يرى السعوديون أن هجمات 11 أيلول سبتمبر 2001 سببت لهم ثلاث صدمات: الأولى بالهجمات ذاتها التي تابعوها على شاشات التلفزيون فيما الطائرات الثلاث تضرب برجي مركز التجارة العالمي ومبنى البنتاغون. الصدمة الثانية أن 15 شخصاً من أصل 19 نفذوا الهجمات هم سعوديون، الأمر الذي لم يصدقوه في البداية وعزوه إلى تشابه اسماء بعض المهاجمين مع أسماء سعوديين أحياء ما زالوا في المملكة. الصدمة الثالثة التي عاناها السعوديون من هجمات 11 أيلول وتداعياتها في أفغانستان والعالم، كانت تلك الهجمة المناهضة للسعودية وللإسلام التي برزت في الإعلام الأميركي وواكبت حملة ملاحقات للسعوديين في الولاياتالمتحدة. ازاء الصدمات الثلاث، شعر السعوديون بالقلق من استهداف المملكة بتلك الحملة الباحثة عن الانتقام في أفغانستان وغيرها من دول العالم، في حين أن المملكة مستهدفة من تنظيم "القاعدة"، وكانت تعرضت للإرهاب من أتباع أسامة بن لادن وتنظيمه "القاعدة" حين دمر مبنى بعثة تدريب عسكرية أميركية في الرياض عام 1994، وحين كشِفت خلية للتنظيم من سبعة أشخاص في السعودية في آذار مارس الماضي، حاول بعض أفرادها اطلاق صاروخ على قاعدة الأمير سلطان الجوية حيث توجد قوات أميركية عاملة في إطار مراقبة منطقة الحظر الجوي في جنوبالعراق. وعلى رغم أن ما تعرضت له الولاياتالمتحدة في 11 أيلول 2001، أثار في البداية تعاطفاً سعودياً مع أميركا، ما لبثت أن تنامت لدى الرأي العام السعودي، كالرأي العام العربي عموماً، مشاعر عداء للولايات المتحدة وسياستها التي اعتبرها معادية للعرب والمسلمين، والسبب: 1- الهجمة الإعلامية المناهضة للسعودية وللإسلام في شكل خاص، واتهام الفكر السلفي بأنه متطرف ومتشدد، يقف وراء الاتهامات التي عمل الإعلام الأميركي لتوزيعها على السعوديين، وآخرها ما أثير عن قضية تعويضات باسم ضحايا الهجمات ضد شركات ومؤسسات وشخصيات سعودية. 2- حملة الملاحقات الأمنية للسعوديين في الولاياتالمتحدة والاعتقالات التي طاولت من دون وجه حق، عشرات منهم هناك، وتصرف السلطات معهم كأنهم مشبوهون والتدقيق في دخولهم للولايات المتحدة. 3- التأييد الأميركي القوي لإسرائيل وسياسة رئيس حكومتها ارييل شارون في قمع الفسلطينيين، والممارسات الوحشية ضدهم. والسبب الثالث أجج مشاعر الغضب ضد الولاياتالمتحدة، وجعل المواطنين السعوديين يعملون، وبمبادرات فردية، لمقاطعة المنتجات الأميركية، ما أدى إلى تراجع حجم التبادل التجاري بين البلدين في الشهور الستة الأولى من 2002 نحو 35 في المئة. وفي الذكرى الأولى لهجمات 11 أيلول، دان القادة السعوديون ما حدث، وأجمعت الصحف السعودية على أن من نفذوا الهجمات على نيويورك وواشنطن جلبوا الأذى للعرب والمسلمين، وكتبت صحيفة "الوطن": "اوقعونا في سلسة مآزق وشتتوا قضايانا ودمروا تطلعاتنا وشوهوا صورتنا وخربوا علاقاتنا مع العالم، وأعطوا لأعدائنا المبرر لشن الحرب علينا".