ألغت قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية مقابلة خاصة مع رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون لأسباب أعلنت ادارة القناة انها تتعلق ب"املاءات فنية" فرضتها اسرائيل على طاقم "الجزيرة" في القدسالمحتلة. وكان اعلان اجراء المقابلة اثار استياء فلسطينياً عبر عنه وزير الاعلام والثقافة ياسر عبد ربه في رسالة الى ادارة القناة طالب فيها بالغاء المقابلة، فيما اعتصم عشرات من الصحافيين امام مقر "الجزيرة" في بيروت احتجاجا. وقال مصدر مأذون له في "الجزيرة" ل"الحياة" ان الغاء المقابلة يرجع الى محاولة المسؤولين الاسرائىليين فرض املاءات فنية على طاقم القناة في القدسالمحتلة كان من شأنها ان تفقد الحوار حيويته. وسألته "الحياة" لماذا قررت "الجزيرة" اجراء المقابلة مع شارون، فأجاب: "نحن نتعامل مهنيا مع هذه المسألة، وهناك قضايا كثيرة كنا نريد مناقشة شارون فيها، منها القمة العربية والامور المطروحة علي جدول اعمالها، والحصار المفروض على الرئيس ياسر عرفات، وان كان سيتمكن من المشاركة في القمة، والغينا المقابلة ليس بسبب اي ضغوط او احتجاجات بل لاننا رفضنا شروطا فنية كانت ستحرم المذيع المحاور من وسيلة لمقاطعة حديث شارون". وزاد ان القناة كانت ستوجه الاسئلة الى شارون من الدوحة لتصل ترجمتها الى اذنه من مترجم في مقر "الجزيرة" يتولى ترجمة الاجابات فورا الى العربية، لكن شارون اشترط ان يجلس معه شخص من القناة ينقل الاسئلة والاجابات. وبقرارها الغاء المقابلة تكون "الجزيرة" فاجأت مشاهديها مرتين. وأعلن المكتب الاعلامي لشارون في القدسالمحتلة ان اللقاء ألغي لعدم التزام ادارة "الجزيرة" اتفاقا تم مع مكتب رئيس الوزراء. واضاف: "ان الاتفاق كان ينص على ان يجري مراسل الجزيرة في القدس وليد العمري اللقاء في مكتب شارون، وفي آخر لحظة قررت ادارة الجزيرة اجراء اللقاء عبر استديوهاتها في قطر والتحدث عبر الميكروفون، الامر الذي لم يحدث مع رئيس الوزراء سابقا لانه دليل على قلة الاحترام، فكل المقابلات التي اجراها في مكتبه كانت وجها لوجه". وعلمت "الحياة" ان احد اسباب الخلاف كان مطالبة شارون بعدم التطرق الى مجازر صبرا وشاتيلا. وكانت "الجزيرة" اتفقت مع محطة التلفزة الاميركية "سي ان ان" على نقل المقابلة حية. وفي وقت سابق اف ب، تجمع حوالي 150 صحافيا بعد ظهر امس امام مكاتب قناة "الجزيرة" في المركز الاعلامي الخاص بالقمة العربية في بيروت احتجاجا على خطط اجراء المقابلة مع شارون. وبعد نحو ساعة من الاعتصام ابلغ الصحافيون العاملون في القناة المتجمعين ان المقابلة الغيت فتفرقوا. واعلن صحافي في القناة ان قوات الامن اللبنانية منعت فريق "الجزيرة" من التصوير في فندق "فينيسيا" الذي ينزل فيه القادة العرب المشاركون في القمة. وقال الصحافي ماجد عبد الهادي لوكالة "فرانس برس" انه كان بعد ظهر امس مع فريق التصوير في الفندق عندما احتجز رجال الامن مصورا وفنيا لنصف ساعة للتدقيق في هويتيهما. واضاف انه احتج على هذا الاجراء واكد حصوله على الاذن اللازم للتصوير، لكن عناصر الامن طلبوا من الفريق الخروج لحل الاشكال ولم يسمحوا له بالدخول مجددا.