تشتهر الباحة إضافة الى الطبيعة والجو البارد صيفاً، بانتاج العسل الذي يعتبر الأجود في المملكة وبقية دول الخليج. وساهمت المديرية العامة للزراعة في منطقة الباحة في انشاء مناحل ارشادية في محافظتي بلجرشي والمندق التابعتين لمنطقة الباحة ادارياً، كما أنشأت المديرية محطة خاصة في محافظة العقيق لتربية ملكات النحل وتعريف النحالين على اساليب تربية النحل وانتاج العسل والاستمرار في تطوير تربية النحل داخل الخلايا الحديثة اضافة الى تعليم هم الاساليب الحديثة لتربية النحل وانتاج العسل. وانتاج العسل في الباحة تحكمه فترات الازهار والاشجار وبالتالي لا يرتبط بمكان محدد على سلسلة جبال السروات وتهامة وتعتبر تربية النحل احد فروع الاستغلال الزراعي المهم ومصدر دخل كبير للنحالين في المنطقة. وأشار تقرير بثته "وكالة الانباء السعودية" الى ان لتربية النحل فوائد كثيرة. فالعسل غذاء مفيد للانسان من جهة، ويستعمل في الطب فهو شفاء للكثير من الامراض كما يزيد النحل في انتاج المحاصيل الزراعية واشجار الفاكهة بنسبة 30 في المئة لأنه عامل مهم في تلقيح الازهار. ويستعمل شمع العسل في الانارة وفي الطلاء وتصنع منه الاوراق واقلام الكتابة على الزجاج ويستعمل الشمع كذلك في صناعة الاساس الشمعي وانتاج طرود العسل للذين يرغبون في انشاء مناحل جديدة ويمكن انتاج ثلاث طوائف من الطائفة الواحدة اذا لم تستعمل لانتاج العسل. إضافة الى ذلك يرى النحالون ان تربية النحل تغرس في نفس الانسان روح التعاون والتفاني في خدمة المجتمع والمثابرة في العمل والادخار لوقت الحاجة. وفى هذا الاطار تحدث النحال عبدالله مسفر ل"وكالة الانباء السعودية" عن النحل في منطقة الباحة فقال ينقسم النحل في منطقة الباحة الى نوعين النحل البلدي والنحل المستورد من استراليا ومصر، مشيراً الى ان البلدي افضل منهما ويشترى من نحالين او يأخذ من الاشجار او الكهوف في جبال المنطقة. وأنواع العسل في المنطقة هي: "عسل السدر" وهو افضل انواع العسل ويكون لونه اصفر مائلاً الى الاحمرار ويؤخذ من شجر السدر وتكوّن ثمرته مرة واحدة في السنة وهناك "عسل السمرة" ولونه يميل الى الاحمرار بشكل كبير وثمرته شجرة السمرة و"عسل الطلحة" ولونه احمر ويستخرج من شجر الطلح وهو شجر الشوكي و"عسل الضهيان" ولونه ابيض و"عسل الندغة والهرموجه" وهو عسل ابيض، لافتاً الى ان كلاً من عسل الضهيان والندغه والهرموجه يتجمد في ايام البرد وأضاف هناك "عسل الاكرير والعرفجه" ويسمى عند غالبية الناس بالعسل الصيفي. وهناك انواع من العسل في منطقة الباحة منها "السحياه" و"الضرمه" و"الطباقه" و"الشرمه" و"الشعه" وهذا ما يطلق عليه اسم العسل الصيفي وهو نادر الوجود في الوقت الحالي، كما توجد انواع اخرى من العسل مثل عسل المجرة والراك والمذخة وهي قليلة جداً لقلة اشجارها. وقال النحال سعيد سعد الغامدي: "ان تربية النحل في الباحة تختلف عن المناطق الاخرى اذ ان النحالة الاصليين وهم بعض اهالي الباحة وأكثريتهم من قطاع تهامة يقومون بنقل النحل من مكان الى آخر لمتابعة الامطار والحصول على الثمار في اوقاتها، ففي وقت السدر من شهر جمادى الاولى الى شهر رمضان يسافر النحالة الى وادي الخيطان والاحسبة ووادي مليل والحجرة ونادان فى قطاع تهامة". اما قطاع السراه فيتجهون الى المجمعه بني كبير ووادي الصدر والخيه ووابل ومهد كحله ووادي اباد وكراء الحائط ووادي بيده ومعشوقه وشوقب وشمرخ اما عسل الطلح فيكون في فترة الصيف من شهر ذي الحجة الى شهر صفر ويكون في منطقة الحجاز من بنى مالك الى منطقة شراء. اما عملية تربية النحل وتكاثره فقال احد النحالين انه يتم في وقت الربيع، خصوصاً على شجرة العرفجة وشجرة المسره والطلحه احياناً. وطريقة تكاثره تتم بتوزيع النحل حيث يقوم النحال بالنظر الى العود المليان او الخلية وأخذ اقراص من الخلية المليانة ووضعها فى خلية فارغة وبعد 12 يوماً ينزع هذه الاقراص من العود الجديد وولا يترك الا ملكة واحدة في الخلية. وعن تغذية النحل تحدث النحال محمد سالم الزهراني حيث قال ان تغذية النحل بالعسل هي احسن الطرق لغذاء النحل، خصوصاً في فصل الشتاء ويستحسن ان يترك في الخلية عند القطع ما يكفيه من الاقراص وكذلك تتم التغذية للمحافظة على النحل بالسكر والماء حيث يذاب السكر في الماء ويكون بالقرب من الخلايا. وعن الاناث قال ان الدبور من اخطر الحشرات اذ يقتل النحل وكذلك النمل بجميع انواعه، خصوصاً الصغير الذي يتسلق الاعمدة الموضوع عليها وللمحافظة على النحل ينقل الى مناطق خالية من الدبابير وتحصن الخلايا من التشققات وإغلاق الفتحات. وعن انواع اعواد الخلية تحدث النحال سعد العويدي وقال: "يوجد خلايا وطنية معمولة على اليد من الاشجار النابتة في المنطقة مثل شجر العرعر والزيتون والاثل والابراء والضرو والبان وأفضل انواعها للنحل البلدي شجر الابراء. وكان سعر العود الواحد في السابق يصل الى الف ريال من دون نحل وانخفض سعرها في الوقت الحاضر الى 400 ريال. وتصنع الآن خلايا بألواح خشب في شكل دائري او مربعات وأصحاب المناحل البلدية لا يرغبون بالصناديق المربعة لصعوبة رفعها ولعدم رغبتهم في الشمع الصناعي الذي يستخدم فيها.