بدا جلياً افتقاد الحكم الاسترالي مارك شيلد الخبرة الطويلة الكافية بسبب سنه الصغيرة البالغة 36 عاماً، في المباراة التي قادها في كأس العالم والتي جمعت بين تونسوبلجيكا. وظهرت قلة خبرته في الدقيقة 17 تحديداً حين استعجل في اطلاق صفارته لاحتساب ركلة حرة مباشرة في مصلحة التونسي سليم بن عاشور اثر إعاقته خارج منطقة الجزاء، ولو تمهل شيلد جزءاً من الثانية وتابع الكرة التي سددها قيس الغضبان من مسافة 30 ياردة مباشرة في شباك بلجيكا لاحتسب الهدف التونسي الذي تزيد اهميته بالتأكيد من الركلة الحرة المباشرة من مسافة 30 ياردة، علماًَ ان القانون يمنح الحكم حق إعطاء الفرصة للفريق المستفيد من الاخطاء والتمهل لمدة لا تزيد على ثلاث ثوان ثم العودة مجدداً لاحتساب الخطأ. ولم يكن الفارق الزمني بين خطأ بن عاشور وتسديدة الغضبان أكثر من نصف ثانية، ما يشير الى حجم التسرع لدى شيلد، ولكن الحكم كان محظوظاً مئة في المئة ولم يتسبب قراره المتسرع في أي ظلم للفريق التونسي لأن رؤوف بوزيان، نجم المباراة الأول، سجل هدف التعادل لتونس من الركلة الحرة ذاتها. وعموماً كان شيلد جيداً في معظم فترات المباراة، على رغم تغاضيه عن إنذار البلجيكي غيرت فيرهاين الذي ارتكب ستة أخطاء في شوط واحد، علماً ان القانون ينص على إنذار اللاعب الذي يصر على ارتكاب الأخطاء "حتى ولو كانت عادية أو خفيفة". وبخلاف شيلد بالغ الاسكتلندي هيو دالاس في انذار اللاعبين في الشوط الأول من مباراة البرتغال وبولندا، وأشهر البطاقة الصفراء في وجه البرتغاليين نونو فريشاوت وجورج كوستا وروي جورج والبولنديين بيوتر سفيرشفسكي وياتشيك باك، على رغم هدوء اللقاء، وعندما حانت اللحظة المناسبة لإشهار البطاقة الحمراء تغاضى دالاس عن العقوبة كلياً. وكان البولندي توماس هايتو ارتكب مخالفة ضد جواو بنيتو وأسقطه ارضاً ثم تعّمد أن يطأه بقدمه لايذائه، واللافت أن دالاس كان قريباً من موقع المواجهة، لكنه لم ير الحادثة. وعندما ثار لاعبو البرتغال وحاولوا الاحتكاك بهايتو ابعدهم عنه واتجه إلى مساعده المصري وجيه أحمد الذي لم يلمح شيئاً أيضاً ومرت الحادثة بلا عقاب. واللافت أن الشوط الثاني مر هادئاً جداً بين الفريقين ومن دون عنف، ولم يعترض البولنديون على إلغاء هدف مبكر لهم في الشوط الثاني لأن مهاجمهم التحم مع الحارس البرتغالي داخل منطقة المرمى. وكان السويسري أوريس ماير الأكثر نجاحاً بين زملائه، وأدار مباراة كوريا الجنوبية والولايات المتحدة بحكمة وشجاعة، ولم يهتز بالهدف المباغت للأميركيين واحتسب ركلة جزاء صحيحة لكوريا نتجت من إعاقة ارتكبها الاميركي اغوس ضد كي هيون ميول، وأخفق ايول يونغ لي في تسجيلها وبقي ماير على حياده واستحق في النهاية تحية المنتخبين والجميع.