طوكيو - "الحياة" - كشفت مباراة أمس بين منتخبي اليابان وبلجيكا والتي انتهت بالتعادل 2-2 ضمن منافسات المجموعة الثامنة المشهد الاول للنهضة الكروية اليابانية التي أصابت هدف تكريس الركائز كلها لتحويل منتخب بلاد الشمس إلى قوة حقيقية في ميدان اللعبة. ولعلنا نتبين الركيزة الاولى في تبني اليابانيين ذهنية الاحتراف الكامل في هذه الرياضة من خلال تطبيق الاندية كلها نظام رعاية شامل للاعبين بدءاً من فرق الفئات العمرية. ونذكر في هذا السياق على سبيل المثال نادي غامبا أوساكا، الذي خصص موازنة مقدارها مليون دولار سنويًا منذ عام 1992، تاريخ إطلاق بطولة المحترفين، لرعاية نحو 150 ناشئًا تتراوح أعمارهم بين 4 و18 عامًا، وتأمين مستلزمات تطورهم عبر التعاقد مع ستة مدربين متفرغين. واعتبر جونيشي إيناموتو، أحد ركائز المنتخب حاليًا، إحدى ثمار التزام نادي غامبا الكلي بنظام الاحتراف، فقد رعى خطواته الاولى في سن ال12، وحوّله خلال أربعة أعوام الى النجم الاصغر سنًآ في الفريق الاول والبطولة عام 1997 بتشجيع من المدرب نوبويوكي اوينوياما، الذي لم يتردد في التوسط لدى والدي إيناموتو لاقناعهما بخياره الصائب في السير على طريق الاحتراف. وجنى إيناموتو في موسمه الاحترافي الاول مبلغ 80 ألف دولار، وانضم لاحقًا الى آرسنال الانكليزي في مقابل 5،4 ملايين دولار. وتظهر الركيزة الثانية في اكتساب محافظة شيزووكا، التي تقع على مسافة 115 ميلاً غرب العاصمة طوكيو، شهرة كونها مملكة اللعبة في اليابان، علمًا أن 11 لاعبًا في تشكيلة المنتخب الوطني الذي خاض منافسات كأس العالم عام 1998 في فرنسا تحدروا منها. وتحتضن المحافظة نشاطات فريقي شيميزو بالس وجوبيلو إيواتا الاكثر تألقًا في البطولة، علمًا أن 30 ألف لاعب من مختلف الاعمار يدافعون عن ألوان الفرق المنتشرة في مدينة شيميزو التي يبلغ عد سكانها 240 ألفًا فقط. واللافت أن هذه المحافظة تضم الاكاديمية الكروية الاهم في اليابان والتي كانت تأسست على يدي المدرب تيدجو هوتا في حقبة السبعينات. ومن أبرز لاعبي المنتخب الحاليين الذين احتضنتهم شينجي أونو، المحترف في فيينورد روتردام. وتظهر الركيزة الثالثة في احتضان بطولة الدرجة الاولى 16 فريقًا منذ عام 1999، بعدما اقتصر عددها على 10 فرق عام 1992، والدرجة الثانية 12 فريقًا. وترافق ذلك مع ارتفاع عد المتفرجين من 11065 في المباراة الواحدة عام 2000 الى 16548 العام الماضي، على رغم أن صفحة الاعتماد على النجوم العالميين البارزين طويت. وتتجسد الركيزة الرابعة في الاهتمام الاعلامي بالمنتخب، فيتابع اخباره نحو 100 صحافي بشكل دائم.