صدر اخيراً عن دار فلاماريون في باريس كتاب "مادونا" الذي يفصّل حياة المرأة الأكثر تحرراً في عصرنا. مفرطة الحساسية، قلقة، ومغرمة جداً بزوجها غاي ريتشي. والمعروف ان مادونا تزوجت مرتين ولها ولدان من زوجين مختلفين، الى مئات العشاق ناهيك عن عدد من العشيقات! لعبت مادونا أدواراً في عشرات الأفلام، وأصدرت زهاء 15 ألبوماً غنائياً، وباعت الملايين منها ولم تخف يوماً حياتها الجنسية الفوضوية. هذا هو الوجه الظاهر للويز مادونا سيكّون، ابنة طوني سيكّون ووالدتها مادونا فورتين، المولودة في 16 آب اغسطس عام 1958 في باي سيتي وهي مدينة صغيرة في ميتشيغان. عندما بلغت سن ال20 عاماً جاءت مادونا الى نيويورك واجتاحت المدينة لتصير اليوم نجمة عصرها على الإطلاق. الصحافية باربرا فيكتور استقصت على مدى عام حياة مادونا، وأصدرت كتاباً عنها يرسم صورة طالما شغلت فضائحها اقلام الصحافيين. في الكتاب شهادات حقيقية لأشخاص عاصروا مادونا، من والدها الى حماتها مروراً بجدّتها وعشاقها السابقين، وسائقها وبعض اصدقائها المقرّبين. ولعلّ الفصل الأكثر تأثيراً هو الذي يروي قصة علاقتها بالمخرج البريطاني غاي ريتشي الذي تعرّفت إليه في ربيع عام 1999 ويصغرها ب10 اعوام. التقته بفضل صديقتها ترودي ستايلر زوجة المغني ستينغ. يومها كانت تحلم بإنجاب طفل ثان. فكيف حققت هذا الأمر؟ في تشرين الأول اكتوبر من عام 1999 كانت ترودي ستايلر تقيم عشاء على شرف عدد من المدعوين الذين لا يتجاوز عددهم 12 مدعواً، وكان غاي ريتشي يكمل اخراج فيلمه Snatch. في الوقت عينه كانت مادونا المرتدية ثياباً محتشمة، قلقة تحاول الاتصال بغاي ريتشي من دون جدوى. تطلبه على الخلوي كل خمس دقائق فلا يجيب. إحدى المدعوات التي لاحظت حالتها المضطربة همست في اذنها: "دعيه يعيش قليلاً، لا تخنقيه لئلا يرحل، الرجال لا يحبون ملاحقتهم دعيه يتنفس". لكن مادونا كانت جد مضطربة وقلقة كامرأة مغرمة بصورة حقيقية، لم تكن تتوقف عن التكرار "أحبه وأخاف ان يهجرني". ثمّ قبلت بأن تترك الهاتف، ولا تطلب الرقم إلا بعد مرور بعض الوقت. الواقع ان مادونا كانت قبلت بحجج غاي ريتشي وسكنت معه في لندن، لكنها احتفظت بمنزلها في بيفرلي هيلز حيث ساكنته بعد ولادة ابنهما. عندما عادت الى لندن، راحت الصحافة تنبش الفضائح في حياتها السابقة مما دفعها الى عقد مؤتمر صحافي توضح فيه انها تغيّرت كلياً وأن ما قامت به في الماضي كان بفعل طيش الشباب، ولأنها صدمت باكراً بوفاة والدتها عندما كانت لا تتجاوز الخامسة من عمرها، وأنها بعد تعرّفها الى غاي ريتشي اكتشفت المرأة التي طالما أحبّت ان تكونها في حياتها. خلال اشهر من علاقتها بغاي ريتشي كانت مادونا تكرر على مسامع اصدقائها انها تحتاج الى طفل ثان، لكن غاي لم يعرها اي اهتمام. وعندما أزفّت له الخبر السار اثناء عشاء في منزل استأجراه في كنسينغتون تضايق، ورحل صافقاً الباب خلفه وذهب يشرب في إحدى الحانات. ثم قصد والده ليستشيره فقال له إذا كان الطفل لك عليك بالبقاء الى جانبها. فعاد ريتشي الى المنزل وقال لمادونا: "إذا كنت ترغبين فعلياً بهذا الطفل فأنا اوافق لأنني أحبك". لكن من جهة اخرى، كان والدا غاي جون ريتشي واللايدي امبر لينغتون متضايقين إذ طالما فضّلا ان يرتبط ولدهما بامرأة انكليزية صاحبة حياة هادئة وليست فضائحية على غرار مادونا. كانا يعتبران ان مادونا اوقعت عمداً بولدهما وحملت منه بينما امرأة مثلها قادرة تماماً على اتخاذ كل اجراءات الحماية. وبين القيل والقال بقي غاي ريتشي غير مصمّم على الزواج، فيما اعلنت مادونا صراحة لأهله انها ستحتفظ بالطفل مع انه كان واضحاً انها ترغب بوالد لطفلها. وسرت اشاعات عدة عن ان مادونا هي التي ترفض الزواج حفاظاً على استقلاليتها التامة فيما سرت اشاعات اخرى بأن ريتشي هو الذي يرفض الارتباط. في هذا الوقت علم والد مادونا طوني سيكّون ان ابنته حامل ومن دون موعد محدد للزواج، فأعرب عن غضبه منتقداً أيضاً قرار مادونا الانتقال للعيش في انكلترا مبعدة ابنتها لورد ماريا عن والدها، ولم يهدأ الوالد إلا عندما صارحته مادونا برغبتها الحقيقية بالارتباط بغاي ريتشي. والحقيقة ان شجاعة مادونا والولادة المبكرة لابنها روكو كانا وراء إقناع ريتشي بفكرة الزواج. فما الذي حصل بالفعل؟ مساء الخميس 10 آب اغسطس عام 2000، كانت مادونا وحيدة في منزلها في بيفرلي هيلز بينما كان غاي ريتشي عند صديقه براد بيت. وكان لا يزال هناك شهر لموعد الولادة ومادونا مطمئنة تماماً لحالتها بعد استشارتها طبيبها قبل ثلاثة ايام الذي اكد لها ان الأمور تسير في شكل طبيعي. لكن فجأة، في تلك الليلة تعرضت مادونا الى نزيف حاد، فسارعت للاتصال بطبيبها الذي طلب بدوره من الإسعاف ان ينقلها فوراً الى المستشفى. في هذا الوقت اتصلت مادونا بغاي ريتشي الذي لحق بالإسعاف في سيارته، ولما وصل الى المستشفى كان الطبيب قرر اجراء عملية قيصرية، لئلا يفتقد الطفل الى الأوكسجين ولا تخسر الوالدة المزيد من الدم النازف. اما مادونا فكانت تصرخ بصوت عال مطالبة بإنقاذ طفلها فقط وبقي غاي ريتشي الى جانبها طوال الوقت. هكذا ولد روكو غاي ريتشي في 11 آب اغسطس 2000 في منتصف الليل، وكانت مادونا قلقة جداً على صحته ولم تستطع رؤيته في الحاضنة إلا بعد مرور 12 ساعة فنظرت إليه وعيناها مغرورقتان بالدموع وقالت: "هذا الشاب الصغير هو اعجوبتي الصغيرة". وفي 25 آب اغسطس اعلن المنتج السينمائي ايريك برغ الصديق المقرّب لغاي للصحافة ان الأخير سوف يتزوج من مادونا قبل عيد الميلاد، وأضاف ان الزوجين سيعيشان بين لندن ولوس انجليس وقال ان غاي سعيد جداً منذ ولادة ابنه وأنه يطمح ومادونا الى حياة عائلية مستقرة!