افتُتح أمس الأربعاء "منتدى الأعمال الاسلامي" بدعوات الى تعزيز وتسهيل التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين الدول الاسلامية، وتوجيه المزيد من أموال المسلمين للاستثمار في بلدانهم بدلاً من الاستثمار في الدول الغربية. وقال الأمين العام ل"منظمة المؤتمر الاسلامي"، عبدالعزيز بلقزيز، في افتتاح المنتدى الذي يُعقد للمرة الاولى ويستمر يومين على هامش القمة الاسلامية، ان دول العالم الاسلامي تواجه "أخطاراً جسيمة" تُهدد حضارتها ودينها. ودعا الى "توخي أقصى درجات التضامن" والاعتماد المتبادل بين الدول الاسلامية لتعزيز العلاقات في ما بينها، خصوصاً في المجالات الاقتصادية، التي وصفها بأنها "حجر الزاوية في مساعي توحيد الأمة الاسلامية". وأضاف بلقزيز ان العالم الاسلامي "يزخر بالموارد البشرية والطبيعية" ويمثّل في الوقت نفسه سوقاً استهلاكية كبيرة تفتح الآفاق أمام تعزيز التعاون. وطالب بألا يقتصر التعاون الاسلامي على الجانب الرسمي بين الحكومات، بل ان يمتد ليشمل رجال الأعمال من القطاع الخاص. وأشار الى ان الوضع الحالي على الساحة العالمية يمثّل "أخطاراً عدة" لرأس المال الاسلامي المودع والمستثمر في العالم الغربي. ودعا الى إعادة النظر في سياسات الاستثمار في الدول الاسلامية وبحث الفرص المتنوعة للاستثمار فيها. كما حضّ بلقزيز الدول الأعضاء في "منظمة المؤتمر الاسلامي" على تسهيل نقل رؤوس الأموال من الغرب الى العالم الاسلامي. وردّد عدد من المسؤولين الماليزيين والمسلمين صدى هذه الدعوة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول الاسلامية. وحضّ نائب رئيس وزراء ماليزيا، عبدالله أحمد بدوي، العالم الاسلامي على عدم الانتظار حتى تسنح فرصة مثالية، مشيراً الى ان عدداً من أفقر دول العالم هي من الدول الاسلامية. وقال بدوي في إحدى الندوات ان ماليزيا تأمل ان يفتح "منتدى الأعمال الاسلامي" صفحة جديدة في التعاون بين الدول الاسلامية، وان تشكّل القمة، التي تستضيفها بلاده، "أساساً لما يتلوها من لقاءات اسلامية". وتسعى ماليزيا الى تنويع أنشطة "منظمة المؤتمر الاسلامي" خلال فترة رئاستها للمنظمة التي تستمر ثلاث سنوات، بهدف التركيز على التعاون الاقتصادي والعلمي والتكنولوجي وعدم قصر أعمال المنظمة على الجوانب السياسية. ويُعقد المنتدى في فندق ماريوت في بوتراغايا، العاصمة الادارية الجديدة لماليزيا، والتي تبعد نحو 35 كيلومتراً عن كوالالمبور. ويُنظّم المنتدى "المعهد الآسيوي للاستراتيجية والقيادة"، وهو مؤسسة ماليزية. ويشارك في اللقاء ما يزيد على 800 من رجال الأعمال من 39 دولة اسلامية، ويتضمن ندوات يشارك فيها عدد من رؤساء الدول الاسلامية ووزرائها. ومن المواضيع التي تتناولها جلسات المنتدى تعزيز النمو المتواصل، وإمكانات التكامل الاقتصادي بين الدول الاسلامية. وتشمل أعمال المنتدى ندوة خاصة للزعماء الاسلاميين كان من المنتظر أن تُعقد مساء أمس، وأن يتحدث فيها الرئيس السوداني، عمر حسن البشير، والرئيس الباكستاني، برويز مشرف. كما كان من المقرر ان يشارك في هذه الندوة الأمين العام للأمم المتحدة، كوفي أنان. إلا انه ألغى زيارته الى ماليزيا لانشغاله في المحادثات الجارية في مجلس الأمن حول العراق. وتبدأ القمة العاشرة ل"منظمة المؤتمر الاسلامي" اليوم الخميس وتختتم أعمالها غداً الجمعة.