كغيرها من الدول، تنبهت اليمن اخيراً الى ضرورة الاهتمام بالبيئة، قبل ان تسوء الأمور كثيراً، فاتخذت الكثير من الاجراءات التي صبت في مجملها في اتجاه الاسرة لكونها النواة الأولى في المسؤولية الاجتماعية والتربوية. وأنتجت في هذا السياق برامج اعلامية توعوية عن البيئة، وأدخلت هذه في المناهج التربوية. وكان تركيز على المرأة لكونها من يضطلع بمهام التربية داخل المنزل، البيئة الأولى للفرد. وعليه شكلت النساء هدفاً للرسائل الاعلامية التي نفذتها مراكز التوعية البيئية. وتشرح فايزة احمد مشورة، مسؤولة التوعية النسوية في "مركز التوعية البيئية" في أمانة العاصمة: "قمنا بالكثير من الأنشطة التي تمثلت في التنسيق مع الجمعيات النسوية ومراكز محو الأمية وعقدنا محاضرات وندوات تعريفية عن البيئة وأهمية الحفاظ عليها واستخدمنا وسائل تعريفية حديثة كالتلفزيون والفيديو، كما أقمنا ورش عمل لمندوبات تلك الجمعيات ثم قمنا بتجربة تعتبر الأولى من نوعها على مستوى اليمن تمثلت في دفع المرأة الى الخروج من اطار نظافة البيت الى الشارع المقابل لمنزلها، اذ ان المرأة في بلادنا تعتبر البيئة هي نظافة داخل منزلها فقط". وقالت: "اخترنا منطقة صنعاء القديمة لتطبيق هذه التجربة وعقدنا ندوات بالتنسيق مع الجمعيات النسوية فيها، وبدأت حملة شاركت فيها معظم نساء المنطقة اللواتي خرجن للتنظيف كل واحدة امام منزلها، وتمكنا من ازالة الكثير من المخلفات التي كانت فعلاً تشكل خطراً بيئياً لا يستهان به". واضافت: "هذه خطوة أولى نسعى الى تعميمها على المناطق كافة"، موضحة: "قمنا بالتنسيق مع نساء متطوعات من داخل كل حارة للاشراف والمتابعة ورفع تقارير للمركز عن مستوى التقدم الذي احدثته ندوات التوعية". وتمضي مشورة قائلة: "قسمنا العاصمة الى مناطق بحسب عدد المدارس الموجودة فيها، وشكلنا في كل مدرسة مجموعة سميناها "جماعات اصدقاء البيئة"، ثم اخترنا منها اعضاء لنقوم بتأهيلهم في المركز ليقوموا هم بتأهيل زملائهم في المدارس وتعريفهم بأهمية الحفاظ على البيئة". وتقول المدرّسة وفاء المتوكل: "بدأت الجهات المختصة ادراك أهمية التربية البيئية وبدأت بترجمة هذا الادراك في شكل دروس مكثفة عن البيئة وفي شكل عمل ميداني لمراكز التوعية البيئية والقاء محاضرات على الطلاب عن البيئة، وتعتبر المدرسة بيئة خصبة لاثارة اهتمامات الطلاب وتحفيزهم للحفاظ على البيئة وإكسابهم مهارات وقيماً وسلوكيات وغرس الشعور بالمسؤولية لنصل الى تحقيق حماية البيئة". وتعلق الحكومة اليمنية آمالاً على المرأة في ما يخص الجانب البيئي، وتقول وداد عبدالعزيز من مجلس حماية البيئة: "الدور البيئي للمرأة يبدأ منها هي في نفسها ومنزلها وحياتها ومن خلالها يتعلم افراد عائلتها السلوكيات الصحية والبيئية الصحيحة".