وجهت اسرائيل أمس تحذيرات الى لبنان وسورية و"حزب الله" إثر التصعيد الذي شهده الخط الأزرق في منطقتي مزارع شبعا المحتلة والعباسية القريبة من بلدة الغجر اول من امس، في ظل توتر شهدته الجبهة. وأعلن الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله ان "قيمة العملية في مزارع شبعا المحتلة بالأمس، هي انها تقول اننا لسنا خائفين ولسنا مترددين ومتخلين عن واجبنا، ولا يتصور العدو الاسرائيلي ومن خلفه انه من خلال الضغط هنا والقصف هناك يمكنه ان يوقف المقاومة". وترافق القصف الاسرائيلي على القرى المحيطة بمزارع شبعا أمس مع تعزيزات عسكرية والقاء وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم اللوم على عاتق "سورية وقيادتها الطرف الذي هو في لبنان كمحتل". واعتبر ان على "لبنان ان يعلم ان هذه الحرية لحزب الله لأن يفعل هذه الأشياء أمر لن نقبله". وأعلن وزير الدفاع الاسرائيلي شاول موفاز ان الجيش "مستعد لمواجهة احتمال ارتكاب حزب الله عملية تفجيرية كبيرة تقول الاستخبارات العسكرية انه يخطط لها تكون اوسع وأعنف من العمليات التي يقوم بها بين الفينة والاخرى في مزارع شبعا المحتلة". ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن مصادر سياسية رفيعة تحذيرها حكومتي دمشق وبيروت من اي تصعيد في عمليات المقاومة اللبنانية. فيما جدد قائد المنطقة الشمالية الجنرال بيني غانز تهديده لبنان ب"دفع ثمن" التصعيد، لافتاً الى استنفار الجيش على الحدود. وكثفت القوات الدولية دورياتها على طرق العباسية - الوزاني وكفركلا وحولا وميس الجبل لمراقبة طرفي الشريط الشائك. وحذرت المصادر السياسية الاسرائيلية سورية "اذا لم تلجم الحزب"، ولبنان "اذا لم ينشر جيشه في الجنوب". وادعت ان الحزب يستمد التشجيع من التطورات في العراق بغية اشعال جبهة مزارع شبعا. وتوقعت جهات استخبارية اسرائيلية ان يواصل الحزب عملياته لكن "من دون عرقلة صفقة تبادل الأسرى". وتحدث مصدر أمني عن "مخاطر التصريحات السورية الاخيرة"، معتبراً "ان من شأنها ان تخلق ديناميكية تدفع بالمنطقة الى توتر جدي". وأكد مسؤول الاعلام المركزي في "حزب الله" الشيخ حسن عز الدين ل"الحياة" ان عمليتي المقاومة اول من امس "هما في سياق اللحظة السياسية التي تلزم ان يكون هناك رد ما على التداعيات الحاصلة، لأن الحزب ليس قادراً على ان يكون في منأى عن التطورات، والمقاومة هي جزء من الصراع الشامل". وشدد على ان استهداف موقع العباسية "جاء رداً على قصف اسرائيلي انطلق من هذا الموقع". وأسف منسق الأممالمتحدة لشؤون الشرق الاوسط تيري رود لارسن بشدة ل"الانتهاك الخطير للخط الأزرق"، مشيراً الى "الحاجة الملحة للحكومة اللبنانية لممارسة سيطرة كاملة على استخدام القوة من اراضيها". ودعا الناطق باسم الخارجية الفرنسية هيرفي لادسوس "كل الاطراف الى التزام ضبط النفس واحترام الخط الازرق، وقرارات مجلس الأمن خصوصاً ال425". وكانت وزارة الخارجية الاميركية دعت سورية الى الضغط على "حزب الله" لوقف الهجمات على مزارع شبعا وقال الناطق باسم الوزارة ريتشارد باوتشر: "اننا نواصل حض لبنان على نشر قواته المسلحة لتسلم زمام السيطرة من حزب الله على الحدود الجنوبية للبنان". نصرالله والتبادل وكان نصرالله رمى كرة عملية تبادل الأسرى في الملعب الاسرائيلي مجدداً، مؤكداً ان الحزب مصمم على المضي بها وان "الاسرائيليين مترددون في انجازها". وقال: "شروطنا واضحة ونهائية ولم يعد لدينا شيء يمكن ان نتنازل عنه، والوقت ينقضي، و"حزب الله" لن يتحمل المزيد من المماطلة لأنها تعني ان الاسرائيليين يريدون ان يقولوا ان العملية انتهت وعليكم ان تذهبوا الى الخيارات الاخرى". وأكد "التزامنا القاطع والنهائي ملف اعادة هؤلاء الأحبة الى عائلاتهم بالتفاوض والا بغير التفاوض". وجدد تأكيده ان المفاوضات الأخيرة انتهت الى انجاز كل شيء ورئيس الحكومة الاسرائيلية آرييل شارون التزم، و"هناك أوراق مكتوبة في حوزتنا غير موقعة تعبر عن هذا القبول، وهو التوافق على ان تشمل العملية كل اللبنانيين السوريين الاردنيين وكل العرب، اضافة الى400 فلسطيني بقي التوافق على اسمائهم". ونفى ان يكون الحزب تسلم حتى الآن أي لوائح بالأسماء وكذلك لم يسلم أي لوائح. وخاطب الأسرى قائلاً: "لا تصدقوا كل ما يقال عن لوائح ولا تسمحوا للاسرائيليين بأن يلعبوا بأعصابكم من خلال الاشاعات والأكاذيب لأن ذلك جزء من حرب نفسية". ووصف ما نشر عن طريقة اسر العقيد الاسرائيلي الحنان تننباوم بأنه "سخافات، لكن الأكثر سخفاً هو ادخال العنصر الايراني في رواية الأسر". وقال ان "المقاومة تستمر اليوم من دون ان تتأثر بالتهديد وانقلاب المفاهيم وتبدل الموازين بعد 11 أيلول سبتمبر". وانتقد القمة الاسلامية في ماليزيا "اذ بات بعضهم لا يجرؤ على ان يدعم المقاومة بكلمة". وأكد ان "سورية كانت واضحة جداً في التصميم على الدفاع عن نفسها ليس فقط في المبدأ انما حتى في التفاصيل عندما حددت أسلوب الرد".