أكدت مصادر سياسية مطلعة في الرباط ان اكثر من 14 وزيراً مغربياً في حكومة رئيس الوزراء عبد الرحمن اليوسفي سيخوضون الانتخابات البرلمانية المقررة في 27 من الشهر الجاري، إضافة الى وزراء سابقين، لكن قوائم الترشيحات التي اعلنت حتى الآن خلت من اسماء قياديين في بعض الاحزاب. وقالت المصادر ذاتها، ان كلاً من زعيم الحركة الوطنية الشعبية المحجوبي احرضان، والامين العام بالوكالة للاتحاد الدستوري محمد ابيض، ورئيس جبهة القوى الديموقراطية التهامي الخياري، وزعيم حزب العدالة والتنمية الدكتور عبدالكريم الخطيب، اضافة الى اليوسفي لن يترشحوا في الانتخابات. وعلى رغم ان القوائم النهائية للمرشحين عن حوالى 26 حزباً لن تظهر قبل صباح السبت موعد بدء الحملات الانتخابية، فإن بوادر تجاوزات ظهرت وتتمثل في بدء الحملات قبل موعدها عبر استخدام الاموال وتنظيم الولائم لاستقطاب الناخبين والجنوح نحو استخدام النفوذ، خصوصاً في الارياف والمراكز النائية. أما في المدن الكبرى مثل الرباط والدار البيضاء وفاس وطنجة ومراكش واغادير، فيُرجح ان تنعكس المظاهر المحتدمة للصراع السياسي على المنافسات بين المرشحين، لأن هذا الصراع يعتبر المؤشر الذي يعكس الرأي العام. ويبدو ان الاحزاب السياسية في المعارضة والموالاة على حد سواء، ستستخدم كل الوسائل للدعاية لمرشحيها، الى جانب اجهزة الاعلام الرسمية التي ستكون مفتوحة أمام كل المتنافسين وفق برنامج زمني اتفق عليه بالتراضي. وفي إطار الحملات المبكرة، انتقدت صحيفة "التجديد" القريبة من حزب "العدالة والتنمية" ذي التوجه الاسلامي، كاتباً مغربياً قالت انه ينتسب الى التيار "الفرنكو - علماني" وصف المغاربة بأنهم "شعب بليد وسفيه لا يستحق الديموقراطية". وعرضت مقابلة اجرتها المجلة الشهرية "نساء المغرب" مع الكاتب لطفي اقلعي صنف فيها التيارات الاسلامية الى صنفين "فئة اليفة صنعها وزير الداخلية السابق ادريس البصري، لديها صحافتها ونوابها ونوباتُها من الهذيان والجنون. وفئة ثانية هي الاصلب، تضم اصدقاء وصديقات الشيخ عبدالسلام ياسين المؤمنين حتى النخاع بالجمهورية الاسلامية". وذكرت "التجديد" ان الشعب المغربي "سيصوت لمصلحة اي مرشح متمسك بالمرجعية الاسلامية. والعلماني المتطرف حكم عليه بالسفاهة وانعدام الوعي السياسي". وقال قيادي في "العدالة والتنمية" في مهرجان خطابي في القنيطرة شمال الرباط "كلما زاد كذب الاعداء علينا، كلما ازداد تعاطف الناس معنا وقربنا اليهم". واعتبر القيادي ان الصراع القائم في المغرب هو بين "جبهة الفساد والتزوير وبين جبهة الاصالة والهوية". واعلن عبدالعزيز رباح ان الشباب المغربي "يئس من الشعارات الفضفاضة من دون مشاريع"، واستغرب سكرتيرالشباب في حزب "العدالة والتنمية" عبدالعالي حامي ارتفاع نسبة البطالة وسط الشباب وحملة الشهادات في عهد الحكومة الحالية الى 22 في المئة. لكن نائباً في الحزب نفسه كشف للمرة الاولى ان حزبه رفض التعاطي واباطرة المخدرات، وقال في مقابلة صحافية "رفضنا منذ اليوم الاول التعاطي مع اصحاب المخدرات الذين عرضوا علينا مساعدات في سياق توازنات نفسية مع ذواتهم وضمائرهم". وكان لافتاً أن "وكالة انباء المغرب العربي" الرسمية بثت تعليقا عن الاستشارة المقبلة جاء فيه أن "لا مكان بعد اليوم للفائزين المزيفين ولا مكان للخاسرين السيئين" في اشارة الى ممارسات سابقة يكاد يكون الاجماع قائماً على سلبياتها. واضافت : "حتى وان اخطأ الناخب اختياره... وحتى وان لم تفرز اصوات الناخبين غالبية واضحة، فانه من الضروري احترام ارادة الشعب المعبر عنها في صناديق الاقتراع".