دعا المستشار الالماني غيرهارد شرودر امس في ختام زيارته للسعودية الى تحديد جدول زمني واقعي لنقل السلطة الى العراقيين، واصفا العلاقات بين بلاده والمملكة بانها خالية من أي مشكلة سياسية. وذكر شرودر في مؤتمر صحافي عقده في غرفة تجارة الرياض عقب لقاء مع رجال الاعمال السعوديين، ان المباحثات التي اجراها مع القادة السعوديين تركزت حول مسائل السياسة الدولية بعد التطورات الاخيرة في المنطقة الى جانب بحث العلاقات بين البلدين. وأكد شرودر، الذي انتقل الى الامارات لاحقاً، أنه لا توجد أي مشكلة على الصعيد السياسي بين بلاده والسعودية، ووصف زيارته للمملكة بأنها مثمرة، وأعلن اتفاقه وولي العهد السعودي على أهمية تعزيز العلاقات بين البلدين واكد ضرورة بث الحياة في الاتفاقات الموقعة بينهما. وأعرب المستشار الالماني عن قلق بلاده ازاء تردي الوضع في منطقة الشرق الاوسط وعدم توصل الفلسطينيين والاسرائيليين الى مخرج من حلقة العنف والعنف المضاد. وأكد على ضرورة الالتزام بمبدأ دولتين اسرائيل وفلسطين تعيشان جنباً الى جنب ضمن حدود آمنة ومعترف بها وفي جوار مسالم، ودعا طرفي الصراع الى تلبية الالتزامات التي تفرضها "خريطة الطريق" من دون انقاص. وعلى صعيد الوضع في العراق اكد على ضرورة انجاح إعادة إعمار العراق واتفاق بلاده والسعودية حول هذا الهدف. وطالب المستشار الالماني "بجدول زمني واقعي" لنقل المسؤولية السياسية الى العراقيين، وشدد على ضرورة تقوية دور الاممالمتحدة التي قال انها وحدها يمكنها ضمان الشرعية الضرورية لاعادة اعمار العراق سريعاً في ظل حكومة مستقلة تمثل كل العراقيين، وابدى في هذا الصدد استعداد المانيا للمساهمة في تحسين الوضع الامني في العراق، وقال ان المانيا ستقدم الكثير في عملية اعادة الاعمار لدى توافر الامر. كما ابدى استعداد بلاده لتقديم المساعدة لتدريب الشرطة العراقية، لكنه قال رداً على احتمالات توقيع اتفاق لهذا الغرض مع الامارات العربية المتحدة خلال زيارته لها "ان ذلك قد يحدث في المانيا او بلدان اخرى عدا العراق"، لكنه اكد ان بلاده لن تقوم بأي عمل عسكري في العراق. واضاف انه اتفق والرئيس المصري محمد حسني مبارك وولي العهد السعودي على ضرورة عدم حصول فراغ في العراق. وجدد شرودر موقف بلاده تجاه مشروع القرار الاميركي الى مجلس الامن بشأن العراق وقال "نعتقد انه في حاجة لتحسين صياغة، ويمكن تحسين هذه الصياغة" مشيراً الى ان المانيا عبرت عن موقفها هذا للدول الاعضاء في مجلس الامن بما فيها الولاياتالمتحدة الاميركية. وحول مناقشة الاعتداء الاسرائيلي على سورية في مجلس الامن، لفت الى انه لم يطلع على نص صيغة القرار كاملة لكنه قال انها ليست متوازنة حتى الآن.
