لم تلق الدعوة التي وجهتها "الحركة الاسلامية للاصلاح" من لندن إلى التظاهر في عدد من المدن السعودية امس استجابة جادة من المواطنين، عدا بعض المحاولات التي قام بها بضع عشرات في جدةوالدمام لاحقتهم قوات الامن السعودية واعتقلت معظمهم. وذكرت وكالة الانباء السعودية الرسمية ان عدداً محدوداً من الاشخاص تجمعوا عصر امس في مدينة جدةوحائلوالدمام و"صاحب ذلك التجمع حضور عدد من الاشخاص من باب الفضول والاستطلاع او العلم بحدوث ذلك، وقد تعامل رجال الامن مع هذا التجمع بما يوجبه الحفاظ على النظام العام". ويجري التحقيق مع المشاركين في التجمع لاحالتهم على المحكمة الشرعية للنظر في أمرهم شرعاً". في جدة حاول نحو مئة شخص التظاهر بالقرب من جامع الملك سعود في شارع الاندلس وعند ميدان السفن، لكن قوات الامن التي انتشرت بكثافة في المنطقة حالت دون اتساع التجمع، واعتقلت أكثر من اربعين معظمهم من الشباب وبينهم 5 نساء. ولم يرفع هؤلاء لافتات ولم يرددوا شعارات. وشهدت "الحياة" في الموقع الذي احتشد بالمتفرجين والفضوليين والمتبضعين في اسواق "بنده العزيزية" الواقعة في الجزء الشرقي من طريق الملك عبدالعزيز، طوقاً امنياً اقامته الشرطة في محيط 4 كيلومترات مربعة. وتتراوح اعمار الذين قبض عليهم ما بين 20 و30 عاماً لم يفلحوا في اختراق الطوق. في حين نجح بعضهم في التسلل بأعداد "صغيرة" إلى الموقع المحدد للتجمع وهتفوا على عجل "الله أكبر" ثم فروا هاربين. ونجح رجال الأمن في تعقبهم والقبض على عدد منهم حاول التظاهر بعد هروبه الى داخل اسواق "بندة"المركزية. إلى ذلك، أكد أحد اعيان قبائل غامد الشيخ سعيد الحداوي الغامدي في اتصال هاتفي مع "الحياة" عدم حدوث أي محاولات تجمع أو تظاهر في مدينة الباحةجنوب غربي السعودية، كما كان الوضع هادئاً ايضاًَ في تبوكشمال غرب المملكة. وفي الدمام تمكنت قوات الامن من احباط سعي بعض الشباب التظاهر عصراً عند مسجد الامام فيصل بن تركي بحي الجلوية وسط المدينة، حيث حاول عشرات الخروج من باحة الجامع بعدما تعمدوا تأخير خروجهم لما بعد صلاة العصر بقليل لخداع رجال الامن. ورددوا هتاف "الله اكبر"، ونددوا باعتقال الذين تظاهروا الاسبوع الماضي في الرياض. وفرضت قوات من رجال الامن والطوارئ الخاصة المزودة بالهراوات طوقا حول المنطقة التي يقع فيها الجامع، واغلقت كل المنافذ والطرق المؤدية اليه مما رفع اعداد المتفرجين الذين وجدوا انفسهم محاصرين وسط الحي المزدحم بالسكان وذي الشوارع الضيقة. وذكر شهود عيان ان مدير شرطة المنطقة الشرقية وعدداً من الضباط الذين شوهدوا في الموقع كانوا ادوا صلاة العصر في الجامع الذي انطلقت منه التظاهرة تحسباً لوقوعها، وأفادوا ان قوات الامن اعتقلت اربعة على الاقل من المتظاهرين. وفي الرياض ضربت قوات الامن طوقاً حول الشوارع المحيطة بمسجد الراجحي في منطقة الربوة شرق العاصمة وانتشرت الدوريات وسيارات قوات مكافحة الشغب في المنطقة، ومنعت السيارات من الدخول، بينما سمح للمارة بالمرور وبالصلاة في المسجد الذي يشهد في العادة كثافة وبخاصة عند صلاتي الظهر والعصر حيث تقام الصلاة على الموتى قبل دفنهم في مقبرة النسيم المجاورة. وسببت عشرات السيارات التي جاء اصحابها فضولاً ازدحاماً. وفي حائل ذكرت مصادر أمنية ان 13 شخصاً حاولوا التظاهر وتجميع الناس حولهم في سوق الخضر المركزي وسط المدينة، لكن قوات الامن منعتهم من ذلك وقبضت عليهم. وكان رئيس مجلس القضاء الاعلى في السعودية الشيخ صالح بن محمد اللحيدان طالب السلطات ب ب"دفع ضرر" التظاهرات التي وصفها بأنها "غوغائية وافساد في الارض لما ينتج عن ذلك من ضرر والحاق الاذى بالعباد وتعد على حرمات المسلمين". وقال الشيخ اللحيدان، وهو عضو هيئة كبار العلماء، "ان اتخاذ المساجد منطلقاً لمثل هذه الاعمال الفوضوية أمر مرفوض وواجب كل مسلم ان يستنكره". علماً أن رموزاً من التيار الاسلامي في السعودية، مثل الشيخ محسن العواجي والشيخ عبدالعزيز القاسم، استنكروا التظاهرات والدعوة اليها.