ولدوا وفي أفواههم ملاعق من الذهب الخالص، المرصّع بأثمن ما أبدعه الخالق من الجواهر الطبيعية. إنهم شباب وصبايا لا يختلفون عن اولئك الذين يمضون حياتهم في الحروب والفقر والبؤس، إلا بتلك اللحظة القدرية السحرية التي جعلتهم ابناء اغنى اغنياء العالم وأكثرهم شهرة وثراء. نسمع الكثير عما أسفرت عنه حياة البذخ والرخاء من مآس عانى منها عدد من ابناء الأغنياء والمشاهير الذين سلكوا طريق الفحش والمخدرات والاستهتار، ربما انتقاماً من نجاحات ذويهم التي لن يدركوها يوماً أو هروباً من واقع يسكنه شبح سطوة المال والسلطة، وهو شبح يستحيل العيش في ظله حياة طبيعية خالية من القلق والهواجس التي قد تصل بصاحبها في احيان كثيرة الى الجنون او الانتحار. غير ان عدداً آخر من ابناء الأغنياء والنجوم يفكر بطريقة مغايرة إذ يحرص على الإفادة من ثروات ذويه لتحقيق احلامه الخاصة. أثينا أوناسيس، باريس ونيكي هيلتون، لورن بوش، ايفانكا ترامب وغيرهم... لم يكتفوا بالتمتع بثروات ذويهم إنما قرروا الإمساك بزمام الأمور والعمل بكد وجهد خصوصاً ان بعضهم يملك مواهب فذة في مجالات عدة اضافة الى مقاييس جمالية تحسدهم عليها ملكات الجمال ونجوم هوليوود. قد يؤكد ذلك ما نلمسه في كل لحظة أن في العالم الكثير من الظلم ولكن الرئيس الأميركي الراحل جون كيندي الذي حظي بكل شيء، بالمال والجمال والذكاء والسلطة، ردد مرة عبارته الشهيرة: "ان الحياة نفسها غير عادلة". قد تنسحب هذه العبارة على النسبة الأكبر من الناس لكن قلة منهم تعيش بلا أدنى ريب حياة اقل ما يقال فيها انها حياة سهلة، علماً ان قلة من هذه القلة تقدّر ما منحها اياه الله ولا تكتفي بالنوم على ريش النعام والاسترخاء على بساط ألف ليلة وليلة السحري ليحقق لها الجنّ ما تطلب وتتمنى! فالأختان باريس ونيكي هيلتون 21 و18 عاماً على سبيل المثال، توظّفان ثروات والدهما صاحب سلسلة هلتون الشهيرة في الأعمال الخيرية، ويؤكد المقرّبون منهما انهما تكرسان وقتاً ومجهوداً كبيرين لتنظيم الحفلات الخاصة لجمع التبرعات وهذه الحفلات يقتصر مدعووها على المشاهير والأثرياء الذين يتوافدون من جميع انحاء العالم للمشاركة في فاعلياتها التي تقام بصورة منتظمة، وفي بعض الأحيان اكثر من مرتين في العام الواحد. اما ابناء الامبراطور الإعلامي الاسترالي روبرت مردوخ، لاكلان 31 عاماً وجايمس 28 عاماً وإليزابيث 32 عاماً فانخرطوا جدياً في اكبر امبراطورية اعلامية في العالم ويتولى كل منهم منصباً ادارياً مهماً في مؤسسات والدهم، ويروي عدد من الموظفين ان اولاد مردوخ يبدون تفانياً شديداً في عملهم وفي احيان كثيرة يعملون من دون انقطاع حتى ساعات متأخرة من الليل. وهذا الأمر ينطبق ايضاً على ولديّ رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو بيرلوسكوني إذ يدأب بيير سيلفيو وشقيقته مارينا على إدارة اكبر امبراطورية اعلامية ايطالية بمهارة قل نظيرها، لا بل ان الامبراطورية بدأت تحقق ارباحاً كبيرة منذ استلامهما زمام الأمور، خصوصاً انهما ضخّا فيها دماء شابة اسهمت في تحسين ادائها وتطويره. من جهتها، يبدو ان غابي كاران ورثت عن والدتها مصممة الأزياء الأميركية الشهيرة دونا كاران الثروة وأيضاً الموهبة الفنية في مجال تصميم الأزياء، وبدأت تصاميمها الجديدة تضاهي تصاميم والدتها فتنة وإبداعاً. اما بولي برانسون 18 عاماً ابنة ريتشارد برانسون صاحب شركتي فرجين للأسطوانات والطيران فجرّبت حظها مع تصميم الأزياء لكنها قرّرت اخيراً دراسة الطب. وغنيٌّ عن التعريف بالعارضة الشهيرة ايفانكا ترامب 20 عاماً ابنة ايفانا ودونالد ترامب اللذين تقدر ثروة كل منهما ببلايين الدولارات، فإيفانكا تلاقي شهرة واسعة على منصات عرض الأزياء وتتلقى يومياً عشرات العروض المغرية ومنها عروض قد تطلقها قريباً الى عاصمة السينما العالمية هوليوود. لورين بوش 17 عاماً ابنة شقيق الرئيس الأميركي جورج بوش باتت اشهر من نار على علم، ويحقق جمالها وموهبتها في مجال الأزياء اشواطاً عملاقة في عالم النجومية، كان آخرها عندما تصدرت صورتها غلاف المجلة البريطانية الشهيرة تاتلر. اما ابنتا الرئيس الأميركي التوأمتان جينا وباربرا 20 عاماً فلا تزالان في الجامعة وعلى رغم حادثة القاء القبض عليهما منذ فترة بتهمة احتساء الكحول وهما تحت السن القانونية، فإنهما اكدا لوالديهما انهما لن تكررا في حياتهما ما من شأنه تلطيخ سمعة العائلة وستنكبّان جدياً على دروسهما لتحقيق امنية والديهما. اخيراً، يبدو ان اثينا اوناسيس وريثة الثري اليوناني الشهير قررت البدء باكراً في تحقيق ذاتها وعلى رغم عمرها الطريّ بلغت السابعة عشرة في كانون الثاني/ يناير الفائت حازت اخيراً عدداً من الجوائز في سباقات الفروسية.