إن رئيس الوزراء الأردني المجالي أبلغه شخصياً أن الزيارة تمت كما يجب، وأن الملك حسين يمقت حاكم الكويت الشيخ عبدالله السالم الصباح، لكنه أقام علاقة خاصة مع نائبه. كما ذكر أنه لدى جلوسه إلى جانب المجالي في المأدبة التي أقيمت على شرف الشيخ عبدالله المبارك همس إلى رئيس الوزراء مبلغاً إياه رغبة بريطانيا في نقل السلطة القانونية البريطانية في الكويت إلى الكويتيين، فرد عليه المجالي بأنهم نصحوا الكويت بالحفاظ على الرابط الذي يربطها ببريطانيا وحماية الأسطول البريطاني لهم، لأنه لو زال الرابط فإن الجيران العرب للكويت سينقضون على مصادرها النفطية خلال 24 ساعة. وقال هزاع إن الشيخ عبدالله المبارك لم يبد أي ملاحظة لدى سماعه هذا الكلام، لكنه أبلغ المجالي لاحقاً أنه يتفق معه في ما قال.
- في 8 آذار مارس 1960 كتب آر بومونت المسؤول في وزارة الخارجية في لندن إلى آر ستيفانس السكرتير الشخصي لوزير الخارجية سيلوين لويد يبلغه بأن الشيخ صباح السالم، الأخ غير الشقيق لأمير الكويت ورئيس دائرة الصحة الكويتية، متوقع وصوله إلى لندن في 17 آذار لعلاج ساقه، واقترح أن يجري تكريم الضيف الكويتي بشكل لائق نظراً إلى كونه مدافعاً قوياً عن الصداقة مع بريطانيا في وجه القوميين. وتضمن الملف مجموعة من الوثائق تتعلق فقط بالرسميات التي أحيطت بها الزيارة من جانب الحكومة البريطانية.
- في 5 نيسان ابريل 1960 تلقت وزارة الخارجية في لندن رسالة من البعثة الديبلوماسية البريطانية في مصر تبلغها بوصول نائب حاكم الكويت الشيخ عبدالله المبارك إلى القاهرة في الثالث من نيسان وفقاً للصحف المحلية، وناب عن الرئيس عبدالناصر في استقباله في المطار محافظ القاهرة والأمين العام للمؤتمر الإسلامي لم يذكر إسمه وممثل عن الجامعة العربية لم يذكر إسمه.
- في 7 نيسان 1960 تلقت وزارة الخارجية تقريراً مختصراً من الكويت عن الزيارات الخارجية لقادة الكويت جاء فيه أن حاكم الكويت الشيخ عبدالله السالم الصباح وصل إلى الكويت قادماً من بيروت في الثالث من نيسان ورافقه الشيخ عبدالله الجابر الصباح مدير المعارف. وأن الشيخ عبدالله المبارك الصباح نائب الحاكم وصل إلى مطار القاهرة في الثالث من نيسان وكان في استقباله أنور السادات.
- في 9 نيسان 1960 تسلمت الدائرة العربية في وزارة الخارجية في لندن رسالة من ريتشموند يبلغها أن حاكم الكويت يرغب بزيارة الهند مجددا في 14 نيسان 1960 ويصل إلى بومباي بعد ظهر ذلك اليوم جواً ولمدة شهر، ترافقه في الزيارة الحاشية نفسها التي رافقته في الزيارة السابقة في كانون الأول ديسمبر الماضي، ويطلب إبلاغ حكومة الهند رسمياً بالزيارة.
* من اسرة "الحياة".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.