لم تسع الفرحة فتيات وفتيان سعوديين عندما سمعوا تصريحات وزير التعليم العالي السعودي الدكتور خالد العنقري قبل أشهر، حين خرج إلى وسائل الإعلام «مبشراً» بأن جميع خريجي الثانوية العامة سيقبلون في الجامعات. وبقدر ما كان التصريح غريباً من وجهة نظر بعض من فوجئوا به، لصعوبة الوفاء به أولاً، ولابتعاده من المنطق شبراً أو شبرين، كان الخبر برداً وسلاماً على صدور كثيرين، كانوا يحملون «همّاً» و «خوفاً» من تعثر قبولهم في إحدى الجامعات الحكومية التي ازداد عددها أضعافاً في العقد الأخير. سرعان ما انطلقت عمليات التسجيل والقبول في الجامعات، وبدأت الأحلام تتبخر، خصوصاً لدى أولئك الذين لم يقبلوا في تخصصات يرغبون فيها، على رغم أن الوزير كان واضحاً عندما أشار إلى أن الجميع سيقبلون، لكن ليس من الضروري أن يكون القبول في التخصصات التي يريدونها. ومع أن وزارة التعليم العالي حققت إنجازاً مهماً إلى حد كبير، بقبول ما نسبته 90 في المئة من خريجي الثانوية العامة الذكور، وهو رقم «خيالي» إلى حد كبير، إلا أنها «عجزت» بوضوح عن تأمين هذه النسبة أو ما يقاربها لدى الإناث، وهو ما تسبب في خلق أزمة قبول للطالبات في جامعات عدة، كأم القرى في مكةالمكرمة وجامعة الأميرة نورة في العاصمة الرياض. انتهى موسم التسجيل والقبول، وبدأت الدراسة، وحلت أزمة القبول لدى الطالبات الحل الأسهل، وهي أن يبحثن في بيوتهن عن مقاعد، مع نفاد المقاعد الجامعية. في السياق ذاته، أكد استفتاء في موقع وزارة التعليم العالي السعودية أن العامل الأكثر تأثيراً في اختيار الطلبة التخصصات للدراسة الجامعية كان في المرتبة الأولى الموهبة والهواية (3486)، ثم حاجات سوق العمل (3184)، والمرتبة الثالثة المعدل الثانوي (3061) وأخيراً الأهل والأصدقاء (1155)، في حين كان عدد الأصوات 10868 صوتاً. وأكد وكيل وزارة التعليم العالي للشؤون التعليمية الدكتور محمد العوهلي ل «الحياة» عدم استطاعة الوزارة تلبية جميع حاجات الطلاب والطالبات، خصوصاً «مع وجود من يصر على التخصص الذي يريده»، موكداً أن جميع مسارات التعليم مفتوحة أمامهم. وقال: «لم تردنا حتى الآن أي إحصاءات لأعداد الملتحقين بالجامعات»، لافتاً إلى أن العجز ليس في المقاعد الجامعية، ولكن العجز يبدأ عندما لا يرغب الطالب في الانتقال إلى جامعة في منطقة أخرى قريبة من منطقته خصوصاً في التخصصات التي يوجد عليها اقبال كبير. وقال إن الوزارة فتحت أمام خريجات الثانوية العامة مسارات مختلفة من التعليم للالتحاق بها معتمدة من مجلس التعليم العالي منها المنتظم والانتساب والموازي إلى جانب التعلم من بعد، فضلاً عن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، وكذلك المنح الداخلية التي شملت 6 جامعات و29 كلية تواكب سوق العمل، إضافة إلى ان المؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني وهيئة الملكية للجبيل وينبع تغطي أعداد الخريجين. ولفت إلى أن المنح الدراسية لمرحلة البكالوريوس تشمل تسديد الرسوم الدراسية في التخصصات المعتمدة من قبل الوزارة، بحيث لا تتجاوز الحد الأعلى من الرسوم المعتمدة، وهي الطب البشري وطب الأسنان (70 ألف ريال) والعلوم الطبية والصيدلة والتمريض (55 ألف ريال)، والهندسة والحاسب (45 ألف ريال) والعلوم الإدارية والقانون والتربية (40 ألف ريال). ولا تزيد الرسوم المدفوعة للطلاب عن الرسوم المعتمدة من قبل الكليات والجامعات الأهلية لبقية منسوبيها من الطلاب، في حين ان تقويم المنح الدراسية سنوياً وتجديد المفاضلة للطلاب الحاصلين على معدل تراكمي لا يقل عن جيد لا يتجاوزان 50 في المئة من أعداد الطلاب المستجدين. ويشترط لقبول الدارس المتقدم الى المنحة أن يكون سعودي الجنسية، حسن السيرة والسلوك، مسجلاً في أحدى الجامعات أو الكليات الأهلية المشمولة في برنامج المنح، وألا يتجاوز الحد الأدنى من المدة الزمنية المعتادة للحصول على الدرجة، وأن يحصل الطالب على معدل لا يقل عن جيد جداً 80 في المئة في الثانوية العامة ومعدل لا يقل عن 65 في المئه لقدرات الطلبة المستجدين، وألا يكون موظفاً حكومياً أو في أي قطاع خاص، ويكون الخريجون من دفعة العام الماضي أو الذي قبله. - رسالة «بي بي» تعيد الروح لطالبات لم يقبلن في الجامعات