لندن - "الحياة" نقلت صحيفة "الاوبزرفر" البريطانية عن مصادر اميركية وبريطانية رفيعة المستوى ان الرئيس الاميركي جورج بوش سيعلن خلال الاسابيع القليلة المقبلة عن نيته في اطاحة الرئيس العراقي صدام حسين بالقوة، ممهدا الطريق لحرب في منطقة الخليج هذا الشتاء. واضافت المصادر ان الحرب على العراق لا يمكن تفاديها، وان بوش سيتخذ قرارا نهائيا بشأن توقيتها خلال شهر آب اغسطس الحالي، على ان يلي ذلك جهد ديبلوماسي تقوده بريطانيا للحصول على تفويض من الاممالمتحدة سواء بموجب قرارات مجلس الامن الحالية او بموجب قرار جديد. لكن الصحيفة اشارت في الوقت نفسه الى بداية خلاف جدي بين واشنطنولندن حول حتمية الحرب، خصوصا بعد تصريحات مساعد وزير الخارجية الاميركي جون بولتون اول من امس التي اكد فيها ان هدف واشنطن النهائي هو اسقاط النظام العراقي سواء قبل بعودة المفتشين ام لم يقبل. وقد اثار هذا التصريح قلق لندن لا سيما ان شرعية اي هجوم على العراق تتوقف على اعلان ان هدفه هو تطبيق قرارات نزع السلاح التي اتخذت غداة حرب الخليج وليس اطاحة نظام بغداد. وسارعت وزارة الخارجية البريطانية الى التنصل من تصريحات بولتون، وقالت ان الوزير جاك سترو "اكد دائما ان هدف سياستنا ليس تغيير النظام". وتعالت اصوات في مجلس العموم البريطاني من كل التيارات تطالب رئيس الوزراء توني بلير بالكشف عن ملف المعلومات عن اسلحة العراق النووية والجرثومية والكيماوية الذي وعد بنشره منذ الربيع الماضي. وقال وزير الخارجية السابق توني لويد ان "الجمهور البريطاني يستحق ان يعامل باحترام. يجب ان نطلع على الادلة وان تكون هذه الادلة مقنعة". وكان الرئيس الاميركي قد اكد مجددا السبت عزمه على تغيير النظام في العراق واستخدام جميع الوسائل التي بحوزته لتحقيق ذلك. وردا على سؤال حول التغيير الحاصل في موقف بغداد التي دعت كبير مفتشي الاممالمتحدة هانس بليكس لزيارتها، قال بوش ان هذا لا يغير شيئا في سياسته تجاه العراق. واضاف "لقد سمعتم ما قلت. انا رجل صبور. سأستعمل جميع الوسائل التي نملكها. لم يتغير اي شيء".