في أول أيام شهر رمضان الكريم في الأراضي الفلسطينية، نسف جيش الاحتلال الاسرائيلي أمس ثلاثة ابراج سكنية في مدينة الزهراء جنوبغزة بزعم ان احد منفذيْ هجوم مستوطنة "نتساريم" خرج من المدينة. وفيما دانت السلطة الفلسطينية التصعيد في غزة بوصفه "جريمة حرب"، طلب رئيس الحكومة احمد قريع ابو علاء من "حركة المقاومة الاسلامية" حماس عقد لقاء قالت مصادر فلسطينية ل"الحياة" انه يهدف الى التوصل الى "هدنة متبادلة" مع اسرائيل. راجع ص 5 و6 وجاءت العملية الاسرائيلية في غزة في وقت تعالت أصوات في الجيش الاسرائيلي تدعو الى اخلاء مستوطنة "نتساريم" المعزولة في الاراضي الفلسطينية والتي تقيم فيها 65 عائلة يقوم على حمايتها مئات الجنود. كما تجدد الجدل في الاوساط السياسية والاعلامية في اسرائيل في شأن هذه المستوطنة، اذ شهدت جلسة الحكومة نقاشا حادا بين وزراء حزب "شينوي" واليمين بعد دعوة وزير الداخلية ابراهام بوراز الى اخلاء المستوطنة، وهي دعوة لاقت صدى لدى الاعلام الاسرائيلي الذي دعا الى اخلاء المستوطنات في قطاع غزة. وفي غزة، كان الفلسطينيون ينتظرون رؤية هلال رمضان عندما اجتاحت قوات الاحتلال مدينة الزهراء، ودعت السكان عبر مكبرات الصوت الى اخلاء منازلهم والتوجه الى مخيم النصيرات جنوبا تمهيدا لنسف ثلاثة ابراج سكنية قيد البناء. وهذه الابراج معدة "لإسكان افراد الامن الفلسطيني"، ويتكون البرج الواحد منها من 13 طبقة، علماً ان قطاع غزة هو أكثر بقعة سكنية في العالم. وتسببت عملية الهدم بنزوح نحو ثلاثة آلاف فلسطيني من منازلهم المجاورة للابراج، كما أدت الى تضرر عشرات المنازل المجاورة التي شيدت في عهد السلطة. من جهة اخرى، استشهد ثلاثة فلسطينيين، أحدهم في هجوم شنه على طريق كيسوفيم وأسفر عن مقتل مستوطن وتبنته "كتائب شهداء الاقصى" التابعة لحركة "فتح"، في حين توفي الاخران متأثرين بجروح اصيبا بها في الاجتياحات الاسرائيلية الاخيرة لقطاع غزة.