دان رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري، "باسم لبنان حكومة وشعباً، الاعتداء الإسرائيلي على أراضي الشقيقة سورية وسيادتها" ودعا المجتمع الدولي "الى تحمل مسؤوليته في ردع إسرائيل التي تُهدّد السلام والأمن الاقليميين بتصرفاتها وتتحدى القانون الدولي والشرعية الدولية". وأشار الحريري تعليقاً على الغارة الاسرائيلية التي استهدفت فجر أمس منطقة عين الصاحب القريبة من الحدود اللبنانية - السورية، الى "أن اسرائيل، التي ترفض الاعتراف بواقع فشل خيارها العسكري، إنما تعتقد أنها بهروبها الى الأمام عبر الاعتداء على دول عربية مجاورة تخرج من مأزقها الأمني والسياسي". وقال: "ان لبنان الذي يقف الى جانب سورية في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ أمتنا ومنطقتنا، كما وقفت سورية دائماً الى جانب لبنان، يدعو المجتمع الدولي والأمم المتحدة الى لجم إسرائيل وحكومة آرييل شارون التي هي وحدها أصبحت تشكل خطراً على الأمن والسلام الدوليين من خلال الاعتداء على دول ذات سيادة وعضو فاعل في مجلس الأمن والأمم المتحدة". وكان الرئيس الحريري اتصل بالرئيس الفرنسي جاك شيراك وتشاور معه في خطورة الوضع في المنطقة. واستنكر الرئيس عمر كرامي الاعتداء الإسرائيلي على الأراضي السورية، وقال: "إن هذا الاعتداء الغاشم يثبت ان اسرائيل دولة عدوانية لا يردعها رادع، وأن هذا لا يمكن ان يتم إلا بضوء اخضر اميركي". وأضاف: "لقد حان الأوان لأن تستيقظ الأمة العربية وأن تقف الموقف الذي يردع جميع اعدائها، فالتصريحات والكلام العاطفي لم تعد تجدي، والجميع مستهدف بسبب تخاذل هذه الأنظمة"، مؤكداً ان "سورية ستبقى رأس الحربة في قلب اسرائيل". ورأى وزير الخارجية اللبناني جان عبيد انه "إذا كان العدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية رسالة ترهيب فإنها أخطأت هدفها". وإذ دان عبيد "هذا الاعتداء الصارخ والفاضح"... اعلن تضامن لبنان مع سورية مطالباً الدول العربية برفع صوتها استنكاراً لهذا العدوان. ودان وزير التنمية الإدارية كريم بقرادوني الغارة الصهيونية على الأراضي السورية ورأى فيها محاولة إسرائيلية مكشوفة للهروب الى الأمام من المأزق الداخلي الذي يعانيه آرييل شارون ولعباً بالنار في منطقة لا تزال تعاني نتائج الحروب التي شهدتها. واعتبر "التكتل الطرابلسي" الذي يضم النواب محمد الصفدي ومحمد كبارة وموريس أبو فاضل ان "العدوان الاسرائيلي الذي استهدف مدنيين فلسطينيين على الأراضي السورية ينذر بوجود مخطط لتفجير الأوضاع في الشرق الأوسط، وإشعال حرب بدأتها اسرائيل بضرب الشعب الفلسطيني وتدمير مشروعه لبناء دولته المستقلة". واستنكر نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان العدوان الصهيوني الجوي الذي استهدف سورية، معتبراً أنه "يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة ويكشف نيات اسرائيل العدوانية في استهداف سيادة الدول العربية وأمنها، وإصرار إسرائيل على المضي قدماً في عدوانها وإرهابها، وانتهاكها لكل الأعراف والمواثيق الدولية...". ورأى "ان اي اعتداء يصيب سورية يصيب لبنان والدول العربية كافة في الصميم ويشكل عدواناً على كل العرب والمسلمين"، داعياً إياهم الى "الوقوف الى جانب سورية واتخاذ المواقف المناسبة، فإسرائيل كانت دائماً معتدية وهي اليوم تجدد عدوانها على بلد آمن بهدف توسيع دائرة إرهابها". واتخذت المنظمات الفلسطينية في لبنان اجراءات احتياطية امنية في المخيمات تحسباً لعدوان اسرائيلي. وأعلن امين سر حركة "فتح" في لبنان العميد سلطان ابو العينين ان احتمال شن عدوان اسرائيلي على المخيمات كبير جداً خصوصاً بعد استهداف الأراضي السورية، مؤكداً ان "إجراءات امنية داخلية اتخذت في المخيمات تحسباً لأي اعتداء اسرائيلي يطاولها".