عشنا خلال الحلقات ال16 الماضية مع ذكريات نهائيات كأس العالم منذ دورتها الأولى التي أنطلقت عام 1930 في أوروغواي إلى الأخيرة التي اقيمت عام 1998 في فرنسا... وتعرفنا على لحظات حلوة وأخرى مرة عاشتها المنتخبات التي شاركت في نهائيات هذا المحفل العالمي عبر تاريخه الطويل. واليوم نبدأ رحلة الغوص في أعماق المنتخبات ال32 المتأهلة لمونديال 2002 الذي سنعيش أحداثه المثيرة بدءاً من 31 أيار مايو إلى 30 حزيران يونيو المقبلين في كوريا الجنوبيةواليابان معاً. ويتسم هذا المونديال تحديداً بمميزات لم يعرفها غيره من قبل من بينها انه يقام للمرة الأولى في آسيا وتتقاسمه دولتان للمرة الأولى ايضاً وربما الأخيرة بعد أن أكد رئيس الاتحاد الدولي الفيفا قبل بضعة أشهر أن التجربة من الناحيتين التنظيمية والإشرافية كانت صعبة للغاية "ويبقى أن نرى ما سيحدث على أرض الواقع خلال المنافسات لنقيم التجربة بالكامل، قبل أن نقرر اذا ما كان بالإمكان تكرارها". وسنتعرف من خلال الحلقات المقبلة على المنتخبات المتأهلة مجموعة بمجموعة، وسيكون ضيفنا الأول منتخب الدنمارك الذي يلعب ضمن المجموعة الأولى إلى جانب فرنسا حاملة اللقب، والسنغال وأوروغواي. لن تخف حدة الخلافات القائمة بين رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزف بلاتر ورئيس الاتحاد الاوروبي لينارت يوهانسون بل ستزداد حتماً، لأن الأخير سيبقى اربع سنوات أخرى في منصبه بعدما اعيد انتخابه من الجمعية العمومية بالإجماع أمس. وستكون نهائيات كأس العالم المقبلة حكماً، مسرحاً لنشوب خلافات جديدة بين الطرفين خصوصاً حين يحين موعد اختيار رئيس جديد للفيفا من بين بلاتر ورئيس الاتحاد الافريقي عيسى حياتو في 29 ايار مايو المقبل في سيول. وفي اطار استعداداتها للمونديال، تخوض بلجيكا مباراة ودية امام الجزائر في 14 ايار المقبل في بروكسل. وسيخوض المنتخب الجزائري المباراة بكامل نجومه المحترفين في اوروبا. وتلعب بلجيكا في المونديال ضمن المجموعة الثامنة الى جانب اليابان وروسيا وتونس، وهو ما دفعها الى اختيار الجزائر لتشابه ادائها مع الأداء التونسي. وفي نيجيريا، لا يزال اللاعبون ينتظرون إقرار الموازنة الخاصة بالمكافآت التي سيحصلون عليها جراء مشاركتهم في النهائيات المقبلة. وقال مسؤول امس الثلاثاء ان لاعبي المنتخب النيجيري لكرة القدم ينتظرون لمعرفة حجم مكافآتهم في نهائيات كأس العالم لكرة القدم، اذ انه لم يجر اقرار الموازنة بعد. وسبق للاعبين النيجيريين ان اعترضوا على ضعف المكافآت التي تقررها لهم بلادهم خلال البطولات الكبيرة، وكان آخرها ابان انطلاق نهائيات كأس الامم الافريقية في شباط فبراير الماضي في مالي حيث فازت نيجيريا بالمركز الثالث. على صعيد آخر، وافق صانع ألعاب بايرن ميونيخ والمنتخب الالماني ستيفان ايفنبرغ على الانتقال الى مانشستر سيتي الصاعد الى الدرجة الممتازة الانكليزية لمدة سنتين في مقابل 6 ملايين دولار فور انتهاء عقده مع بايرن ميونيخ في 30 حزيران يونيو. وسبق لايفنبرغ ان لعب في صفوف بوروسيا مونشنغلادباخ الالماني، قبل ان يلعب موسمين مع فيورنتينا الايطالي، ثم بايرن ميونيخ الذي قاد الى احراز بطولة المانيا في المواسم الثلاثة الماضية ولقب دوري ابطال اوروبا العام الماضي بعد فوزه على فالنسيا الاسباني بالركلات الترجيحية في مدينة ميلانو الايطالية. وفي انكلترا، سيدخل مدافع مانشستر يونايتد غاري نيفل في صراع مع الزمن لتجاوز اصابته، التي تعرض لها أول من امس امام بايرن ليفركوزن في ذهاب الدور نصف النهائي دوري الابطال، من اجل اللحاق بالنهائيات. وأعلن مدير مركز الابحاث والدراسات الطبية في معهد الرياضة البريطاني البروفسور توم ريللي أن "لدي احساس ان نيفيل لن يتمكن من اللحاق بالمباراة الاولى على الاقل. من الصعب تأكيد موعد عودته الآن، ولن يتم ذلك الا بعد التعرف في شكل أكبر على مدى اصابته بعد اخضاعه لفحوص أكثر دقة في الايام المقبلة". ويعاني المنتخب الانكليزي غياب عدد من نجومه، في مقدمهم صانع ألعابه ديفيد بيكهام الذي اصيب قبل نحو اسبوعين خلال مباراة فريقه مانشستر يونايتد مع ديبورتيفو لا كورونيا في دوري ابطال اوروبا ايضاً. وتلعب انكلترا ضمن المجموعة السادسة مع الارجنتينونيجيرياوالسويد، وستخوض مباراتها الاولى تحديداً في 2 حزيران يونيو امام السويد. ومن جانبه، رأى رئيس اتحاد جنوب افريقيا داني جوردان ان الكرة الافريقية تتطور سنوياً في صورة كبيرة جداً "والدليل تقدمها المستمر لجهة ترتيب منتخباتها على لائحة التصنيف العالمي التي تصدر عن الفيفا شهرياً". لكنه استطرد "لا نفكر طبعاً في الفوز بكأس العالم لا الآن ولا حتى في نهاية القرن الحادي والعشرين، والسبب ان الامر يتطلب اموراً كثيرة سبقتنا اليها اوروبا وأميركا اللاتينية. نحن نتقدم فعلاً لكنهم يتقدمون ايضاً، وسيظل الفرق بيننا وبينهم كبيراً". وأضاف: "يجب الا ننسى ايضاً المسائل المالية، فنحن قارة فقيرة في غالبيتها وليس لدينا القدرة على تطوير ناشئينا بالصورة المطلوبة كما يحدث في غير دول تنعم باقتصاد قوى ومستقر. وحتى على مستوى الكبار، تواجه غالبية دولنا صعوبات كبيرة في توفير موازنات مناسبة لخوض مباريات تجريبية مع منتخبات عريقة بسبب كلفة استقدامها العالية، ما يحرم اللاعبين من فرصة الاحتكاك الجيد وكسب الخبرات اللازمة لخوض غمار المنافسات الكبيرة. ولكي نكون واقعيين، فلنجعل هدفنا ان نصل الى نهائيات كأس العالم أولاً، ثم نسعى الى تحسين ذلك ببلوغ أعلى الادوار التالية على قدر الامكان. اما حكاية الفوز بالكأس الذهبية... فانسوها!".