بيروت - "الحياة" - "مقاتلون في سبيل الله: صلاح الدين الأيوبي وريتشارد قلب الأسد والحملة الصليبية الثالثة" كتاب الباحث الأميركي جيمس رستون الشهير نقله الى العربية الباحث والكاتب اللبناني رضوان السيّد وصدر عن مكتبة العبيكان الرياض. يتناول الكتاب القصة الملحمية للصراع على الديار المقدسة والشخصيتين الباقيتين على مدى الزمن، والواقعتين في قلبها. وجيمس رستون، مؤلف هذا الكتاب هو الذي اشتهر من قبل بكتابه "غاليليو: قصة حياة". وواضح القصة المسمّاة "الملحمة الاخيرة" التي ترسم صورة للعالم المسيحي في نهايات الألفية الأولى. أما في هذا الكتاب فإنه يعيد رسم تصادم الحروب المسيحية المقدّسة والجهاد الاسلامي في نهاية القرن الثاني عشر الميلادي. انه سيرة ثنائية لشخصية ريتشارد قلب الأسد الأسطورية، والسلطان صلاح الدين الأيوبي البطل النموذجي في العالم الاسلامي. "مقاتلون في سبيل الله" يعيد رواية حياة كل من الرجلين، ويكشف عن روح تلك الأزمنة، والتي نصّبتهما وجهاً لوجه في الحرب الصليبية الثالثة. يظهر ريتشارد قلب الأسد، الذي يجسّد النموذج الرومانسي للفروسية، في شخصيته المعقّدة، والحافلة بالتناقضات، ويكشف رستون عن جانبها المظلم باعتباره قائد الحرب الصليبية الدموية، والمبتلى في الوقت نفسه بالجنسية المثلية. أما صلاح الدين فان رستون يكشف في سيرته عن حياة رجل حكيم، وقائد واسع الثقافة، حقق الحلم العربي بتوحيد مصر والشام، وأدّى فتحه للقدس الى إندلاع الحرب الصليبية الثالثة، كما أنه ألهب الحركة الجهادية الاولى، وصيّر من نفسه بطلاً بأبعاد أسطورية. قام رستون في نسج صورة مكتملة المعالم للمواجهة الهائلة التي أوصلت الجيشين الى الضواحي الخارجية للقدس وأسوارها. وهناك أدّت تكتيكات صلاح الدين الماهرة التي قابلها فشل من ريتشارد في الحفاظ على أعصابه، الى تغيرات في مصائر المعركة والحرب. ويوضح السيد أبعاد ترجمة الكتاب قائلاً: "قمت بترجمة كتاب جيمس رستون "مقاتلون في سبيل الله" بعد الحادي عشر من ايلول سبتمبر 2001 وكانت التصريحات والحملات التي اقرأها في الصحف يومياً تجد صداها لدي في الكتاب. فالحق أنني ما قرأت كتاباً مماثلاً في السنوات الاخيرة، يشفُّ فيه التاريخ عن الحاضر أو العكس فضلاً عن التصوير الرائع للخشصيات، والدفة في قراءة النصوص".