تلقى سهم مجموعة "فيفندي يونيفرسال" للانتاج الاعلامي ضربة كبيرة اخرى امس الاربعاء في بورصة باريس، في الوقت الذي كان مجلس ادارتها يستعد لتعيين رئيس جديد لها خلفاً لجان ماري ميسييه، سيحظى ربما بصلاحية تفكيك ثاني اكبر مجموعة اعلامية في العالم. باريس، لندن - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - أعلنت مجموعة "فيفندي يونيفرسال" امس انها عقدت محادثات استمرت طوال ليل الثلثاء - الاربعاء مع المصارف الدائنة لتأمين ضخ اموال جديدة في الشركة تركزت على مستقبلها، خصوصاً بعدما خفضت وكالات التصنيف مستوى سنداتها. ولم ينجح اقصاء جان ماري ميسييه في طمأنة المستثمرين الذين واصلوا بيع اسهم الشركة، وسط تزايد المخاوف في شأن ديونها ومستوى السيولة لديها والتقارير عن التلاعب في حساباتها. وكان سهمها انخفض بنسبة 40 في المئة الثلثاء. وقد أربكت المجموعة الاسواق في اليومين الماضيين بعدما تحدثت صحيفة "لوموند" الفرنسية عن محاولة تزوير حسابية قامت بها في 2001، في الوقت الذي تتزايد الفضائح المحاسبية في الولاياتالمتحدة منذ افلاس مجموعة "انرون" وتكشف فضيحة "وورلدكوم". ومع الحديث عن هذه المحاولة، واصل اليورو أمس ايضاً تراجعه في اسواق الصرف بسبب الشكوك المتزايدة لدى المستثمرين في شأن ممارسات الشركات الاوروبية، حسبما قال محللون. وتراجع اليورو الى 0.9763 دولار في الجلسة الصباحية في لندن. وذكرت "لوموند" ان "فيفندي يونيفرسال" سعت خلال الشتاء الماضي الى تضخيم حساباتها وزيادتها بواقع 5،1 بليون يورو لتظهر تحقيق ارباح في 2001، في اطار معالجة الحسابات المتعلقة ببيع اسهمها في الفضائية البريطانية "بي سكاي بي". وقد وافقت شركة "أرثر اندرسن" لتدقيق الحسابات على اجراء هذه العملية قبل ان ترفضها لجنة عمليات البورصة، بعد تبلغها بعدم مطابقتها للقواعد الحسابية السارية في فرنسا من قبل رئيس الدائرة القانونية في شركة تدقيق الحسابات الفرنسية "سالوسترو". ولم تظهر هذه العملية في حسابات عام 2001 لشركة "فيفندي". لكن رئيسها جان ماري ميسييه كان اعرب "عن احتجاجه الشديد لدى لجنة البورصة"، وطالب بفرض "عقوبات على شركة سالوسترو لتدقيق الحسابات". وبعد ايام، أُقيل المسؤول في "سالوسترو" بحسب صحيفة "لوموند"، قبل اعادته الى عمله بسبب الضغط الذي مارسته لجنة عمليات البورصة. ورداً على هذه المعلومات، التي تأتي في مناخ متوتر بعد استقالة جان ماري ميسييه أمس، والتدهور الكبير الذي لحق بسعر سهم "فيفندي" في البورصة، نشرت الشركة الفرنسية بياناً توضيحياً قالت فيه: "خلافا للمزاعم التي نشرتها لوموند، فإن فيفندي يونيفرسال طبقت بحزم قواعد المحاسبة في حساباتها عام 2001". واكدت "لوموند" ان رئيس "فيفندي"، قد يكون شخصيا على شفير الافلاس، بعدما اقترض 25 مليون دولار لشراء 500 الف سهم من اسهم الشركة. لكن ميسييه نفى امس في تصريح لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية ان يكون حصل على اي قرض من المجموعة. ومنذ ذلك الوقت، تدهورت اسعار اسهم الشركة، في حين لا تزال مواعيد استحقاقات التسديد سارية والوضع المالي لرئيسها "دقيق"، على حد قول الصحيفة. ونقلت عن مقربين من الملف قولهم عن ميسييه: "لقد انهار تقريباً". في هذه الاثناء، واصلت سوق الأسهم تراجعها أول من امس مع اعلان المستثمرين، خلال جلسة تداول كانت بمثابة الكابوس بالنسبة الى سعر اسهم "فيفندي"، عن لامبالاتهم حيال ما يجري لشدة ما اصابهم من توالي الفضائح الحسابية التي حامت حول كبريات الشركات. ونزل مؤشر "كاك" أمس أيضاً نحو 2.5 في المئة في الجلسة الصباحية. وفي بورصتي باريس ونيويورك، انهار سعر سهم "فيفندي" بنسبة 52،25 في المئة، ليتراجع الى أدنى مستوى له عند 80،17 يورو، وهو مستوى ادنى بكثير من سعر ال150 يورو الذي سجله في 10 آذار مارس 2000.