منح صندوق أبوظبي للتنمية دعماً للمغرب بقيمة 300 مليون دولار للمساهمة في تمويل مشروع بناء مرفأ تجاري دولي في شرق مدينة طنجة على البحر الابيض المتوسط في مضيق جبل طارق تقدر كلفته بنحو بليون دولار وينتظر ان يدخل الخدمة سنة 2007. وقع اتفاق التمويل الذي رعاه الملك محمد السادس في القصر الملكي في الرباط أول من أمس وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية حمدان بن زايد آل نهيان ووزير المال والاقتصاد المغربي فتح الله ولعلو وحضر المراسيم مستشار الملك المكلف بالمشروع المهندس مزيان بلفقيه. وقالت مصادر مغربية ان رئيس دولة الامارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حرص شخصياً على المساهمة في بناء ميناء طنجة المتوسطي الذي يتوقع ان يكون احد اكبر موانئ البحر الابيض المتوسط. ويشار الى ان صندوق ابوظبي سيمول أيضاً انشاء منطقة تجارية حرة في جوار الميناء كلفتها نحو 36 مليون دولار. وحسب المصادر سيكون صندوق ابوظبي مساهماً رئيسياً في مشروع الميناء، الذي يشمل مرافق صناعية وسياحية، الى جانب صندوق الحسن الثاني للتنمية الدي سيمنح 200 مليون دولار للمشروع، على ان تمول الحكومة من الموازنة العامة الجزء المتبقي من كلفة المشروع 500 مليون دولار ويشمل التجهيزات الارضية ومرافق الشحن والاتصالات والسكك الحديد والطرق السريعة. وينتظر ان يعلن عن الشركات الفائزة في مناقصة المشروع مطلع السنة المقبلة، على ان تبدأ الاشغال في الميناء في آذار مارس المقبل. وقالت مصادر رسمية ان المغرب يعول على ميناء طنجة المتوسطي للافادة من اتفاق الشراكة مع الاتحاد الاوروبي والمنطقة التجارية الحرة مع الولاياتالمتحدة الاميركية قبل سنة 2010، مشيرة الى ان الميناء سيكون بمثابة قاعدة لانطلاق السلع العربية الى اسواق الاتحاد الاوروبي. وينتظر ان تتولى هيئة خاصة بالاستثمار ادارة تنفيد المشروع وعقد الصفقات بالتعاون مع شركات اماراتية، ستفتتح مكاتب في المغرب، والاستفادة من خبرة ادارة منطقة جبل علي في الامارات في مجال اعادة تصدير السلع، اذ سيتخصص ميناء طنجة في استيراد القمح والسلع الاستهلاكية المختلفة الى منطقة شمال افريقيا ثم سيعاد توزيعها محلياً الى انحاء المنطقة كافة. وحسب دراسة الجدوى الاقتصادية يمكن ان يحقق ميناء طنجة المتوسطي ارباحاً سنوية تراوح بين 120 و160 مليون دولار في السنة الثانية من تشغيله. ولم تحدد بعد الجهة التي ستتولى ادارة الميناء في الجزء البحري جلب الحاويات، لكن جهات متابعة للمشروع لم تستبعد اسنادها الى شركة "مايريكس" السويدية العاملة في موانئ المغرب واسبانيا ومضيق جبل طارق . وكانت اسبانيا اعربت عن قلقها من انشاء ميناء دولي على بعد اميال قليلة من مدينة سبتةالمحتلة على البحر الابيض المتوسط. ونسب لوزيرة الخارجية انا بلاسيو قولها ان مدريد تتخوف على مستقبل المدينة في حال انتقلت التجارة بين ضفتي غرب المتوسط الى ميناء طنجة الجديد. وتصدر سبتة نحو خمسة بلايين دولار من السلع الى شمال افريقيا. وكان موضوع الميناء الجديد، الذي قرر المغرب نقل موقعه من الاطلسي الى المتوسط، سبب الخلاف الاخير حول جزيرة ليلى التي تقع بين ميناء سبتةالمحتلة وميناء طنجة الاورومتوسطي. وينتظر ان تستضيف مدريد يوم 23 من الشهر الجاري جولة جديدة من المفاوضات المغربية - الاسبانية حول الخلافات بين البلدين ومنها مواضيع الهجرة السرية والصيد البحري وتجارة التهريب وجزيرة ليلى، مع استبعاد اثارة موضوع المدن المحتلة في شمال المغرب بسبب الرفض الاسباني.