أعلنت السعودية اخيراً موافقتها بشكل رسمي على تداول الاجهزة اللاسلكية ومحطاتها للهواة، ووزع وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس محمد جميل بن احمد ملا تفاصيل لائحة تتضمن تسعة فصول تحدد شروط استخدام الترددات وتأجيرها الى الهواة. ويعود تداول الاجهزة اللاسلكية الى ما قبل اصدار اللائحة الرسمية، بشكل خفي بين فئات الشباب بعيداً من اعين السلطات التي كانت تحظر التعامل فيها. ونشأت شبكة واسعة تناثرت على اطراف الخليج العربي بين مجموعات اطلقت على نفسها اسماء غريبة تتراسل من خلال تلك الاجهزة التي كانت تعرف باسم اجهزة "المراسلات اللاسلكية"، وتبث قصائد غزل والغازاً وقصصاً كما يتنصت من خلالها على ترددات الاجهزة الامنية من باب الفضول. ويقول سليمان الشمري الذي يمتلك أحد هذه الاجهزة انه لجأ اليها في البداية لقتل اوقات الفراغ ثم ما لبث ان اعتمدها هواية يتعرف من خلالها على أشخاص جدد كل يوم في الدول المجاورة ويتبادل معهم مختلف الاحاديث. وأضاف انه يقضي يومياً اكثر من ساعتين في استخدام جهازه، معتبراً انها فترة قصيرة مقارنة ببعض أقرانه الذين يقضون اكثر من خمس ساعات يومياً. وتشهد تلك الاجهزة التي يصل ارسال بعضها الى نحو 500 كيلومتر، اقبالاً منقطع النظير، ما رفع اسعارها لتراوح بين 950 و2100 ريال "253 الى 560 دولاراً اميركياً". ويعتبر "كينوود" و"موتورولا" و"ايكو" و"ألباسو" و"آلينكو" ابرز انواعها المتداولة في البلاد. ويقدر الشمري عدد مستخدمي تلك الاجهزة في شرق السعودية بأكثر من الفي مستخدم، فيما يصل الرقم الى اكثر من 40 الف مستخدم ومستخدمة ينتشرون في دول الخليج وحتى اطراف ايران. وللمستخدمين ان يختاروا ما يحلو لهم من 60 الف قناة. وتجدر الاشارة الى ان مستخدمي تلك الاجهزة عادة يخفون اسماءهم الصريحة، ويستعيضون عنها باسماء والقاب غير مالوفة على غرار "الزاحف" و"أبو حمود" و"اللهب" و"النذل" و"عزام" و"جراح" و"النوخذة" و"الصميدة"... ويعقب نبيل فهد على كلام الشمري، مشيراً الى جانب آخر، وهو ان مستخدمي تلك الأجهزة لا يقصدون بها سوءاً بل هي نوع من الترفيه وقد تكون احياناً منقذة "من حالات طارئة". ويضيف: "لم يتردد احد مقتني تلك الاجهزة الذي تعطلت سيارته في منطقة صحراوية باطلاق نداء استغاثة ليجد مجموعة من المتطوعين تهب لنجدته". وتتضمن اللائحة الجديدة التي أقرت الشروط الواجب توافرها في الهواة الراغبين باقتناء تلك الأجهزة، والضوابط التي يجب مراعاتها اضافة الى العقوبات بحق المخالفين ممن يسيئون استخدام الجهاز سواء بالتصرف او بالتعدي والتجاوز. واشترطت التعليمات ان تكون الاجهزة تعمل وفق معايير فنية وإجراءات خاصة بهذه الخدمة محددة في انظمة الراديو الصادرة عن الاتحاد الدولي للاتصالات ونظام الاتصالات ولائحته التنفيذية وتنظيم هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات. كما تضمنت اللائحة ضرورة الحصول على ترخيص للراغبين باقتناء تلك الاجهزة وتجاوز الاختبار المحدد لذلك، محذرة من ارسال اي اشارات او علامات او معلومات تتعلق بالجوانب الامنية في السعودية او ارسال اشارات او علامات او استخدام المحطة في اغراض تعتبر خروجاً على النظام العام او التقاليد السائدة في السعودية كتوجيه سباب أو شتائم او كلمات نابية. ويحظر ايضاً الاتصال بمحطات غير مرخصة او بمحطات موجودة فى دول محظور الاتصال بها، او ارسال اي اشارات خطر كاذبة او اشارات نداء خاطئة او استخدام اشارات الاستغاثة الدولية الا في حالة الكوارث او الطوارئ مع التأكيد على ضرورة عدم بث الرسائل المشفرة او الموسيقى او البرامج الترفيهية او الاعلانات.