اشتهرت سويسرا دائمًا بدقة منتجاتها من الساعات، وجاء الحكم الدولي السويسري أورس ماير لينقل هذه الظاهرة الى عالم كرة القدم، وتحديدًا في مباراة كوريا الجنوبية أمام ألمانيا التي قادها في الدور نصف النهائي من منافسات كأس العالم. واعتبرت مهمة ماير صعبة في هذه المباراة بسبب الاتهامات التي كانت لاحقت ثلاثة حكام سبقوه الى إدارة مباريات المنتخب الكوري في البطولة، وشملت الارجنتيني أنخيل سانشيز، الذي طرد لاعبين من منتخب البرتغال، ثم الاكوادوري بايرون مورينو الذي طرد فرانشيسكو توتي وألغى هدفًا لايطاليا، وأخيرًا المصري جمال الغندور الذي ألغى هدفين لاسبانيا. ودخل ماير المباراة بوجه عابس وتقيد بتعليمات عدم الابتسام في وجه أي لاعب أو مدرب، وحرص على بذل جهد كبير للتواجد الدائم بالقرب من موقع الحدث تمهيدًا لاتخاذ القرارالصائب والسريع. ومر الشوط الاول هادئًا من دون أحداث في ظل أداء نظيف جدًا من الجانبين بلا أي عنف أو خطأ مقصود. واستفاد ماير من المستوى المرتفع لمساعديه اليقظين في ضبط حالات التسلل وخروج الكرة من الملعب والاشارة الى الاخطاء القريبة منهما. وفي الشوط الثاني، زادت مهمات ماير داخل الملعب، بعدما تبادل المنتخبان الهجمات السريعة، ولم يتردد في إنذار الالماني مايكل بالاك في الدقيقة 71 بعدما تعمد ارتكاب خطأ ضد الكوري لي تشون أمام منطقة الجزاء مباشرة. ولم يتنبه ماير الى أن الانذار هو الثاني لبالاك ويحرمه من خوض المباراة النهائية، وحسم واقعة سقوط الالماني نيوفيل المنفرد بالمرمى داخل منطقة جزاء كوريا باحتساب مخالفة ضده وإنذاره بداعي التمثيل لخداعه، وكشفت صور التلفزيون صحة قراره وأحقية نيوفيل في نيل الانذار. لقد أعاد ماير الثقة مجددًا الى الحكام في بطولة عصفت بها أخطاء أصحاب الصافرة والراية.