سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جيش الاحتلال القى بهما معصوبي الاعين في منطقة شمال مستوطنة "نتساريم". المبعدان الى غزة كفاح وانتصار العجوري يؤكدان تصميمهما على العمل بكل السبل للعودة الى نابلس
اعلن كفاح العجوري وشقيقته انتصار اللذان أبعدتهما سلطات الاحتلال الاسرائيلي الى قطاع غزة امس تصميمهما على العمل من أجل العودة الى مسقط رأسيهما في مدينة نابلس. ورداً على سؤال ل"الحياة" أجاب الشقيقان بأنهما ينويان العمل بكل السبل والوسائل على العودة الى مخيم عسكر القديم حيث تقطن عائلتهما. وقالت انتصار ل"الحياة" في أعقاب مؤتمر صحافي عقده لهما مدير المركز الفلسطيني لحقوق الانسان راجي الصوراني في مقر المركز بمدينة غزة: "لا شيء لي في غزة... لن أفعل هنا شيئاً. غزة جزء من وطني، لكن لن أفعل هنا شيئاً، بل سأعمل على أن أعود الى نابلس". وكانت قوات الاحتلال الاسرائيلي ألقت عصر أمس بالشقيقين كفاح وانتصار في منطقة خطرة جداً وسط كروم العنب في حي الشيخ عجلين جنوب مدينة غزة، على بعد عشرات الامتار من الموقع الذي ارتكبت فيه مجزرة قبل نحو اسبوعين راح ضحيتها أم وولداها وقريب لهم. وبعد ساعات طويلة وبعدما خيل للصحافيين وممثلي وسائل الاعلام المحليين والعرب والاجانب انه بات من شبه المستحيل توثيق وتصوير اللحظات التي سيخلي فيها جنود الاحتلال سبيل الشقيقين في نقطة ما في قطاع غزة، اتضح ان جنود الاحتلال أخلوا سبيل الشقيقين في منطقة تقع الى الشمال من مستوطنة "نتساريم اليهودية" يستحيل الوصول اليها الا مشياً على الأقدام وتقع تحت فوهات مدافع ورشاشات الجنود وأبراج الحراسة والمراقبة. وقالت انتصار انها وشقيقها ترجلا من دبابة اسرائيلية حملتهما الى منطقة لا يعرفانها وهما معصوبا الأعين، وبعدما نزلا لم يجدا في المنطقة التي يخشى الفلسطينيون الوصول اليها اي شخص، مشيرة الى انهما بعدما تقدما سيراً على الأقدام شاهدا مزارعاً وزوجته يقومان بأعمال الفلاحة وسط كروم العنب التي تغطي مساحات واسعة من المنطقة الشهيرة بكرومها. وقال المزارع الذي تمكنت "الحياة" من الوصول الى منزله في وسط كروم العنب عبر طرق ترابية وعرة، انه فوجئ اثناء وجوده وزوجته في المزرعة بشاب وفتاة ينزلان من دبابة اسرائيلية. ولم يعرف المزارع محمد صيام أبو رزق هوية الشابين الا عندما وصلا اليه وأخبراه بالحكاية. وعلى رغم ان المزارع صيام لم يكن يتوقع أن يصل الشابان الى القطاع من هذه المنطقة، إلا أنه قال ان حركة غير عادية لدبابات الاحتلال بدت منذ ساعات صباح أمس، من دون أن يعرف هدفها ومغزاها إلا بعد وصول المبعدين. وكانت سلطات الاحتلال اعتقلت انتصار في الرابع من حزيران يونيو الماضي، في حين اعتقلت شقيقها كفاح في التاسع عشر من تموز يوليو الماضي قبل أسابيع من تنفيذ شقيقهما علي عملية فدائية. وتتهم سلطات الاحتلال انتصار بأنها "خاطت الحزام الناسف"، فيما تتهم كفاح "بتأمين مخبأ ومأوى وتنفيذ مهمات استطلاعية أثناء تنفيذ عمليات ارهابية" على حد زعمها. ونفى الشقيقان في المؤتمر الصحافي نفياً قاطعاً هذه التهم، وتعهدا بالتوجه الى اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمات حقوق الانسان المحلية والدولية و"سلوك كل الطرق والسبل التي تعيدنا الى نابلس". ووصف الصوراني ابعاد الشقيقين الى قطاع غزة بأنه "جريمة حرب"، وقال ان "اسرائيل لم تكن تجرؤ على ارتكاب هذه الجريمة من دون غطاء سياسي من الولاياتالمتحدة، ولولا مؤامرة الصمت التي مارستها أوروبا الرسمية"، مشدداً على "اننا سنناضل من اجل عودة انتصار وكفاح". ولفت جمال زقوت عضو المكتب السياسي لحزب "فدا" الذي شارك في المؤتمر الصحافي ان السلطة والقوى والفصائل جميعاً ترفض عملية الابعاد وتصفها بأنها جريمة حرب، مشيراً الى أن السلطة اكدت انها لن تسهل هذه العملية. وقالت انتصار وكفاح انهما كانا ينويان الاقامة في الجانب الفلسطيني من حاجز "ايرز" شمال القطاع الذي كان متوقعاً أن يدخلا منه الى القطاع قبل ان تنقلهما قوات الاحتلال الى مستوطنة "نتساريم" ومن هناك الى مدينة غزة. ورفض الشقيقان الاجابة عن سؤال عما إذا كانت قوات الاحتلال أعطت كل واحد منهما مبلغ الف شيكل نحو 210 دولارات وزجاجة مياه. واكتفت انتصار بالصمت وابداء علامات التعجب على وجهها لدى سماعها السؤال من قبل أحد الصحافيين الذين يعملون لصالح صحيفة "واشنطن بوست" الاميركية. وكانت الاذاعة العبرية ذكرت ان سلطات الاحتلال اعطت لكل من المبعدين المبلغ المذكور.