جدد العراق دعوته الأممالمتحدة الى مراجعة شاملة لملف نزع الأسلحة للاتفاق على ما أنجز بين 1991 و1998 وتحديد نسبة ذلك الى "المهمات الكلية"، واستعراض ما تبنته اللجنة الخاصة السابقة "أونسكوم"، ومناقشة الأمور المعلقة والتفاهم على التدابير اللاحقة. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها وزير الخارجية ناجي صبري عشية سفره الى بكين، ونشرتها مجلة "ألف باء" في عددها الصادر أمس، وأوضح صبري ان الغرض من المراجعة المقترحة هو وضع أساس متين يمكن أن تبنى عليه مهمة الرقابة في المرحلة المقبلة، عندما يتفق العراقوالأممالمتحدة على التسوية الشاملة التي تضم من بين عناصرها الشفافية التي تضمن للأمم المتحدة التحقق من مزاعم الولاياتالمتحدة حول امتلاك العراق وتطويره أسلحة الدمار الشامل. وحمل المسؤول العراقي على هانز بليكس رئيس لجنة المراقبة والرصد والتحقق، ووصفه بأنه "شخص يمكن ابتزازه، إذ سبق أن عمل مديراً عاماً للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولم يكن سجله آنذاك خالياً من الخضوع للضغوط الأميركية في تعامل الوكالة مع العراق"، إلا أنه استدرك قائلاً: "ان الأسرة الدولية تأمل في أن ينأى بليكس بنفسه وبلجنته أنموفيك بعيداً عن التبعية المدمرة للسياسة الأميركية". وعقب الوزير العراقي على ملاحظة بليكس على احدى فقرات القرار 1284 الصادر عن مجلس الأمن والتي تمنعه من الحديث مع الجانب العراقي حول منهجية التعامل مع المسائل المعلقة، مؤكداً ان العراق لا يتعامل مع هذا القرار كونه "محاولة خبيثة من بريطانيا لإعادة كتابة القرار 687 بهدف التملص مما ورد في القرار الأخير من التزامات مقابلة على مجلس الأمن"، وأضاف: "ان هذا النهج اعتمدته الولاياتالمتحدةوبريطانيا منذ 1991 حيث تدفعان المجلس للتملص من التزاماته، عبر اصدار قرارات جديدة، وهذا ما فعلته الدولتان في موضوع الحصار، الذي لا يزال العراق يتعرض له، فقد تجاهل المجلس التزاماته برفع الحصار بعد اكمال انسحاب القوات العراقية من الكويت، وفرض شروطاً تعسفية جديدة لرفعه، بموجب القرار 687، لا صلة لها بالشرط الذي وضعه في الأصل"، وزاد: "ان قرارات مجلس الأمن ليست كلاماً منزلاً، وينبغي أن لا تكون كذلك عندما تتصل بالعراق، في الوقت الذي يحتقرها الآخرون ويدوسونها بأقدامهم". مشيراً الى موقف اسرائيل من قرارات المجلس. وقال صبري ان الولاياتالمتحدة تتدخل في كل كبيرة وصغيرة من شؤون الأممالمتحدة باتجاه فرض رؤيتها وسياستها الخارجية على هذه المنظمة، مشيراً الى قيامها من خلال ممثليها في لجنة العقوبات لجنة 661 بفرض تسعيرة جائرة للنفط العراقي المصدر في اطار برنامج النفط للغذاء تقوم على أساس غريب، هو أنه على مستوردي النفط العراقي أن يشتروا الكميات التي يتعاقدون عليها مع وزارة النفط العراقية من دون أن يعرفوا سعرها الذي لا يحدد إلا بعد التعاقد بأيام أو أسابيع في بعض الأحيان. وقد أدى ذلك الى عزوف الكثير من المستوردين عن شراء النفط العراقي مما أدى الى هبوط حاد في تمويل برنامج "النفط للغذاء" بسبب انخفاض الصادرات النفطية العراقية. وعن التهديدات الاميركية للعراق قال صبري: "ان سياسة الولاياتالمتحدة لم تشهد عزلة علنية منذ حرب فيتنام كالتي تشهدها الآن في ما تعلنه وتبشر به من حقد وكراهية ضد العرب والمسلمين، ومن نوايا شريرة ضد العراق ودول عربية أخرى، فالمعارضة لهذه النوايا تتصاعد ليس فقط في أوروبا والعالم، وانما داخل الولاياتالمتحدة، وفي داخل الحزب الجمهوري، ولدى أبرز رموزه والذين عملوا مع والد الرئيس الحالي وقبله، فهذه النوايا العدوانية تشكل تهديداً لكل ما اتفقت عليه البشرية من نواميس للعلاقات الدولية، ولتطور الحضارة الانسانية والفكر الانساني عموماً".