صرح ديبلوماسي أميركي رفيع المستوى بان رفض اسرائيل الكف عن بناء مستوطنات في الضفة الغربية يهدد مستقبلها كدولة يهودية ديمقراطية. جاء هذا التحذير في كلمة ألقاها اول من امس وليام بيرنز مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الادنى في المنتدى الاقتصادي الاميركي العربي في ديترويت وهو المؤتمر الذي يبحث آفاق تعزيز النمو والتنمية وحركة التجارة بين الولاياتالمتحدة والعالم العربي. وقال بيرنز: "في الوقت الذي تتوسع فيه المستوطنات الاسرائيلية ويزيد عدد سكانها يصعب بشكل متزايد تصور كيفية فصل الشعبين الى دولتين". واضاف: "الحقيقة هي ان المستوطنات تواصل نموها اليوم بفعل سياسات حكومية معينة وبتكلفة هائلة تثقل كاهل الاقتصاد الاسرائيلي وتستمر هذه السياسة على رغم انه بات جليا ان منطق المستوطنات والواقع السكاني يمكن ان يهددا مستقبل اسرائيل كديمقراطية يهودية". وكان بيرنز يشير بذلك الى توقعات خبراء بان يصبح اليهود اقلية في المنطقة التي تشمل اسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة وذلك بحلول عام 2020 . وينظر المجتمع الدولي الى المستوطنات بوصفها غير مشروعة فيما تنفي اسرائيل ذلك. وتدعو "خريطة الطريق" للسلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين التي تؤيدها الولاياتالمتحدة الى تجميد الانشطة الاستيطانية. واعلن بيرنز ان السياسة الاستيطانية لاسرائيل تتناقض والهدف الذي يسعى اليه الرئيس الاميركي جورج بوش باقامة دولتين احداهما فلسطينية والاخرى اسرائيلية تعيشان جنبا الى جنب في سلام في نهاية المطاف. وقال بيرنز: "يتحتم وقف الانشطة الاستيطانية لانها تقوض في نهاية المطاف اسرائيل والمصالح الفلسطينية على حد سواء." وانتقد بيرنز في كلمته الجدار الفاصل الذي تسعى اسرائيل لاقامته عبر الضفة الغربية وقال: "ليس لمجرد وجوده كحائط فاصل بين اسرائيل والضفة الغربية ولكن لان مساره المقرر يمر داخل الضفة الغربية ويقف عازلا بين الفلسطينيين انفسهم". وزعم وزير الخارجية الاميركي كولن باول في كلمة القاها في المنتدي في وقت لاحق ان الولاياتالمتحدة حققت تقدما في اعادة اعمار العراق و"حشد العالم لمكافحة الارهاب" بينما دعا الفلسطينيين الى المساعدة في اعادة "خريطة الطريق" الى مسارها. واشار باول الى "التقدم المدهش" الذي تحقق في العراق منذ سقوط صدام حسين في نيسان ابريل ولكنه اقر في الوقت نفسه ان الامن "يبقى مشكلة" في الوقت الذي "يواصل فيه انصار صدام ومجرمون وارهابيون حصد الارواح". واكد: "لن ندع قاتلي الامل هؤلاء ينجحون". واقر بان "جهود السلام تعطلت بسبب استمرار الارهاب" وانتقد القيادة الفلسطينية. واوضح: "بمعزل عن الخطابة، الحقيقة الواضحة والصعبة هي انه اذا لم يقدم رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد التزاما حقيقيا باتباع خريطة الطريق وضرب الارهاب، فمن غير الواضح كيف سنتمكن من التقدم". ودعا باول اسرائيل ايضا الى اتخاذ اجراءات لتحسين حياة سكان الضفة الغربية وقطاع غزة "من خلال ازالة بعض الحواجز وتامين حرية انتقال السلع والافراد". واضاف: "سنواصل البحث مع اسرائيل في خطتها لبناء جدار امني في الضفة الغربية" للتأكد من انها "لن تستبق نتائج مفاوضات السلام". وقوطعت كلمة باول التي استمرت 35 دقيقة بالتصفيق مرتين فقط في مدينة تضم واحدة من اكبر الجاليات العربية والاسلامية خارج الشرق الاوسط كانت الاولى حين دعا لانهاء الاستيطان الاسرائيلي والثانية حين دعا اسرائيل لوقف بناء "مواقع غير مرخصة". وانتقد باول وبيرنز على السواء بناء الجدار الامني في الضفة الغربية الذي يصفه الفلسطينيون بانه "سور برلين اخر" وتقول اسرائيل انه يمنع الهجمات الانتحارية التي تستهدفها.