مع انتهاء شعائر فريضة الحج انطلق اكثر من مليوني حاج من السعوديين والاجانب الى الاسواق في مكةالمكرمةوجدةوالمدينةالمنورة بحثاً عن هدايا وتذكارات رحلتهم الدينية، أو بحثاً عن سلع يمكن بيعها في بلدانهم وتحقيق بعض المكاسب فضلاً عن ان بعضهم احضر معه مسبقاً الكثير مما يمكن بيعه في السعودية. قدر مسؤولون في الغرف التجارية الصناعية في كل من مكةالمكرمةوجدة ما يضخه الحجاج في سوق التجزئة السعودية مع انتهاء الموسم بمئات الملايين من الدولارات. وقال المسؤولون: "إن تحديد هذه الارقام بدقة امر صعب للغاية". وأوضحوا ان اسواق مكةالمكرمةوجدةوالمدينةالمنورة الاكثر جذبا للحجاج بعد انتهاء فريضتهم تشهد هذه الايام مبيعات مضاعفة بقدر اربعة او خمسة اضعاف عن المعدلات المعتادة نتيجة اقبال الحجاج على شراء المنتجات الاستهلاكية والتذكارات والاجهزة الكهربائية والملابس، خصوصاً الملابس الرجالية العربية واجهزة الهاتف النقال ومستلزمات الكومبيوتر وعبوات ماء زمزم وعبوات التمور خصوصاً تمور المدينةالمنورة. ويُقدر رئيس مجلس ادارة شركة "عجلان واخوانه"، احدى اكبر شركات الملابس الرجالية في الخليج، السيد عجلان العجلان حجم ما ينفقه الحجاج بنحو 600 مليون دولار بمتوسط 200 دولار لكل حاج للحجاج الاجانب القادمين من خارج المملكة ومن بعض مناطقها الداخلية. ويوضح العجلان ان الشماغ والغتر الخاصة بالزي السعودي والخليجي تجذب الكثير من الحجاج لاقتنائها كتذكار لرحلتهم في موسم الحج فضلاً عن الحجاج العرب والخليجيين الذين يشترون هذه الاصناف للاحتفال بعيد الاضحى المبارك. ويتوقع العجلان ان معظم ما يقبل عليه الحجاج هو السلع المرتبطة بالأماكن المقدسة والشعائر الدينية مثل عبوات ماء زمزم والتمور من المدينةالمنورة والسبح وسجاد الصلاة والمصاحف والكتب واشرطة القرآن الكريم وخلافها. من جهته يقول البائع عبدالله الديلمي، الذي يدير محلاً للادوات الكهربائية في جدة، ان الحجاج من الجنسيات العربية والآسيوية يقبلون على أجهزة التلفزيون والفيديو ومشغلات الاسطوانات وكاميرات التصوير اكثر من أي سلعة اخرى، وهو يُقدر ارتفاع مبيعاتهم في الموسم في فرع جدة بنحو ثمانية اضعاف عن المبيعات المعتادة. ولا يكتفي الحجاج بالشراء بل يعمد بعضهم الى احضار سلع خاصة من بلدانهم لبيعها في مخيمات منى او في بعض اماكن تجمعات الحجاج في المطارات والموانئ، وبرز من بين هؤلاء في السنوات الاخيرة الحجاج الروس الذين درجوا على احضار سلع مثل المناظير واجهزة الراديو والسكاكين والتحف الخشبية وبعض مستلزمات الرحلات البرية وعرضها باسعار رمزية جدا تغري الجميع بشرائها. ويقول الحاج الروسي محمد رحمانوف ل "الحياة" ان احضار السلع الروسية وبيعها عادة برزت بين الحجاج الروس منذ منتصف التسعينات. ويبرر هذا الاتجاه بعدم قدرة كثيرين منهم على تمويل رحلة الحج او تمويل شراء التذكارات من المشاعر المقدسة فيلجأ الى بيع هذه السلع بحثاً عن السيولة. ويعتقد رحمانوف ان معظم الحجاج القادمين من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق المستقلة يمارسون هذه التجارة الموسمية الصغيرة مع اختلاف بسيط في السلع المعروضة. ويتخصص الحجاج الايرانيون منذ فترة طويلة في بيع الفستق الايراني والسبح الايرانية وحلوى "المن والسلوى" وجميعها سلع مرغوبة وتُباع باسعار كبيرة اذ يصل سعر السبحة من نوع "بن زهير" برائحة الليمون الى ما يزيد على 100 دولار. وما بين مشتريات الحجاج ومبيعاتهم الصغيرة يزدهر موسم الحج تجارياً عاماً بعد عام وهو الازدهار التاريخي العريق الذي تشهده هذه البقعة من العالم سنوياً.