لا يزال الغموض يكتنف عملية احتجاز الشيخ محمد علي المؤيد، عضو مجلس الشورى في حزب التجمع اليمني للاصلاح، منذ يوم الجمعة الماضي، اثناء قيامه برحلة داخلية في المانيا التي يزورها لغرض العلاج ومعه مرافقه محمد يحيى زايد. وقالت مصادر ل"الحياة" ان الحكومة اليمنية أبدت انزعاجها فور علمها بأن السلطات الألمانية احتجزت المؤيد، بناء على طلب اميركي، للاشتباه بعلاقته بعناصر ارهابية تنتمي الى تنظيم "القاعدة". وأوضحت المصادر ان صنعاء انزعجت خصوصاًً لأن الجانب الاميركي تصرف منفرداً في قضية المؤيد ولم تخطرها سلفاً كما يقضي اتفاق التعاون الأمني بين البلدين وما يفترضه من تنسيق للتحقق من الأشخاص المشتبه بهم. وهو ما عزز اصرار الحكومة اليمنية على تسلم المؤيد وزايد من المانيا للتحقيق معهما في صنعاء واحالتهما على القضاء اليمني إذا ثبت تورطهما في أي عمل ارهابي. وأكد مصدر في "تجمع الاصلاح" ل"الحياة" ان المؤيد "فوق كل الشبهات وله مواقف صريحة ومعروفة ضد التطرف والعنف والغلو الديني". وقال انه كان يصف عناصر "القاعدة" بأنهم "مجموعة من المخربين، يجهلون قيم الدين الاسلامي وتعاليمه وتسامحه". وكرر ان حزب "الاصلاح" لا يزال يعتقد بأن المؤيد وقع ضحية خطأ، ولذلك يتوقع ان تتضح ملابسات احتجازه في المانيا بدءاً من اليوم، باعتبار ان عطلة نهاية الاسبوع تسببت في عرقلة تحرك المحامين الألمان ومتابعة السفارة اليمنية في برلين لهذه القضية. وعبر المصدر عن ارتياح "الاصلاح" الى الطريقة التي تعاملت الحكومة اليمنية بها مع قضية احتجاز المؤيد ومرافقه انطلاقاً من مسؤولياتها في الدفاع عن حقوق مواطنيها. وقال: "نعتقد بأن الحكومة اكثر دراية بسلامة الموقف القانوني للمؤيد وجميع المواطنين اليمنيين ومن واجبها الدفاع عن الأبرياء ومحاسبة المذنبين وعدم السماح لأي جهة اجنبية بأن تتولى الأمر". وأشار الى ان فرضية وجود "وشاية" من أي نوع اعتمد عليها الاميركيون في استهداف الشيخ، اعتماداً على اعترافات معتقلين منتمين الى تنظيم "القاعدة" أمر وارد، خصوصاً ان مواقف المؤيد كانت واضحة وعلنية ضد نشاطات "القاعدة" قبل أحداث 11 ايلول سبتمبر 2001 "لأنه شخص يدعو إلى الخير والعدل والامتثال لتعاليم ديننا الاسلامي من دون غلو أو تطرف أو عنف، وكان يكثر من أعمال الخير والبر ويدعو للتكافل الاجتماعي ومحاربة الفقر وكثيراً ما كان يصف الفقر بأنه الارهاب الذي يجب ان نحاربه جميعاً". ولم يستبعد المصدر ان تكون جهات استخبارية اميركية استدرجت المعتقلين الى المانيا وتعمدها عدم اخطار الحكومة اليمنية بنياتها، لكنه رجح "وجود خطأ في القضية وستنكشف الحقيقة قريباً جداً". ونفى المصدر معلومات متداولة في صنعاء بأن "تجمع الاصلاح" حذر اعضاءه من السفر الى الخارج، أو طلب منهم ضرورة ابلاغ قيادة "التجمع" بنيتهم السفر الى خارج اليمن لأي سبب.