أبرز ما تميزت به الدورة الخامسة عشرة من نهائيات كأس العالم في الولاياتالمتحدة، كان التألق اللافت للمنتخب السعودي الذي صعد الى الدور الثاني في المرة الاولى التي يشارك فيها في هذا المحفل العالمي الكبير. لفت لاعبوه الانظار بشدة وسجل له فؤاد أنور لاعب نادي الشباب آنذاك هدفه الاول في تاريخ المونديال في مرمى هولندا، قبل ان يعيد الكرة امام المغرب. واضاف زميله في المنتخب والنادي سعيد العويران هدفاً إعجازياً، على الطريقة المارادونية، في مرمى بلجيكا بعد أن راوغ أكثر من نصف لاعبيها... وخرجت السعودية مرفوعة الرأس من الدور الثاني بعد خسارتها أمام السويد التي فازت بالميدالية البرونزية في ما بعد. ولم تقتصر المشاركة العربية المميزة في هذه الدورة على السعودية وحدها، إذ تألق الحكمان الاماراتي علي بوجسيم والسوري جمال الشريف، واختير الاول لادارة مباراة تحديد المركز الثالث بين السويد وبلغاريا. وشهدت المباراة النهائية بين البرازيل وايطاليا تأرجحاً طويلاً للكأس الذهبية بفعل الركلات الترجيحية قبل ان تستقر في احضان قائد المنتخب البرازيلي دونغا مسجلاً لبلاده رقماً قياسياً جديداً. وصول تركيا إلى نهائيات كأس العالم المقبلة ومن قبلها إلى نهائيات الأمم الأوروبية عامي 1966 في إنكلترا وعام 2000 في هولنداوبلجيكا معاً، يمثل علامة مضيئة تؤكد مدى التطور الذي طرأ على اللعبة هناك خلال السنوات القليلة الماضية. كان غريباً أن تخفت شمس الكرة التركية بعد ظهورها في مونديال 1954 ، وألا تعود إلى الظهور تحت أضوائه طيلة هذه الفترة خصوصاً أنها نعمت دوماً بشعبية جارفة، وبدء تاريخها يرجع إلى عام 1910 حين أدخلها البريطانيون وأنشأوا ثلاثة أندية كانت هي نواة اللعبة هناك: بيشكتاش وغلطة سراي وفينربغشة. وهي تأهلت بعد 40 عامًا للمونديال بعد فوزها على سورية 7-صفر في التصفيات، بيد أنها لم تشارك في النهائيات لأسباب داخلية... غير أنها حققت ظهورها الفعلي الأول في مونديال عام 1954 في سويسرا. وهناك فازت على كوريا الجنوبية 7-صفر وخسرت أمام ألمانيا "الغربية" 1-4 ، قبل أن تخسر أمامها مجدداً في مباراة فاصلة 7-2 . وانسحبت تركيا من مونديال 1958 بعدما رفضت اللعب أمام إسرائيل في التصفيات، ثم غابت طويلاً عن الأضواء على رغم بزوغ نجمها ليفتر كوكاندونيادس الذي سجل لها 21 هدفاً في 46 مباراة دولية. لكن الخسارة المذلة التي تعرض لها المنتخب التركي على يد نظيره الإنكليزي بثمانية أهداف في تصفيات كأس الأمم الأوروبية قبل 15 عاماً، دفعت الأتراك إلى الطريق الصحيح للبحث عن وسائل فاعلة للخروج من هذا الواقع الحزين. عمل المسؤولون كثيرًا من أجل تغيير صورة اللعبة في بلادهم، وفتحوا الباب على مصراعيه أمام الاحتراف الداخلي والخارجي وساعدت الأندية المحلية على استقطاب محترفين من أصحاب المستويات المتميزة. وتحسنت الحال تدريجاً، وبرزت مجموعة من الناشئين والشباب كانت نواة المنتخب الذي ظهر في عام 1996 في إنكلترا... وربما لم يقدم كثيراً حينذاك لكنه نجح بعد ذلك في الظهور مجدداً في "اوروبا 2000" في هولنداوبلجيكا معاً، قبل أن يعلن عن عودته المظفرة إلى نهائيات كأس العالم في كوريا الجنوبية واليابان. وفي طريقها إلى هذا المجد، فازت تركيا على مولدافيا 2-صفر و3-صفر، وأذربيجان 1-صفر و3-صفر. وتغلبت على مقدونيا 2-1، وتعادلت معها 3-3 ، وعلى سلوفاكيا 1-صفر وتعادلت معها 1-1 ... وتعادلت مع السويد 1-1 وخسرت أمامها صفر-1 وحلت ثانية في مجموعتها فخاضت الملحق أمام النمسا وفازت عليها 1-صفر و5-صفر. وتضم التشكيلة التركية عددًا من اللاعبين الموهوبين أبرزهم حقان شكر وآلباي أوزلان وأوكان بروك وعارف آرديم. واعترف المدرب سنول غونز بأن مهمة منتخبه المقبلة صعبة "لن تكون أيامنا سهلة في الشرق الأقصى، سنواجه البرازيل والصين وكوستاريكا ولكل آماله وطموحاته. لكن يبقى علينا أن نعمل بجد وأن نبذل قصارى جهدنا من أجل تجاوز الدور الأول... ودعونا نحلم كثيراً فقد يتحقق بعضاً منها، وهذا يكفينا في الوقت الحالي" .