قدم فريقا الاتحاد والهلال مباراة من مستوى رفيع عكست صورة المنافسات المحتدمة في دوري كأس خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم، وأعادت ذكرى العروض البارزة للفرق المحلية في المواسم السابقة، وهي انتهت بالتعادل 1-1. نجح فريقا الاتحاد والهلال في جعل ختام مرحلة الذهاب من دوري كأس خادم الحرمين الشريفين مسكاً، وصولاً الى فرض واقع تمني المتفرجين الذين تابعوا المباراة ميدانياً على استاد الأمير عبدالله الفيصل في جدة او المشاهدين خلف الشاشات الصغيرة ان تستمر فترة اطول. وعلى رغم ان الاتحاد كان الفريق الافضل في معظم فترات المباراة، الا ان مدرب الهلال الروماني ايلي بالاتشي عرف كيف يستثمر قدرات لاعبيه، خصوصاً في الشوط الاول حين حرم افضل لاعبي الاتحاد محمد نور من التحرك بحرية عبر خطة المراقبة اللصيقة له من جانب لاعبين كثيرين، في حين ادى تراجع اللياقة البدنية للاعبي الهلال وفي مقدمهم الظهير الايمن احمد الدوخي الى معاناتهم في الشوط الثاني. وبدأ الاتحاد مهاجماً، والغى الحكم المساعد مهنا الشبيكي هدفاً لمهاجمه حمزة ادريس بسبب لمسة يد. وفرض اصحاب الارض سيطرتهم المطلقة على منطقة خط الوسط، بفعل الارتداد الخلفي للاعبي خط وسط الهلال. وبخلاف مجريات المباراة ،استغل مهاجم الهلال سامي الجابر خطأ ارتكبه مدافع الاتحاد باسم اليامي وانتزع الكرة منه وافتتح التسجيل في الدقيقة 18، ما رفع معنويات الهلاليين الذين خرجوا من مناطقهم الخلفية في وقت طغت العشوائية على اداء لاعبي الاتحاد. وبرز من الهلال في هذا الشوط الظهير الايسر عبدالعزيز الخثران والمدافع عبدالله الشريدة، في حين تألق لاعب خط وسط الاتحاد مناف ابو شقير في شكل لافت. وفي الشوط الثاني، فرض المنطق نفسه حين ادرك محمد نور التعادل للاتحاد بعدما تصدى برأسه لكرة مرفوعة من زميله البرازيلي ماريليو وسط غفلة من مدافعي الهلال 67. وتألق مدافعو الهلال ومن خلفهم الحارس محمد الدعيع، ما منع لاعبي الاتحاد من استثمار الضغط الكبير على مرمى فريقهم، والذي حتم معايشة انصار "الازرق" لحظات مميتة طوال دقائق الشوط الثاني. وسعى مدرب الهلال بالاتشي مرات عدة الى تغيير الموازين لمصلحة فريقه، واشرك فيصل الصالح بدلاً من الثنيان وصوماليا بدلاً من خالد عزيز بلا جدوى، في حين اصاب خيار اشراكه احمد خليل في تعزيز صلابة خط الدفاع. وبدوره، حاول مدرب الاتحاد البرازيلي خوسيه اوسكار استغلال تراجع لاعبي الهلال، فاشرك المهاجمين الحسن اليامي ومرزوق العتيبي من دون ان يحدثا تغييرات ميدانية كبيرة. وهكذا تصدر الاتحاد لائحة البطولة برصيد 26 نقطة، في حين استقر الهلال في المركز الثالث برصيد 25 نقطة. الجابر ووصف الجابر نتيجة المباراة بالعادلة "قدم الفريقان اداء مرتفعاً طوال دقائق المباراة، واهدرا فرصاً بالجملة للتسجيل"، والمح الى ان تواجده بمفرده في خط الهجوم منحه امتيازاً خاصاً له "لكنه امر صعب ومرهق كوني افتقدت المساندة المثالية من بقية زملائي". وأشار الى اهمية المباريات التالية، وتمنى تقديم عروض افضل فيها عنها في المباراة امام الاتحاد". البلوي من جهته، انتقد منصور البلوي المشرف العام على الفريق الكروي في الاتحاد المدرب اوسكار "لقد وضع مصلحة مواطنه ماريليو على حساب الاتحاد عندما فرضه في التشكيلة الاساسية، على رغم مستواه السيئ طوال الدقائق التي لعبها". وطاولت انتقاداته حكم المباراة يوسف العقيلي "اتعجب الغاءه الهدف الذي سجله حمزة ادريس لأنه صحيح 100 في المئة!". وعن مستوى فريقه، اعتبر البلوي ان ابناء "العميد" قدموا عرضاً جيداً "منع ترجمته الى نتيجة جيدة مشاركة البرازيلي ماريليو من جهة، ومن جهة اخرى صافرة العقيلي التي سلبت حق الفوز المشروع للاتحاد، واعد جمهور الاتحاد بتصويب مسيرة الفريق في المباريات التالية". اوسكار طالب مدرب الاتحاد اوسكار جمهور فريقه بالتحلي بالصبر تجاه ماريليو "الذي لا يزال يملك الكثير، ولكنه لم يتأقلم حتى الآن مع المجموعة واجواء الفريق. ولا ننسى انه سجل 14 هدفاً في بطولة البرازيل الموسم الماضي، وارفض تدخل الجمهور في عملي، اذ انني اتحمل وحدي مسؤولية اختيار التشكيلة". وتطرق اوسكار الى اللاعب ليندوماردي، واعلن انه لاعب جيد بدليل تقديمه مستوى جيداً مع الاتحاد في الموسم الماضي "ولكنه عائد من اصابة حالياً، ولولا حاجة الفريق الى خدماته لما اشركته". وأشار اوسكار الى ان نتيجة المباراة عكست هدف تصدر الاتحاد الدوري في نهاية الذهاب، وأوضح ان هدف الهلال نتج من خطأ دفاعي غير مقصود تسبب به المدافع باسم اليامي بعد انزلاقه نتيجة ارضية الملعب المبللة بالماء، والاهم اننا ادركنا التعادل واقتربنا من تحقيق الفوز لولا الحظ السيئ الذي لازم المهاجمين". وأوضح "التعادل جيد، ولا بد من ان يعرف الجميع اننا واجهنا الهلال الذي يعتبر احد ابرز الفرق السعودية واقواها". وعن خلافه مع المهاجم سيرجيو، قال: "ويريد ان يشارك اساسياً، على رغم عدم اكتمال جاهزيته. لا بد من ان يدرك انه ليس لديه عقد مع الفريق ينص على مشاركته اساسياً، فهو على غرار بقية اللاعبين سيجد نفسه اساسياً في حال استعادته قدراته كاملة. ويبقى هدفي مصلحة الاتحاد بالدرجة الاولى. لم احضر للاشراف على الاتحاد الا من اجل تحقيق النتائج الايجابية وقيادته نحو منصات التتويج، وليس ابعاد اللاعبين من دون سبب".