لعل الانطباع الاقوى الذي تركته الدورة الثامنة ل"معرض الشرق الأوسط الدولي لمعدات الكابل والأقمار الاصطناعية والبث والاتصالات "كابسات - 2002"، هو ان استوديو البث والنقل التلفزيوني ربما تحوَّل جهازاً واحداً يحمله الفرد الواحد ويصور به ما شاء من احداث ومشاهد! وتعود الذاكرة الى الاحداث القريبة التي شغلت الاعلام المرئي المسموع، وخصوصاً الحرب "العالمية" الاولى في القرن 21. وأبرزت تلك الحرب صورة جديدة للمراسل الحربي، وبات تسلحه بأدوات مثل هاتف الفيديو وخلوي الاقمار الاصطناعية، من ضرورات الحصول على المشاهد التي تطلبها شاشات التلفزة. وكالعادة، شاركت في المعرض شركات متخصصة في تقنيات البث الرقمي والكابل والساتلايت. وحضر المعرض 150 عارضاً جاؤوا من المملكة العربية السعودية وبريطانيا والدانمرك والمانيا وفرنسا والولايات المتحدة والصين وبلجيكا وكوريا وسويسرا ولبنان وجنوب أفريقيا وكندا والكويت وإيرلندا اضافة الى الإمارات العربية المتحدة. واينما تلفتت الاعين، فالارجح ان الجديد الذي يلتقطها هو تقلُّص استوديوهات البث التلفزيوني الى عربات صغيرة تضم كل ما يلزم لضمان استقلاليتها وحرية حركتها في الوقت نفسه. كما لوحظ ان كاميرا التلفزيون تتقلص حجماً باستمرار، ولكنها تزداد ذكاءً بفضل الكومبيوترات الصغيرة المزروعة فيها. هل تكون النقلة الآتية هي الاستوديو المحمول باليد، على وزن الكومبيوتر المحمول باليد؟ وعلى سبيل المثال، عرضت عربات البث التلفزيوني المتنقلة من نوع "دي أس أن جي" ومعدات "فلاي اواي" التي تسهل مهمة تجميع الاخبار وبثها من أي مكان. وتعد عربة "دي أس أن جي" المزودة أنظمة البث الرئيسة كافة حلاً مثالياً للبث من دون الاعتماد على أي تجهيزات خارجية. ويمكنها البدء بالبث خلال 5 دقائق من وصول العربة الى المكان المستهدف. بينما يمكن نظام "فلاي اواي" الذي يعد عبارة عن طبق التقاط وبث خفيف الوزن ومصغر الحجم الانتقال من مكان الى آخر بالطائرة أو بالهليكوبتر ويوفر امكان بث الاخبار والمناسبات بصورة مباشرة. وعرض جهاز استقبال ساتلايت جديد يتميز بقابلتيه للتحرك السريع 90 درجة في الثانية الواحدة. ويمكن وضعه في المراكب البحرية أو السيارات، فيدور الصحن اللاقط مع اتجاه السير ليضمن الاتصال الدائم بالأقمار الاصطناعية. ويتمتع الجهاز بخاصية ربطه بأربعة أقمار اصطناعية في وقت واحد في حين تتم المتابعة من خلال قمر واحد فقط. وشهد معرض "كابسات - 2002"، إطلاق تقنية جديدة في مجال الصورة التلفزيونية البطيئة من EVS لمعدات البث من بلجيكا، وهو جهاز من الجيل الثالث لإعادة العرض المباشر بالسرعة البطيئة، إضافة إلى بعض الخيارات الأخرى لقطاع البث التلفزيوني للبرامج الرياضية.